[ad_1]
ونزح نحو مليوني فلسطيني، يعيش معظمهم في خيام مؤقتة نصبت في مناطق تدعي إسرائيل أنها “آمنة”، بحسب بيانات رسمية صادرة عن منظمات دولية ومحلية. (غيتي)
يقول تيسير عبيد، أحد المهجرين الفلسطينيين في دير البلح، لـ”العربي الجديد”: “الموت صعب، لكن الأصعب هو أن تصنع قبراً لنفسك ولعائلتك بيديك”.
وقرر الأب البالغ من العمر 41 عاماً، وهو أب لثمانية أطفال، حفر حفرة كبيرة عمقها مترين وعرضها أربعة أمتار، لتكون مأوى لأسرته المكونة من عشرة أفراد بعد أن لم يتمكن من الحصول على خيمة.
“منذ 15 شهراً ونحن نهرب من الموت من مكان إلى آخر على أمل حماية أطفالنا، ولكن في كل مرة نفقد المزيد من أحبائنا وأقاربنا، حتى أثناء تهجيرهم، أصبحت جميع مناطق قطاع غزة مقابر لنا”، قال لـ TNA.
وأضاف “فلماذا لا نبني قبورنا بأنفسنا؟ إما لحمايتنا من البرد أو لدفننا فيها إذا قصف الجيش الإسرائيلي المكان الذي نعيش فيه”.
منذ 7 أكتوبر 2023، يواصل الجيش الإسرائيلي شن حرب إبادة جماعية على قطاع غزة بذريعة الرد على هجوم نفذته الفصائل الفلسطينية التي تقودها حماس على البلدات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع الساحلي. وقتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 46 ألف فلسطيني وأصاب أكثر من 110 آلاف، بحسب إحصاءات رسمية صادرة عن وزارة الصحة في غزة.
وعلاوة على ذلك، دمر الجيش الإسرائيلي ما يقرب من 80 في المائة من المباني السكنية في قطاع غزة.
ونزح نحو مليوني فلسطيني، يعيش معظمهم في خيام مؤقتة نصبت في مناطق تزعم إسرائيل أنها “آمنة”، بحسب بيانات رسمية صادرة عن منظمات دولية ومحلية.
ومما يزيد الطين بلة بالنسبة للفلسطينيين أن الجيش الإسرائيلي يتعمد استهداف خيام النازحين، مما أدى إلى مقتل المئات، بعضهم احترق أمام الكاميرات وأمام العالم.
حفر ملجأ وقبر
“كل هذا لم ينفعنا مع العالم؛ ينظرون إلينا ويشاهدون موتنا ولا يفعلون شيئا (…) لقد تركنا وحدنا في هذه الحرب، لذلك لم أرغب في انتظار المساعدة من أحد، لذلك وقال عبيد: “قررت أن أحفر حفرة لي ولعائلتي، إما أن نعيش جميعاً، أو نموت جميعاً”.
ولتنفيذ فكرته، اختار عبيد أرضًا طينية في أحد مخيمات اللاجئين في دير البلح وبدأ الحفر بأدوات بدائية مثل المجرفة والرافعة. واستغرقت عملية الحفر ثلاثة أيام. وبعد ذلك، قام ببناء سقف من بقايا الخشب الذي حصل عليه من أقاربه وجيرانه، وقام بتغطيته بالنايلون لمنع دخول مياه الأمطار إليه.
وقال “رغم أنني شعرت بالرعب أثناء حفرها لأنها ستتحول إلى مقبرة جماعية لنا، إلا أنه لم يكن لدي خيار آخر (…) حاليا أعيش فيها مع أطفالي الصغار”.
وأضاف: “كل ليلة أودعهم، وأسأل الله أن يبقينا جميعا على قيد الحياة أو نموت جميعا لأنني لا أريد أن يعاني أحدنا من أجل الآخر”.
وفي محاولة لحماية عائلته من المطر، قام عبيد بملء أكياس الطحين القديمة بالرمل ووضعها عند المدخل. وأشار إلى أنه يأمل في توفير حماية أفضل من الغارات الجوية الإسرائيلية لعائلته، التي فرت من القتال في شمال غزة، لكنه يخشى أن الملجأ لن يتحمل غارة جوية قريبة.
وقال: “إذا حدث انفجار حولنا وسقطت التربة، فبدلاً من أن تكون مأوى لي، ستصبح قبراً لي”.
وفي غزة يضطر النازحون إلى استخدام كل ما هو متاح لبناء ملاجئ مؤقتة وسط ظروف صحية كارثية بسبب تشديد إسرائيل حصارها على قطاع غزة الذي يمنع دخول معظم المساعدات الإنسانية والخيام ومستلزمات الحياة، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع. معاناة السكان المحليين.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في بيان لها مؤخرا إن نحو 945 ألف فلسطيني يواجهون خطر شتاء قاس بسبب تدهور الوضع الإنساني في القطاع.
وقالت الأونروا إن الاحتياجات الأساسية للنازحين لم يتم تلبيتها بشكل كافٍ، حيث تم تلبية حوالي 23% فقط من احتياجاتهم للحماية من المطر والبرد.
ومع ذلك، أشارت الأونروا إلى أنها تواصل توزيع الخيام والأغطية البلاستيكية مع تزايد تعقيد الأزمة الإنسانية في غزة.
وشددت الأونروا على أنه “يجب على المجتمع الدولي أن يدعم بشكل عاجل السكان المتضررين من أجل تلبية احتياجاتهم”.
[ad_2]
المصدر