الحرس الثوري الإيراني يعلن مقتل إسماعيل هنية القيادي في حماس بـ"قذيفة قصيرة المدى"

هل يشكل وقف إطلاق النار في غزة “فرصة استراتيجية” لإيران؟

[ad_1]

“لقد أثبتت الهجمات السابقة عدم كفايتها، حيث لم تعد توفر تأثيرًا رادعًا. يجب القيام بشيء أكبر بكثير، ولكن هل إيران مستعدة لذلك؟” تساءل أحد خبراء السياسة الخارجية الإيرانية. (Getty)

لقد عاش العديد من الإيرانيين ليالي مضطربة منذ اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران، في ظل استمرار التوترات بين إيران وإسرائيل.

وهذه ليست المرة الأولى التي تخيم فيها أجواء الصراع مع إسرائيل أو الولايات المتحدة على حياة الإيرانيين. ولكن المخاوف اليوم أشد وطأة بعد أن أشارت إسرائيل إلى استعدادها لتوسيع الصراع إلى الأراضي الإيرانية، الأمر الذي أدى إلى تفاقم المخاوف في مختلف أنحاء البلاد.

وقال أحد المتقاعدين البالغ من العمر 67 عاماً والذي يعيش في طهران والذي طلب عدم الكشف عن هويته لـ«العربي الجديد»: «لا أعرف ماذا سيحدث بعد ذلك، لكن هذه المرة يبدو تهديد الحرب قريباً جداً».

وأضاف “أنا لست محللا سياسيا، لكن مجرد متابعة الأخبار تجعلني أخشى من حرب أخرى مثل تلك التي خضناها مع العراق”، في إشارة إلى الحرب العراقية الإيرانية التي بدأت في عام 1980 واستمرت ثماني سنوات.

بالنسبة للعديد من الإيرانيين العاديين، تعود ذكريات تلك الحرب إلى الظهور كلما ظهرت مواجهة عسكرية، سواء مباشرة أو غير مباشرة، بين إيران وخصومها. في أبريل/نيسان، عندما أطلقت إيران وابلًا انتقاميًا من الطائرات بدون طيار والصواريخ مستهدفة إسرائيل، أجرى العديد من الإيرانيين مقارنات مع ذلك الصراع في المقابلات مع TNA.

ورغم أن المخاوف الأولية من اندلاع حرب جديدة قد تضاءلت إلى حد ما، فإن سؤالين ملحين لا يزالان يشغلان ملايين الإيرانيين: ماذا سيحدث بعد ذلك، ولماذا لم ترد إيران حتى الآن؟

لا خيار سوى الانتقام

ونظراً لأهمية هنية بين حلفاء طهران وظروف اغتياله، فإن كل الخبراء السياسيين ومحللي الشؤون الخارجية تقريباً يتفقون على أن إيران ليس لديها خيار سوى الرد.

وأشار خبير في السياسة الخارجية الإيرانية في حديث لوكالة الأنباء التركية من طهران إلى أن تأخر الرد الإيراني قد يكون بسبب الخلافات بين صناع القرار السياسي والعسكري رفيعي المستوى في البلاد.

وتساءل الخبير قائلا “لقد أثبتت الهجمات السابقة عدم كفايتها، حيث لم تعد توفر تأثيرا رادعًا. ولا بد من القيام بشيء أكبر بكثير، ولكن هل إيران مستعدة لذلك؟”.

وبحسب هذا الخبير، هناك انقسام بين صناع القرار في المستويات العليا من الحكومة، وخاصة داخل الحرس الثوري الإسلامي. وحذر من أن أي خطأ في الحسابات في الرد قد يدفع إيران إلى حرب مدمرة مع إسرائيل.

وأضاف أنه “على الرغم من خطابها العدواني، فقد أظهرت إيران باستمرار أنها لا تسعى إلى أن تكون في طليعة الحرب مع إسرائيل. وقبل الهجوم في أبريل/نيسان، كانت جميع الضربات الانتقامية التي شنتها إيران في أعقاب مقتل قادة رفيعي المستوى في الحرس الثوري الإيراني على يد القوات الإسرائيلية في سوريا موجهة إلى مواقع في كردستان العراق”.

لكن محسن سازغارا، وهو قائد سابق رفيع المستوى في الحرس الثوري الإيراني غادر البلاد في عام 2033، لديه وجهة نظر مختلفة. فهو يعتقد أن الحرس الثوري الإيراني أعد عمليات مختلفة تستهدف إسرائيل بشكل مباشر.

وقال سازغارا “إن الحرس الثوري والجيش الرسمي وضعا خططا لمهاجمة إسرائيل وعرضاها على (المرشد الأعلى) خامنئي. وتشير التقارير إلى أنه يمكن استخدام صواريخ سجيل وفتح وخرمشهر في هذا الهجوم، مما قد يؤدي إلى تصعيد الصراع إلى مستوى جديد”.

وأضاف أنه “من المتوقع أن تخطط الجمهورية الإسلامية لاستهداف نوعين من المواقع في إسرائيل: المواقع العسكرية والمستوطنات اليهودية”.

اتفاق وقف إطلاق النار قد ينقذ إيران

وفي خضم التوترات الإقليمية المستمرة، سلط محلل إيراني آخر الضوء على النهج الاستراتيجي الإيراني لتجنب الصراع المباشر مع إسرائيل. وأشار المحلل إلى تحول كبير في سياسة إيران منذ ثورة 1979، مؤكداً على تركيز البلاد الحالي على مبدأ “توسيع العمق الاستراتيجي” بدلاً من نشر مُثُلها الثورية.

وقال المحلل لوكالة أنباء تسنيم الدولية: “الجمهورية الإسلامية اليوم ليست كما كانت في عام 1979. لقد تبنت الحكومة الحالية استراتيجية لإبعاد الصراعات عن حدودها من خلال استخدام قوات بالوكالة للدخول في مواجهات مع الولايات المتحدة وإسرائيل”.

وأكد المحلل أن القيادة الإيرانية التي تمتلك 45 عاماً من الخبرة تركز الآن على الحفاظ على قوتها والفوائد الاقتصادية من مواردها النفطية والغازية.

وأشار المحلل إلى الهجمات المتبادلة في أبريل/نيسان بين طهران وتل أبيب كدليل على ضبط النفس من جانب إيران.

في 13 أبريل/نيسان، شنت إيران هجوما بطائرات بدون طيار وصواريخ على الأراضي الإسرائيلية ردا على الهجوم الصاروخي الذي شنته تل أبيب على قنصلية طهران في دمشق. ووصف المحلل هذا العمل بأنه “انتقام مدروس ومنضبط”، مشيرا إلى أن إيران قدمت تحذيرا مسبقا لجيرانها وواشنطن، ووصف الضربات بأنها “محدودة” ودفاعية.

وأشار المحلل إلى الرد الإيراني المنضبط على الهجوم الإسرائيلي الانتقامي على نظام الدفاع الجوي إس-300 في إيران، ما يشير إلى أن النظام اختار التقليل من أهمية الحادث بدلاً من تصعيد الوضع.

وفي نظرة مستقبلية، اقترح المحلل أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس سيكون مفيداً لإيران. وخلص إلى أن “وقف إطلاق النار من شأنه أن يسمح لإيران بأن تزعم أنها تتجنب القيام بأعمال من شأنها أن تعرض الهدنة للخطر، وذلك احتراماً لحقوق الفلسطينيين”.

[ad_2]

المصدر