مسعود بارزاني يزور بغداد لأول مرة منذ 2018

مسعود بارزاني يزور بغداد لأول مرة منذ 2018

[ad_1]

وتهدف الزيارة إلى معالجة القضايا العالقة بين بغداد وأربيل. (غيتي)

وصل زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، الأربعاء، إلى بغداد في زيارة رسمية تستمر يومين، هي الأولى له إلى العاصمة العراقية منذ ست سنوات. وقالت مصادر لـ«العربي الجديد» إن الزيارة تهدف إلى دعم حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ومعالجة القضايا العالقة بين بغداد وحكومة الإقليم في أربيل.

وقال السوداني إن “هذه الزيارة إلى بغداد، نظرا لأهمية اللقاءات والحوارات، لها أهمية خاصة لأننا نتحدث مع قيادة وطنية تلعب دورا رئيسيا في العملية السياسية”. ووصف البارزاني المناقشات بأنها “بناءة”، مشيرا إلى أن “وجهات النظر كانت متطابقة”.

والتقى بارزاني بشخصيات سياسية بارزة، بما في ذلك الرئيس العراقي وشخصيات من الفصائل المدعومة من إيران. كما التقى بهيئة التنسيق، أكبر مجموعة سياسية في البرلمان العراقي، في مقر إقامة الزعيم الشيعي البارز عمار الحكيم.

ويسعى السوداني إلى الفوز بولاية ثانية في الوقت الذي يستعد فيه لخوض الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة بقائمته المستقلة، سعياً للحصول على دعم من مختلف الفصائل السياسية. وقد أثارت تصرفاته الأخيرة استياء الجماعات الموالية لإيران، وخاصة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الذي اقترح إجراء انتخابات مبكرة واقترح أن يتنحى السوداني إذا سعى لإعادة انتخابه.

وقال مصدر مطلع في بغداد لوكالة أنباء تسنيم الدولية شريطة عدم الكشف عن هويته “إن زيارة بارزاني إلى بغداد جاءت لسببين رئيسيين: الأول هو تأكيد دعمه للسوداني، حيث كانت حكومته متعاونة في معالجة القضايا العالقة مع حكومة إقليم كردستان، وفي الوقت الذي تواجه فيه حكومة السوداني ضغوطاً من كتلة المالكي. أما السبب الثاني فهو رغبة بارزاني في حل مشكلة تأخير الحكومة العراقية في دفع رواتب قوات الأمن التابعة لإقليم كردستان بشكل دائم، بهدف جعل هذا القرار إنجازاً بارزاً لحزبه في الانتخابات البرلمانية المقبلة في إقليم كردستان”.

تلتزم الحكومة العراقية بدفع رواتب موظفي القطاع العام وقوات الأمن في إقليم كردستان بموجب قرار من المحكمة الاتحادية العليا في العراق. ومع ذلك، تأخر صرف الميزانية اللازمة للرواتب الشهرية بسبب قيام وزارة المالية العراقية بإجراء تدقيق شامل لكشوف رواتب القطاع العام الواسعة النطاق، والتي تشمل ما يقرب من 1.250.000 موظف والعديد من الأسماء الوهمية. لم يتلق موظفو حكومة إقليم كردستان وقوات الأمن رواتبهم لشهر يونيو حتى الآن.

وبالإضافة إلى ذلك، أجرى بارزاني محادثات مع سفراء الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والصين وروسيا.

وتأمل الأحزاب السياسية العراقية أن تساعد زيارة بارزاني في حل النزاعات القائمة منذ فترة طويلة، مثل ميزانية إقليم كردستان، والانتخابات البرلمانية، وقضايا النفط والطاقة، وتشكيل حكومة محلية في كركوك. ويشير المراقبون السياسيون الأكراد إلى أن بارزاني يسعى للحصول على ضمانات ضد تدخل الحكومة العراقية والفصائل المدعومة من إيران في الانتخابات.

ولكن جماعات المعارضة في إقليم كردستان أبدت مخاوفها. فقد زعم شاسوار عبد الواحد، رئيس حزب الجيل الجديد المعارض، أن هدف مسعود بارزاني خلال زيارته لبغداد كان منع الحكومة العراقية من دفع رواتب موظفي إقليم كردستان بشكل مباشر، وهو القرار الذي أيدته المحكمة العليا العراقية في وقت سابق. واتهم عبد الواحد الأحزاب الكردية الحاكمة بالتلاعب برواتب القطاع العام لتحقيق مصالحها السياسية.

وفي نتيجة فورية لزيارة بارزاني، ألغت الحكومة العراقية القرارات التي اتخذها مجلس محافظة نينوى يوم الثلاثاء. وتم تعيين سعيدو خيري رئيسا لبلدية شنكال (سنجار)، وهي خطوة مهمة بالنسبة للمجتمع الإيزيدي، بينما تم انتخاب سردار سيامند من الاتحاد الوطني الكردستاني رئيسا لبلدية مخمور.

وقاطع تحالف نينوى الموحد الذي يضم الحزب الديمقراطي الكردستاني والكتلة السنية الاجتماع بسبب استبعاده من عملية التصويت.

كانت زيارة بارزاني السابقة إلى بغداد في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، في أعقاب استفتاء استقلال كردستان عام 2017، والذي أدى إلى أزمة مع الحكومة الاتحادية. وبعد الاستفتاء، دخل الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي كركوك، وطردوا البيشمركة وعيَّنوا محافظًا عربيًا بالوكالة.

وفي أوائل عام 2022، تصاعدت التوترات عندما أعلنت المحكمة الاتحادية العليا في العراق أن قانون النفط والغاز الكردستاني غير دستوري.

تأجلت الانتخابات في كردستان العراق من أواخر عام 2022 بسبب الخلافات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. وفي فبراير/شباط، قضت المحكمة العليا في العراق بتقليص عدد مقاعد برلمان كردستان إلى 100 مقعد، مما أنهى مقاعد الحصص للأقليات. ومنذ ذلك الحين، استعدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات للتصويت المقبل.

في مارس/آذار، أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة بسبب مخاوف بشأن قرار بغداد بإلغاء حصة الأقليات. ولكن في الشهر الماضي، تراجع الحزب عن قراره واختار العودة إلى العملية الانتخابية بعد أن حددت المحكمة العليا العراقية خمسة مقاعد للأقليات في الإقليم.

مسعود بارزاني، البالغ من العمر 77 عامًا، هو سياسي كردي قاد الحزب الديمقراطي الكردستاني منذ عام 1979. شغل منصب رئيس إقليم كردستان العراق من عام 2005 إلى عام 2017. يشغل ابنه مسرور بارزاني حاليًا منصب رئيس وزراء إقليم كردستان، بينما يشغل ابن أخيه نيجيرفان بارزاني منصب رئيس إقليم كردستان.

[ad_2]

المصدر