ولمواجهة المجاعة، يقوم الفلسطينيون في غزة بصيد الطيور البرية

ولمواجهة المجاعة، يقوم الفلسطينيون في غزة بصيد الطيور البرية

[ad_1]

رجل فلسطيني يستعد لصيد الطيور بشبكة بالقرب من الحدود الإسرائيلية، شرق مدينة غزة، غزة في 22 أغسطس 2022. (غيتي)

يضطر طارق الشيخ، 32 عاماً، إلى صيد الطيور البرية لإطعام أطفاله جوعا وسط المجاعة السائدة في قطاع غزة.

يخرج آل الشيخ صباح كل يوم من خيمته في منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، للصيد. منذ أن تم تهجيره قسراً هو وعائلته المكونة من ستة أفراد من منزلهم في مدينة غزة إلى خان يونس بسبب حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل، فقد ظل عاطلاً عن العمل بعد أن دمرت غارة إسرائيلية منزله ومحل البقالة الصغير الخاص به.

يضع آل الشيخ بعض الحبوب على الأرض، ثم يرفع فوقها شبكة بعصا مربوطة بحبل طويل، فيصنع منها فخًا. ويبتعد عن الموقع ممسكًا بنهاية الخيط، منتظرًا أن تبدأ الطيور في اكتشاف الحبوب ثم النزول إليها. وفي لحظة حاسمة، عندما تتكاثر الطيور تحت الفخ، يسحب الحبل، ويغلق عليها الشبكة.

وقال لـ«العربي الجديد»: «أصطاد في كل مرة نحو 30 طائراً، ثم آخذها إلى زوجتي لتحضر لنا الطعام منها، فلحم الطيور مميز ولذيذ».

ويعيش سكان غزة أشد مجاعة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، حيث فرضت إسرائيل قيودا على المساعدات الإنسانية، بينما منعت تماما دخول اللحوم مثل الدواجن ولحوم الأبقار. وتزعم إسرائيل أنها تفعل ذلك لمحاربة مصادر أموال حماس.

تعلم الشيخ صيد الطيور خلال طفولته، حيث كان يرافق أقاربه على الحدود الشرقية لقطاع غزة.

أبرز التحديات التي تواجهه أثناء صيد الطيور هو عدم وجود مساحات فارغة غرب خان يونس بسبب اكتظاظ النازحين، مما يضطره إلى التحرك شرقا بالقرب من تواجد الجيش الإسرائيلي حيث يتم تدمير الأراضي الزراعية.

وأضاف: “أخشى أن تقصفني الطائرات (الإسرائيلية) المنتشرة في الأجواء. أدرك أن ما أفعله هو مغامرة تحمل مخاطر كبيرة، لكن لا يوجد خيار آخر لتوفير الغذاء لأطفالي”.

“صراع يومي رهيب”

وقال أجيث سونغاي، رئيس مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في مؤتمر صحفي بجنيف عبر رابط فيديو من الأردن في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، إن “مجموعات كبيرة من النساء والأطفال يبحثون عن الطعام وسط أكوام القمامة في أجزاء من قطاع غزة.”

وأضاف أن “الحصول على الضروريات الأساسية أصبح بمثابة صراع يومي رهيب من أجل البقاء”.

وفي شمال قطاع غزة، تنتشر ممارسة صيد الطيور لمكافحة المجاعة أكثر مما هي عليه في الجنوب، وذلك بسبب الاجتياح العسكري الإسرائيلي للمنطقة منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والذي أعقبته سياسة حصار مشددة ضد الأهالي. وكان الباقون في شمال قطاع غزة يضطرون في السابق إلى تناول علف الدجاج والأرانب لتجنب المجاعة.

ومن أجل مكافحة المجاعة، يقوم صلاح شاهين (34 عاما)، وهو من سكان بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، باصطياد الطيور البرية لإطعام أسرته.

وقال شاهين لـ TNA: “لا يوجد أي طعام في شمال قطاع غزة باستثناء بعض أنواع المعلبات مثل البازلاء المحفوظة بالمواد الحافظة”.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يسمح أحيانا بدخول بعض أنواع الخضار إلى شمال غزة تجنبا للضغوط الدولية، “لكنها بكميات قليلة وباهظة الثمن، مما يجعل من الصعب على معظم السكان شرائها”.

وأوضح أنه وعائلته المكونة من خمسة أفراد لم يتناولوا اللحوم منذ عدة أشهر، “لقد فقدنا الكثير من الوزن وأصبحت عظامنا ظاهرة”.

وأشار شاهين إلى أن تناول لحم العصفور “لا يشعرنا بالشبع بالطبع، لكنه مهم من أجل الحصول على البروتين اللازم لمحاربة المجاعة”.

يقسم شاهين العصافير التي يصطادها إلى قسمين، قسم يطعمه لأطفاله، والآخر يبيعه في الأسواق المحلية.

ويضيف: “أبيع ما أصطاده للناس بسعر زهيد، حيث أن سعر زوج الطيور لا يتجاوز سبعة شيكل (2 دولار)”.

سياسة التجويع

وقال خبير الأمن الغذائي وصحة الإنسان زايد أبو بكر لـ TNA إن حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة “تسببت في فقدان الأمن الغذائي وسوء التغذية بين الفلسطينيين، الذين أصبحوا يعتمدون على المساعدات كمصدر رئيسي للغذاء”.

وأوضح أبو بكر أن معظم المساعدات الغذائية هي أغذية معلبة تحتوي على الحبوب والبقوليات المحفوظة بالمواد الحافظة، “وهو أمر غير صحي لأنه يحتوي على مواد حافظة كيميائية، ولا يحتوي على العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتين والفيتامينات”.

وأوضح أن إسرائيل تفرض سياسة التجويع على سكان شمال قطاع غزة، “كنوع من العقاب الجماعي لأنهم رفضوا أوامر الجيش بالتحرك والإخلاء إلى جنوب القطاع”.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن السلطات الإسرائيلية “سهلت ما يزيد قليلا عن 40 بالمئة من حوالي 320 حركة إنسانية عبر قطاع غزة خلال تشرين الثاني/نوفمبر 2024، بينما تم رفض الباقي أو إعاقته أو إلغاؤه”.

وفي الوقت نفسه، أكد تقرير للأمم المتحدة أن جميع سكان غزة – حوالي 2.2 مليون شخص – “يعانون من أزمة أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الحاد”.

وقال التقرير إن عتبة انعدام الأمن الغذائي الحاد للمجاعة قد تم تجاوزها بشكل كبير، وأن سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة يتقدم بوتيرة قياسية نحو العتبة الثانية للمجاعة.

وذكر التقرير أن نصف السكان، 1.1 مليون شخص في غزة، قد استنفدوا تماما إمداداتهم الغذائية، وقدراتهم على التكيف، ويعانون من الجوع الكارثي (المرحلة 5 من التصنيف الدولي للبراءات) والمجاعة.

[ad_2]

المصدر