مشروع قانون عراقي لخفض سن الزواج إلى 9 سنوات يثير غضبا واسعا

مشروع قانون عراقي لخفض سن الزواج إلى 9 سنوات يثير غضبا واسعا

[ad_1]

اقترح ائتلاف عراقي محافظ مشروع قانون في أغسطس/آب لخفض السن القانوني للزواج إلى تسع سنوات.

وكانت المناقشات التي دارت في البرلمان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لها آثار مدمرة على جيهان، التي انتهت طفولتها بشكل مفاجئ عندما زوجّها والدها ضد إرادتها وهي في الثانية عشرة من عمرها لرجل يكبرها بضعف عمرها.

وقالت لـ«العربي الجديد»: «زوجني والدي عندما كانت والدتي مسافرة، واستغل الموقف، لكن لحسن الحظ لم تقف والدتي مكتوفة الأيدي».

وأثارت والدة جيهان ناقوس الخطر وأبلغت أفرادًا آخرين من الحي بأن الزواج كان ضد إرادة جيهان.

وأصبح الوضع خبرًا وطنيًا عندما لجأت والدتها إلى وسائل الإعلام وطلبت المساعدة من رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي. واستجابت بإرسال قوات عسكرية لتحديد مكان جيهان وإنقاذها بعد أن أمضت قرابة شهر مع زوجها.

ورغم أن قانون الأحوال الشخصية لعام 1959 حدد السن القانوني للزواج في العراق بـ 18 عاماً، إلا أن والد جيهان رفع القضية إلى المحكمة وتمكن من خلال ثغرة قانونية من الاعتراف بالعقد.

مرت ثلاث سنوات منذ الحادثة، ولم تتمكن والدة جيهان بعد من إقناع المحكمة بإلغاء العقد، وفي الوقت نفسه، تعيش جيهان، التي تبلغ من العمر الآن 15 عامًا، حياة تعيسة مع زوجها.

وأضافت: “لقد وقع بحجة حمايتي، كنت طفلة… وما زلت كذلك”.

وقالت والدة جيهان لـ«العربي الجديد» إن ابنتها لا تزال تعاني من آثار نفسية وجسدية نتيجة الزواج القسري في صغرها.

تدهورت حالتها المالية، إذ أنها أنفقت كل مواردها في محاربة القضية في المحكمة.

عواقب كارثية

أجرى مجلس النواب العراقي في شهر آب/أغسطس ضمن جلسته الخامسة من الفصل التشريعي الثاني، القراءة الأولى لمقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 بعد التصويت على إضافته إلى جدول أعمال الجلسة.

وقد أدى قانون عام 1959، الذي صدر بعد وقت قصير من الإطاحة بالنظام الملكي العراقي، إلى تحويل السلطة على المسائل العائلية من الزعماء الدينيين إلى الدولة ونظامها القضائي.

لكن الآن يبدو أن هذا التشريع من المرجح أن يتعرض للتقويض من خلال تعديل يدعمه البرلمانيون الشيعة المحافظون، الذين يدعون إلى تنفيذ القوانين الدينية.

وفي أواخر يوليو/تموز، تم سحب التعديلات المقترحة من البرلمان بسبب معارضة العديد من المشرعين، لكن الكتل الشيعية القوية التي تسيطر على المجلس اقترحت المشروع بعد شهر.

ويقول النائب في مجلس النواب العراقي باسم الغرباوي، المؤيد لمشروع القانون، إن “التعديلات المقترحة على قانون الأحوال الشخصية الحالي ستسمح للأفراد باختيار الإطار القانوني الذي يريدون اتباعه عند الدخول في عقد الزواج”.

«وسوف يعود بالنفع على الأطفال من خلال خفض معدلات الطلاق والحفاظ على قدسية الأسرة».

وأضاف لـ«العربي الجديد» أن هذا الإطار القانوني المطبق في دول مثل إيران ولبنان «يحترم حقوق المرأة على أفضل وجه»، ويوازن بين حقوق الطرفين في الزواج.

لكن المدافعين عن حقوق الإنسان يخشون أن تؤدي هذه التعديلات إلى تقويض حقوق المرأة وتؤدي إلى المزيد من حالات الزواج دون السن القانونية في المجتمع الأبوي العميق في البلاد.

وقالت المحامية والناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل سوزان شنكالي إن “هذه التعديلات تتعارض مع المادة 14 من الدستور العراقي التي تنص على أن جميع العراقيين متساوون أمام القانون بغض النظر عن الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الطائفة أو الوضع الاجتماعي أو الاقتصادي”.

“إن هذه التعديلات سيكون لها عواقب وخيمة فورية على نسيج المجتمع العراقي.”

وترى أن القانون المقترح “يقوض ثقة الجمهور في البرلمان العراقي”، خاصة في ظل مزاعم وجود مساومات سياسية مستمرة لإقراره.

وقال رئيس منظمة المدافعين عن حقوق الإنسان علي البياتي لـ«العربي الجديد» إن «الكثير من القوانين العراقية تحتاج إلى تعديلات لتعكس القيم التقدمية الناشئة في العالم، خاصة في ظل التحول الديمقراطي الذي شهده العراق بعد عام 2003».

“إن التحدي المتمثل في وضع أو تغيير القوانين بعد عام 2003 هو أن معظم أصحاب المصلحة مدفوعون بدوافع سياسية، مع الحد الأدنى من المدخلات من الخبراء أو المناقشات المجتمعية لضمان أن القوانين تفيد المجتمع حقًا.”

ويرى أن التعديلات المقترحة على قانون الأحوال الشخصية في العراق “ذات دوافع سياسية واضحة”.

وأوضح أن “العراق يواجه تحديات سياسية وأمنية كبيرة، وأن البلاد وشعبها لديهما أولويات أكثر إلحاحاً يجب معالجتها قبل النظر في تعديل قانون الأحوال الشخصية”.

وأشار إلى أن العراق ينبغي أن يعطي الأولوية لسن التشريعات واتخاذ الخطوات التي “توحد مواطنيه بدلاً من تقسيمهم”.

وقال إن “ردود الفعل القوية على التعديلات المقترحة تسلط الضوء على الانقسامات العميقة التي خلقتها”.

ويرى البياتي أن هناك حاجة حقيقية لإصدار قانون يضمن حقوق كل مواطن بغض النظر عن خلفيته الدينية أو المذهبية.

نساء عراقيات مستعدات للهروب إذا تم تعديل القانون

وأعلنت النائبة العراقية نور نافع الجليحاوي في أغسطس/آب الماضي، قبل يوم واحد من عودة دعوات التعديلات إلى الظهور، عن تشكيل كتلة برلمانية تضم عددا من عضوات البرلمان لرفض تنفيذ مشروع القانون.

وأضافت في تصريح لـ«العربي الجديد»: «بدأنا لقاءات مع القيادات السياسية لنقل معارضتهم وتوضيح أسباب رفضهم للتعديلات، في مسعى للحفاظ على نسيج الأسرة العراقية وحماية حقوق جميع أفرادها من رجال ونساء وأطفال».

وأضافت أن المعارضة للتعديلات لم تكن مدفوعة “بالعاطفة أو الضغوط الخارجية” بل كانت مبنية على “مخاوف قانونية ودينية ومهنية واجتماعية متجذرة في رغبة صادقة في حماية الأسرة العراقية”.

وأشارت إلى أن “الكتلة التقت مع رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان الذي أكد أن المجلس لم يتم إبلاغه رسميا أو تزويده بأي نسخة من التعديلات المقترحة”.

تفكر جيهان ووالدتها بالهروب من العراق إذا تم تعديل القانون للسماح بزواج القاصرات.

وقالت “لا أستطيع أن أتحمل فكرة أن ما حدث لي يحدث لفتيات أخريات أيضًا”.

“أشعر بالأسف على العراق. لا أستطيع إلا أن أحلم بمستقبل يتم فيه الحفاظ على كرامة المرأة كإنسانة أولاً قبل أن يُنظر إليها كزوجة”.

شهاب السمير كاتب وصحفي ايزيدي من قضاء سنجار بالعراق مهتم بقضايا الاقليات الدينية والشؤون السياسية وقضايا حقوق الانسان

تم نشر هذه المقالة بالتعاون مع إيجاب

[ad_2]

المصدر