[ad_1]
قُتل أربعة مواطنين يمنيين وأصيب اثنان آخران عندما ضربت طائرة انتحارية بدون طيار حقل غاز خور مور في إقليم كردستان العراق شبه المستقل في وقت متأخر من يوم الجمعة 26 أبريل. (غيتي)
اتهمت السلطات في حكومة إقليم كردستان فصائل مسلحة مرتبطة بقوات الحشد الشعبي العراقية بالهجوم الأخير على حقل غاز خور مور، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وأضرار مادية كبيرة.
قُتل أربعة مواطنين يمنيين وأصيب اثنان آخران عندما ضربت طائرة انتحارية بدون طيار حقل غاز خور مور في إقليم كردستان العراق شبه المستقل في وقت متأخر من يوم الجمعة 26 أبريل، حسبما قال مسؤول كردي لصحيفة العربي الجديد يوم الأحد.
وتقوم شركة دانة غاز الإماراتية بتطوير حقل خور مور للغاز، الواقع جنوب غرب السليمانية، وينتج الغاز الطبيعي لنحو 80 في المائة من محطات توليد الطاقة في إقليم كردستان.
وأكد راميك رمضان رئيس بلدية جمجمال سقوط الضحايا، مشيراً إلى أن الضحايا وهم خبراء يمنيون كانوا يعملون في الميدان.
وتعهد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الأحد، بملاحقة المتورطين في الهجوم بعد أن أصدرت الحكومة بيانا أعلنت فيه بدء التحقيق في هجوم الطائرة بدون طيار. كشفت مصادر مطلعة في بغداد، اليوم الاثنين، أن رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، قدم معلومات إلى حكومة بغداد توضح تفاصيل الهجوم ومكان إطلاق الطائرة المسيرة التي تسببت في مقتل أربعة أشخاص، جميعهم يمنيون يعملون في الميدان. .
وذكر مصدر سياسي بارز في بغداد أن بارزاني اتهم، خلال اجتماع لائتلاف إدارة الدولة الحاكم حضره السوداني مساء السبت، فصائل مسلحة تابعة للحشد الشعبي بالوقوف وراء استهداف حقل غاز خور مور، وقدم معلومات تؤكد هذا الاتهام.
وأضاف المصدر في حديث لـ”العربي الجديد” شقيقة وكالة الأنباء التركية، شريطة عدم الكشف عن هويته، أن “اتهام بارزاني كان موجهاً بالدرجة الأولى نحو فصيل مسلح تدعمه إيران يقف وراء الهجوم، ما أدى إلى جدل ونقاش مع البعض”. قادة الإطار التنسيقي، مما أدى إلى اختتام الاجتماع دون التوصل إلى أي نتائج فيما يتعلق بالقضايا السياسية التي عقد الاجتماع من أجلها.
وشهد اليومان الماضيان إدانات دولية مختلفة للهجوم على الميدان، مع دعوات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة للتحقيق في الهجوم على الميدان.
وفي هذا السياق، ألمحت وفاء محمد كريم، عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في إقليم كردستان، إلى دوافع سياسية وراء الهجوم، وقالت لـ”العربي الجديد” إن “الدولة المستفيدة من هجوم كور وحقل غاز مور هو الذي يبيع الغاز للعراق بمليارات الدولارات سنويا”، في إشارة إلى إيران، موضحا أن “العمل على تطوير هذا الحقل المهم يتعارض مع المصالح الاقتصادية لإيران، وخاصة هذا الحقل الاستراتيجي الذي يمكن أن يمكن العراق من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في السنوات المقبلة، مما يعني أن العراق لن يحتاج إلى الغاز الإيراني في المستقبل.
وبين كريم أن “الفصائل المسلحة ذات الأجندات الخارجية المعروفة هي التي استهدفت حقل غاز خزور مور، ولدينا كافة المعلومات عن هذه الفصائل ومن أي منطقة تمت عملية الاستهداف، خاصة أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف حقل غاز خزور مور”. لقد استهدفت هذه الفصائل هذا المجال، لكن ذلك حدث عدة مرات من قبل”.
وأضاف أن بارزاني عرض كافة المعلومات والتفاصيل المتوفرة لدى المنطقة حول الفصائل المتورطة في هذا الهجوم والهجمات السابقة خلال لقاءاته في بغداد وأبلغ الرئيس السوداني وقادة إطار التنسيق بضرورة محاسبة هذه الفصائل. وإلا ستكون هناك، بحسب قوله، تداعيات أمنية وسياسية على المستوى الداخلي والخارجي.
وأكد أنه “على الرغم من تقديم كافة المعلومات والأدلة للحكومة وكذلك القوى السياسية في بغداد بشأن الفصائل المشاركة في هذا الهجوم وأهداف هذا الهجوم، إلا أننا لا نتوقع أن تكون هناك أي قدرة حكومية لكشفه”. وأضاف أن “هذه الجهات ومحاسبتها، وسيبقى التحقيق كالتحقيقات السابقة دون أي نتائج، إذ لا يزال سلاح الفصائل خارج الدولة أقوى من سلاح الدولة، ويسيطر على مناطق مهمة وحساسة في مختلف المدن العراقية”.
دوافع سياسية واقتصادية
وقال القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني في مدينة السليمانية، أحمد الحركي، للمراسل إن “هوية منفذ الهجوم لا تزال مجهولة، إلا أن هذا الهجوم يختلف تماماً عن الهجمات السابقة، حيث أسفرت عن خسائر بشرية بالإضافة إلى خسائر مادية ميدانية، وهو ما يمثل تغييراً نوعياً في عملية الاستهداف.
هجوم بطائرة بدون طيار يوقف إمدادات الغاز في خور مور*
بسبب هجوم بطائرة بدون طيار على حقل غاز #خورمور، تم تعليق إمدادات الغاز إلى محطات توليد الكهرباء، مما أدى إلى انخفاض حوالي 2500 ميجاوات في إنتاج الكهرباء. موظفون من وزارتي الكهرباء والكهرباء في حكومة إقليم كردستان… pic.twitter.com/1q8Q1Q335C
– حكومة إقليم كردستان (@Kurdistan) 27 أبريل 2024
وأوضح الحركي أن “العراق يعمل منذ فترة على استعادة دوره في المشاريع الكبرى من خلال مشروع الطريق التنموي، وكذلك مشاريع الطاقة والغاز، وبالتالي فإن عملية الاستهداف تحمل رسائل ربما من بعض الجهات التي لا تريد”. دور اقتصادي مهم للعراق في المرحلة المقبلة، وبالتالي قد يتكرر استهداف هذا المجال وغيره حتى تتوقف عجلة التنمية التي يريد العراق العمل عليها وتصبح محطة تجارية عالمية”.
ومع ذلك، يتوقع بعض المراقبين السياسيين الأكراد أن الميليشيات المرتبطة بتركيا قد تكون وراء الهجوم. وقال مصدر كردي لـ TNA إنه ربط خلال زيارة أردوغان إلى العراق رفع الحظر عن الرحلات الجوية من مطار السليمانية بالحصول على حصة في حقل غاز خور مور. ومع ذلك، رفض المسؤولون في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الحاكم هذا الاقتراح.
في حين اعتبر الباحث في الشؤون السياسية والأمنية ياسين عزيز، في حديث للمنافذ، أن استهداف الحقل له دوافع سياسية واقتصادية، مبينا أن “جهات داخلية تخدم أجندات خارجية تقف وراء استهداف حقل غاز خور مور لعرقلة التقارب”. بين بغداد وأربيل بشأن ملف الغاز ومنع العراق من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز”، لافتا إلى أن الفصائل المسلحة هي من قامت بهذا العمل.
وأوضح أن الطائرة المسيرة التي استهدفت حقل الغاز انطلقت من محيط مدينة طوزخورماتو، وهي منطقة تخضع لسيطرة بعض الفصائل المسلحة المعروفة لدى الجميع، مضيفاً “نعتقد أن الغطاء السياسي لهذه الفصائل سيكون منع محاسبة هذه الجماعات المسلحة التي تعمل ضد الدولة العراقية لصالح أجندات خارجية”، وأن معلومات حيوية عن هذه الجماعات وصلت إلى لجنة التحقيق من قبل حكومة إقليم كردستان، لكن الحماية السياسية وحتى الحكومية فوق لجان التحقيق التي ولم يتم الكشف عن أي نتائج خلال السنوات الماضية.
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية، ضربت سلسلة هجمات صاروخية حقل خور مور للغاز، وأعلنت الحكومة العراقية حينها فتح تحقيق في تلك الهجمات دون الإعلان عن أي نتائج حتى الآن.
ويغطي حقل الغاز مساحة 135 كيلومترا مربعا، مما يجعله أكبر منتج للغاز في العراق. وتبلغ احتياطياتها المؤكدة 8.2 تريليون قدم مكعب. ويصل إنتاجه إلى 452 مليون قدم مكعب من الغاز الجاف، و15 ألف برميل من المكثفات، وأكثر من 1000 طن متري من غاز البترول المسال يومياً.
وينتج الحقل الغاز اللازم لتوليد 4200 ميغاواط من الكهرباء يوميا، يرسل 2800 منها إلى إقليم كردستان والباقي إلى محافظتي كركوك ونينوى.
[ad_2]
المصدر