محمود عباس يريد زيارة غزة.. ماذا يعتقد الفلسطينيون؟

محمود عباس يريد زيارة غزة.. ماذا يعتقد الفلسطينيون؟

[ad_1]

منذ عام 2007 يعاني سكان غزة من عواقب الانقسام الداخلي (صورة جيتي)

وأعلن مكتب الرئاسة الفلسطينية، أمس، أنه بدأ الاستعدادات لحشد الدعم الدولي لمساعدة محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، في زيارة قطاع غزة المحاصر الذي مزقته الحرب.

وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان صحفي أرسل لـ”العربي الجديد”، إن “التحضيرات تجري للزيارة المقررة للقيادة إلى غزة (..) ويجري المسؤولون الفلسطينيون اتصالات مع الدول المؤيدة لفلسطين للحصول على دعمها”، مشيرة إلى أن المكتب يتواصل مع وكالات الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن الدولي والدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وقوى عالمية أخرى لضمان نجاح المبادرة.

وتعهد محمود عباس مؤخرا بزيارة غزة “في أقرب وقت ممكن” لإظهار “تضامنه” (وتضامن القيادة الفلسطينية) مع السكان في الجيب الساحلي.

وقال عباس خلال جلسة خاصة للبرلمان التركي الخميس الماضي: “سأفعل ذلك حتى لو كلفني ذلك حياتي (…) حياتنا ليست أكثر قيمة من حياة طفل في غزة”.

ولم يزر الرئيس الفلسطيني البالغ من العمر 89 عاما، والذي يتخذ من مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة مقرا له، غزة منذ أن تولت حماس، التي فازت في الانتخابات في عام 2006، السلطة في عام 2007 بعد معركة داخلية ضد قوات فتح.

وكان خطاب عباس هو المرة الأولى التي لا يدين فيها حماس، بل يركز على الوحدة الوطنية، ويأتي بعد أكثر من عشرة أشهر من الحرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.

وينقسم الفلسطينيون في غزة بشأن نيته المعلنة لزيارة غزة، حيث يتجه الشعور العام نحو أنه لا ينبغي أن يكون موضع ترحيب بعد أن ظل صامتًا لفترة طويلة بينما قتلت إسرائيل وتستمر في قتل عشرات الآلاف من المدنيين.

17 عامًا متأخرًا؟

رحب عمر المدهون، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، بفكرة زيارة عباس إلى غزة.

وقال أبو زهري (43 عاما) وهو أب لطفلين لوكالة الأنباء التونسية “رغم تحفظاتي على كثير من تصرفات الرئيس الفلسطيني تجاه غزة فإنني أتمنى أن تؤدي زيارته إلى إنهاء الانقسام وأن نظهر نحن الفلسطينيين كمجتمع موحد أمام العالم. وبفضل هذا الانقسام تمكنت إسرائيل من تحقيق العديد من المكاسب السياسية والعسكرية والأمنية”.

وأضاف “لقد تعبنا في غزة ونستحق أن نعيش بسلام ونعيد بناء بلدنا وحياتنا وهذا لن يتحقق طالما استمر الانقسام الداخلي”.

ولكن التفاؤل الحذر الذي يبديه المدهون لا يحظى بمشاركة واسعة النطاق.

من جانبه، استنكر حمادة أبو حطب، أحد سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة، تأخر عباس في الحديث عن غزة كجزء من الوطن الفلسطيني، بعد أن “تجاهل غزة لأكثر من 17 عاما بسبب خلافاته السياسية مع حماس”.

وقال الأب البالغ من العمر 45 عاما لـ«العربي الجديد»: «إنهما (فتح وحماس) مسؤولان عن تدهور قضيتنا، وجعلانا نواجه حروباً كثيرة مع إسرائيل دون أن يحاولا حتى توحيد صفوفهما لحمايتنا من الجرائم الإسرائيلية».

خلال هذه الحرب الإسرائيلية الوحشية، تم تهجير أبو حطب قسراً عدة مرات، وأدى قصف إسرائيلي على منطقة المواصي غرب مدينة خانيونس إلى مقتل اثنين من أطفاله.

وتساءل أبو حطب “أين كان الرئيس عباس عندما ارتكبت إسرائيل هذه الجريمة؟ هل كان يعلم أن شعبه يعدم بدم بارد أمام صمت العالم المخزي؟ لماذا يريد أن يأتي الآن؟ هل من أجل جني مكاسب الحرب؟”.

وأضاف “أعتقد أنه يرغب في استغلال هذه الفرصة الذهبية للعودة إلى غزة لتحرير المناطق المدمرة من الدبابة الإسرائيلية”.

وقال الرجل الحزين “لا نريد أن نرى أحدا من القيادة الفلسطينية من الضفة الغربية أو قطاع غزة، لقد تركونا نواجه الدمار والموت لسنوات، لذلك لا نريد منهم شيئا الآن”.

“لقد دفعنا الثمن”

وأكدت مروة الدحدوح، وهي معلمة فلسطينية مقيمة في غزة، مرارة أبو حطب.

“ما الفائدة التي ستعود علينا من زيارة عباس؟ هل ستعيد لنا ما خسرناه في هذه الحرب؟ هل ستعطينا القوة لمواصلة العيش على أنقاض منازلنا وأحلامنا ومستقبلنا؟ (…) هذه الزيارة لن تجلب لنا إلا المزيد من القهر والألم بعد أن تركونا وحيدين للموت بأسلحة أميركية إسرائيلية”، تقول السيدة البالغة من العمر 39 عاماً لوكالة الأنباء التونسية.

وتساءلت دلال أبو عجوة، وهي امرأة أخرى من غزة، ساخرة: أين سيبقى عباس وحاشيته في غزة بعد أن دمرت إسرائيل كل الفنادق ومعظم منازل الناس في غزة.

“هل سيعيشون في خيام مثل النازحين؟ هل يأكلون الأطعمة المعلبة؟ هل يبحثون عن مياه شرب نظيفة؟ أم سيطلبون الطعام من دول صديقة مثل الولايات المتحدة والإمارات والسعودية والمغرب وغيرها؟”، تساءلت بلا مبالاة.

وختم أبو عجوة بالقول: “بعد يوم من هذه الحرب المدمرة، لا يحق لأحد أن يتعاطف معنا (…) لا عباس ولا السلطة الفلسطينية، حماس ولا فتح، يجب أن يكون لهم سلطة علينا لأننا نحن من دفعنا الثمن”.

[ad_2]

المصدر