[ad_1]
دعم حقيقي
الصحافة المستقلةاكتشف المزيدإغلاق
مهمتنا هي تقديم تقارير غير متحيزة ومبنية على الحقائق والتي تحمل السلطة للمساءلة وتكشف الحقيقة.
سواء كان 5 دولارات أو 50 دولارًا، فإن كل مساهمة لها قيمتها.
ادعمونا لتقديم صحافة بدون أجندة.
ظهرت هذه المقالة أولاً في موقعنا الشريك، Independent Arabia
تستطيع الأرملة فاطمة بدوان البالغة من العمر ستين عاماً قراءة القرآن الكريم، وإن كان بصعوبة، كما أنها تتقن العمليات الحسابية الأساسية مثل الجمع والطرح. ويرجع تقدمها إلى مشاركتها في برامج محو الأمية التي تديرها الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية في المغرب. وتندرج هذه البرامج تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، في حين تشرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على تعليم محو الأمية في المساجد.
تعد فاطمة واحدة من بين أكثر من مليون رجل وامرأة تلقوا دروس محو الأمية خلال عام 2023 وحده، وفقًا لإحصائيات الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية.
من الظلام إلى النور
تصف فاطمة كفاحها للتغلب على الأمية في أحد مساجد حي فرح المزدحم على مشارف العاصمة المغربية الرباط بأنها رحلة من الظلام إلى النور، ومن الجهل إلى المعرفة. وبعد سنوات من النضال ضد الأمية، تشعر أنها حصلت على حياة جديدة.
ولدت هذه السيدة البالغة من العمر ستين عاماً في إحدى المناطق الجبلية بالمغرب، حيث كانت فرص التعليم للفتيات نادرة. وهنا كانت أدوارهن الأساسية تدور حول رعاية المراعي والحقول أو الأعمال المنزلية، وكانت المدارس الرسمية محجوزة للصبيان فقط. وقد قضت معظم حياتها وفقاً لرغبات زوجها حتى وفاته قبل بضع سنوات. ومنذ ذلك الحين تزوج أبناؤها وبناتها وأسسوا أسرهم الخاصة، الأمر الذي ترك لديها شعوراً بالفراغ. وكان هذا الشعور بالفراغ هو الذي دفعها إلى التفكير في استثمار وقتها في المشاركة في برنامج محو الأمية.
اختارت برنامج محو الأمية الذي يديره أحد المساجد. وكانت تحضر بجد دروسًا تركز في المقام الأول على تعلم القراءة والكتابة، إلى جانب أنشطة تعليمية وإثراءية أخرى. وعلى مدار بضع سنوات، أصبحت بارعة بما يكفي للقراءة بشكل مستقل، بما في ذلك القرآن والحروف وغيرها من المواد اليومية الأساسية.
أما زهوة التي لم تتح لها فرصة تلقي التعليم في مجتمعها الريفي قبل انتقالها إلى مدينة سلا المجاورة للعاصمة، فتقول إنها تتلقى دروس محو الأمية في مؤسسة تعليمية حتى لا تشعر بالنقص مقارنة بأصدقائها وجاراتها “المتعلمات”.
وتقول لـ”إندبندنت عربية” إن أحد الأسباب التي دفعتها إلى الالتحاق بالدورة هو رغبتها في إيجاد عمل أساسي لإعالة أسرتها، وكانت أميتها دائماً عائقاً أمام تحقيق هذا الهدف.
الاحصائيات الرسمية
وتشير الأرقام التي كشف عنها مؤخرا الأستاذ عبد الودود خربوش، مدير الوكالة الوطنية المغربية لمحاربة الأمية، إلى أن عدد المستفيدين من برامج محو الأمية خلال سنة 2023 بلغ أكثر من مليون شخص. كما التحق أكثر من 9 ملايين شخص ببرامج محو الأمية منذ سنة 2014، 85 في المائة منهم من النساء و65 في المائة من القرى والمناطق الصحراوية.
وتنفذ الوكالة برامج محو الأمية لمختلف شرائح المجتمع، مع إيلاء اهتمام خاص للأفراد ذوي الإعاقات الجسدية، وكذلك السجناء والعاملين في مختلف المهن والحرف.
في عام 2023، أطلق المغرب برنامج محو الأمية الموجه للمهاجرين واللاجئين، إلى جانب الافتتاح الرسمي لمعهد التدريب على مهن محو الأمية. وكان ذلك بالتعاون مع التحالف العالمي للتعليم بقيادة اليونسكو والتحالف العالمي لمحو الأمية. كما تم توجيه الجهود نحو تمكين الناشطين المكرسين لمكافحة الأمية. تهدف هذه المساعي إلى تعزيز إنجازات الأفراد المشاركين في برامج محو الأمية.
وفيما يتعلق بمبادرات محو الأمية في المساجد، تشير الأرقام الرسمية إلى أن إجمالي عدد المستفيدين منذ بداية البرنامج في عام 2000 إلى عام 2023 تجاوز 4.5 مليون شخص، منهم 1.9 مليون شخص في المناطق الريفية.
التقدم البطيء
ويشيد الباحث في أنظمة التعليم والتدريب محجوب أدريوش بجهود المغرب في مكافحة الأمية، إذ بلغ معدل الأمية في البلاد نحو 70% في عام 1982، وانخفض إلى 43.2% في عام 2004، وتشير إحصاءات البنك الدولي لعام 2021 إلى انخفاضه إلى 24%.
وأشار أدريوش إلى ارتفاع معدلات الالتحاق ببرامج محو الأمية؛ إلا أنه أشار إلى أن التقدم المحرز في القضاء على هذه الظاهرة كان بطيئاً وهامشياً. وهناك ثلاثة مؤشرات أساسية تؤكد ذلك، أولها أن الأمية لم تنخفض بأكثر من نقطة مئوية واحدة سنوياً.
أما المؤشر الثاني، حسب قوله، فهو أن البرامج المعتمدة التي كان من المفترض أن تساهم في خفض الأمية لم تحقق النتائج المتوقعة. فقد فشلت خارطة الطريق 2014/2020، التي استهدفت الحكومة من خلالها خفض معدل الأمية الإجمالي إلى 20% بحلول عام 2016 وإلى أقل من 10% بحلول عام 2020، في تحقيق أهدافها على النحو المنشود.
وأشارت أدريوش إلى أن المؤشر الثالث يتعلق بتعليم المرأة سواء من حيث معدلات الغياب أو التسرب من الدراسة، وهي تحديات تشكل عقبات كبيرة أمام جهود الدولة في القضاء على الأمية.
التمييز الإيجابي
ويشير تقرير صادر عن اللجنة العليا للتخطيط التابعة للحكومة في عام 2023 إلى أن معدل الإلمام بالقراءة والكتابة بين الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 15 عامًا فأكثر يبلغ 67.3 في المائة. ومع ذلك، ينخفض هذا الرقم بين النساء إلى 57.7 في المائة. وبين البالغين الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا فأكثر، ينخفض معدل الإلمام بالقراءة والكتابة إلى 41.3 في المائة، بينما يبلغ بين النساء في هذه الفئة العمرية 27.1 في المائة.
وبحسب أدريوش، من الضروري تنفيذ التمييز الإيجابي ودمج نهج قائم على النوع الاجتماعي في جميع السياسات العامة الرامية إلى الحد من الأمية بين النساء بهدف القضاء عليها في نهاية المطاف. ويتضمن هذا استهداف النساء والفتيات اللاتي يعشن في المناطق الريفية النائية البعيدة عن مراكز محو الأمية القائمة.
كما اقترح أن الشهادة الممنوحة للنساء اللاتي اجتازن برنامج محو الأمية لا ينبغي أن تكون مجرد رمز، بل ينبغي أن تمنحهن أيضاً امتيازات في الحصول على تدريب أو تأهيل إضافي. وينبغي أن يهدف هذا النهج إلى تشجيع المزيد من النساء على المشاركة في البرامج.
تمت المراجعة بواسطة توبا علي
[ad_2]
المصدر