[ad_1]
أطفال فلسطينيون على كرسي متحرك على طول طريق في مخيم مؤقت بالقرب من استاد اليرموك مع استمرار حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة، 28 نوفمبر 2024. (غيتي)
وتحت المطر والغيوم، خرج الصحفي عبد الله يونس من خيمته مبكراً بملابس ثقيلة. وضع يده على رأسه ليحمي قبعته من أن تتطاير الرياح القوية، ممسكاً بيده الأخرى حقيبة تحتوي على حاسوبه المحمول الشخصي.
يونس (37 عاما) يقفز بين برك مياه الأمطار في الطريق، باحثا عن أي مصدر للطاقة والإنترنت ليكمل عمله ويسلمه في الوقت المحدد. ويعتمد سكان قطاع غزة بشكل كبير على الطاقة الشمسية للحصول على الإنترنت وشحن هواتفهم وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، منذ أن قطعت إسرائيل الكهرباء بشكل كامل مع بدء حربها في 7 أكتوبر 2023.
بسبب الطقس الممطر وقلة ضوء الشمس، يشكل الشتاء مشكلة كبيرة للعاملين عن بعد مثل الصحفيين ومنشئي المحتوى الرقمي ومقدمي الخدمات الإلكترونية في المؤسسات الخاصة والعامة، بالإضافة إلى الطلاب الذين يحاولون التعلم الإلكتروني.
“أكتب قصة ثلاث نساء توفين اختناقاً بسبب الازدحام أمام أحد المخابز في مدينة دير البلح، فيما يعيش أهل غزة مجاعة حقيقية لأن إسرائيل لا تسمح بدخول الدقيق وقال يونس لـ”العربي الجديد”: “طلبت مني مؤسستي الصحفية أن أقدم قصتي للمحرر اليوم، لذلك أنا مستعجل للعثور على أي مكان به إنترنت ومصدر للطاقة”.
وأوضح أنه سار تحت المطر لمسافة كيلومترين حتى عثر على مقهى إنترنت يعتمد على مولد يعمل بالغاز يوفر خدمة شحن أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف والإنترنت.
وأضاف: “حمدت الله كثيراً عندما وجدت هذا المكان بعد أن صادفت عدداً من الأماكن المشابهة له والتي أغلقت أبوابها لاعتمادها على الطاقة الشمسية”.
في أحد مخيمات الإيواء غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، واجهت زينة سليم، الطالبة في الصف الحادي عشر، مشكلة كبيرة فيما يتعلق بمستقبلها التعليمي بسبب طقس الشتاء الغائم.
وقالت لـ TNA: “يجب أن أقوم بإجراء اختبار الرياضيات الإلكتروني خلال ساعتين من الآن، لكن هاتفي مغلق، ولم أتمكن من شحنه، كما أن خدمة الإنترنت معطلة”.
وكانت زينة تشحن هاتفها وتحصل على الإنترنت من مقهى إنترنت قريب من المخيم الذي تعيش فيه، لكن مقهى الإنترنت هذا كان متوقفاً بسبب نقص الطاقة الشمسية، في ظل هذا الطقس الشتوي.
وكان إياد سليم، والد زينة الذي نزح مع عائلته من مدينة غزة، يبحث جاهداً عن أي حل لمشكلة ابنته حتى تتجنب الرسوب في الاختبار.
وقال والد زينة لـTNA: “طرقت أبواب العديد من الخيام حولي بحثاً عن أي جهاز بنك طاقة صغير، وساعدنا أحد الجيران وأعطاني جهازه”.
وكانت زينة بالكاد قادرة على شحن 20 بالمئة من بطارية هاتفها، ثم أخذها والدها إلى ملجأ يوفر خدمة الإنترنت، على بعد حوالي 500 متر، لإجراء اختبارها التعليمي.
وقالت زينة بابتسامة عريضة: “الأمور سارت بشكل جيد بالنسبة لي، وتجاوزت الاختبار والشتاء معاً”.
ويعتمد سكان غزة على مقاهي الإنترنت لشحن هواتفهم وأجهزة الكمبيوتر المحمولة الشخصية لأنهم غير قادرين على شراء الألواح الشمسية التي ارتفع سعرها عدة مرات بسبب الحرب. ويبلغ سعر اللوح الشمسي الواحد الآن حوالي 2000 دولار، مقارنة بما لا يزيد عن 300 دولار قبل الحرب.
ويعتبر مقهى ياقوت للإنترنت شرق دير البلح، أحد مقاهي الإنترنت الرئيسية التي تقدم خدمات شحن اللاب توب والهاتف والإنترنت لنحو 90 عميلاً في الساعة.
وقال مالكها أشرف زقوت لـ TNA إنه يضطر إلى إغلاق أبوابه في ظل طقس شتوي غائم وممطر بسبب نقص الطاقة الشمسية.
وأضاف “يمثل الشتاء مشكلة بالنسبة لنا، إذ لا نستطيع تخزين الطاقة في بطارياتنا الكبيرة لأن الألواح الشمسية مكسورة”.
وأوضح أن المقهى الذي يملكه يقدم خدماته لشريحة واسعة من أصحاب الأعمال عن بعد، كالصحفيين وكتاب المحتوى وموظفي المؤسسات الخاصة، وحتى موظفي البنوك الذين يعملون في خدمة العملاء عن بعد، وأساتذة الجامعات الذين يلقون محاضراتهم الجامعية عبر تطبيقات الفيديو، والطلاب الذين يحتاجون إلى متابعة هذه المحاضرات.
وقال فراس حمدان، صاحب شركة باسكال للطاقة البديلة في غزة، لـTNA، إن “جميع جوانب الحياة هنا تعتمد على الطاقة الشمسية لأن إسرائيل تواصل قطع الكهرباء عن قطاع غزة منذ أكثر من 14 شهرا”.
ونوه إلى أن مولدات الكهرباء التي تعمل بالوقود أو غاز الطهي تعتبر بديلا للطاقة الشمسية في توفير الكهرباء خلال فصل الشتاء، لكنه قال إن هذا البديل “غير فعال حاليا بسبب نقص الوقود والغاز”.
ومنذ اندلاع الحرب، منعت إسرائيل دخول الوقود مثل البنزين والديزل للاستخدام التجاري، وتسمح بتمرير كميات قليلة منه إلى المخابز والمستشفيات لتشغيل مولدات الكهرباء.
أما بالنسبة لغاز الطهي، فتسمح إسرائيل بدخول كميات قليلة منه إلى جنوب القطاع، وهي لا تكفي احتياجات السكان، إذ تبلغ حصة الأسرة من الغاز نحو 7 كيلوغرامات كل 45 يوما. لكن في شمال قطاع غزة، لم تسمح إسرائيل بغاز الطهي على الإطلاق منذ اندلاع الحرب، حيث يعتمد السكان هناك، الذين يقدر عددهم بـ 450 ألف فلسطيني، على الحطب للطهي والتدفئة.
[ad_2]
المصدر