أفريقيا: إيطاليا تشدد قوانين اللجوء وسط ارتفاع أعداد المهاجرين الوافدين

ليبيريا: الأزمة القادمة

[ad_1]

إن ليبيريا دولة هشة ـ فهناك فساد متفشي، وحكم ضعيف، وعدم استقرار سياسي. ولكن هناك قضيتان قد تكشفان عن مدى ضخامة الهشاشة، الأولى هي نظام التعليم الذي يعاني من نقص التمويل، والذي يساهم في خلق قوة عاملة غير مستعدة على الإطلاق لمتطلبات بيئة العمل الاقتصادية الحديثة، والثانية هي القطاع الحكومي المتوسع باستمرار، والذي يقف تطوره في طريق نمو القطاع الخاص.

لم يسبق في تاريخ العالم أن حققت دولة فقيرة معجزة اقتصادية دون السعي الجاد إلى التعليم الجيد والتصنيع أو إعادة توجيه اقتصاداتها لخلق فرص العمل. لم يحدث ذلك على الإطلاق. كوريا الجنوبية وسنغافورة دولتان بارزتان تحولتا من دول فقيرة إلى قوى اقتصادية، والمسار الذي سلكته الدولتان نحو التحول موثق جيدًا. استثمرت هاتان الدولتان بكثافة في التعليم، واتبعتا سياسات عززت الإبداع وشجعت النمو الصناعي. اتبعت كوريا الجنوبية مسار التعليم الشامل وأجرت تحولًا استراتيجيًا نحو تحفيز التكنولوجيا والتصنيع، لبناء قوة عاملة وصناعات قادرة على المنافسة على المستوى العالمي. وسعت سنغافورة إلى التعليم عالي الجودة وحشدت اقتصادها ليصبح مركزًا ماليًا عالميًا يجتذب مليارات الاستثمارات الأجنبية.

إن ليبيريا تقع حالياً في نفس الحيز الاقتصادي الذي احتلته سنغافورة وكوريا الجنوبية قبل عقدين من الزمن أو ما هو أسوأ ــ فهناك أزمة في التعليم وأزمة في البطالة.

لقد دمرت الحرب الأهلية النظام التعليمي تاريخياً، ولكن حتى السلام لم يأتِ بحل. فالتدريب غير كاف للمعلمين، والمناهج الدراسية قديمة الطراز، ومعدلات الإلمام بالقراءة والكتابة في ليبيريا هي من بين الأدنى في العالم. ويشكل هذا النقص التعليمي مشكلة كبيرة لأنه يفرز قوة عاملة غير مجهزة لتلبية متطلبات القطاعات الاقتصادية الحديثة. ولكنه يخنق أيضاً آفاق التنمية في ليبيريا ويساهم في تفاقم أزمة البطالة بين الشباب.

إن هذا الخلل يفرض عواقب وخيمة على اقتصادنا، ولكنه يتجاوز ذلك إلى التأثير على سياستنا أيضاً. فقد أدت إخفاقات النظام التعليمي إلى بناء جمهور ناخبين يفتقرون إلى المعرفة الكافية بكل شيء تقريباً، بدءاً من القضايا السياسية الحرجة إلى مسؤوليات المسؤولين العموميين، الأمر الذي يؤثر على نوعية القيادات المنتخبة.

إن معيار السياسي الفعال في ليبيريا يتجاوز الحد الأدنى بكثير، وهذا أمر مفهوم لأن إخفاقات نظام التعليم درب الناخبين على إعطاء الأولوية للقادة القادرين على تقديم فوائد فورية مثل الأعمال الخيرية والمساعدات، على حساب أولئك الذين يدافعون عن سياسات استراتيجية لضمان التنمية المستدامة.

إن سوء الفهم الشائع لقضايا الحكم والسياسة يمنح الزعماء الليبيريين تصريحاً مجانياً لأنهم يُقيَّمون دائماً تقريباً على أساس قدرتهم على تقديم المساعدة المرئية الفورية من جيوبهم الخاصة وليس على أساس قدرتهم على تنفيذ سياسات فعّالة وتقدمية. وهذا جزء من السبب وراء انخفاض معيار القيادة الفعّالة باستمرار وعدم وجود أي مساءلة تقريباً للزعماء الليبيريين، وخاصة فيما يتصل بالسياسات التي قد تدفع التقدم الوطني في الأمد البعيد.

إن ثقافة الساسة الذين يقدمون المساعدات في مقابل كسب رضا الناخبين تخلق تركيزاً سلبياً بين صناع القرار، الذين يعطون الأولوية للتهدئة قصيرة الأجل على التخطيط الاستراتيجي الطويل الأجل. وهذه مشكلة لأنها تطغى بشكل كبير على كل محادثة لتطوير وتنفيذ استراتيجية خلق فرص العمل ومعالجة أزمة البطالة في ليبيريا.

والآن تواجه ليبيريا أزمة بطالة، ولا توجد أي خطة لإصلاحها. ويركز المسؤولون على تحقيق فوائد فورية ومرئية لتأمين الأصوات، ولا يتم السعي إلى تطبيق السياسات اللازمة لتعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل. والخطر هنا هو أن يؤدي هذا إلى انفجار اجتماعي عندما يضجر الشباب الحاصلون على شهادات جامعية أو مهن مهنية. وقد يحتلون الشوارع، مثل الشباب النيجيري والكيني، ويهددون بتقويض الديمقراطية والسلام.

ولكي تتجنب ليبيريا الاضطرابات الاجتماعية، يتعين عليها أن تعمل على حل أزمة البطالة على نحو استباقي، ولابد أن يبدأ هذا الحل بإعادة توجيه اتفاقيات الامتياز مع الشركات الأجنبية لضمان خلق فرص العمل المحلية. ولابد من مطالبة الشركات التي تستخرج الموارد من التربة والغابات والمياه الليبيرية بإنشاء مصانع تصنيع وعمليات ذات قيمة مضافة. وهذا هو المسار الأكثر وضوحاً لخلق فرص العمل. وهناك مسار آخر يتلخص في خفض الإنفاق الحكومي. فالحكومة تخصص ميزانية تزيد على 700 مليون دولار أميركي وتنفق أكثر من 85% من هذا المبلغ على نفسها وعلى الخدمة المدنية التي ترعى البيروقراطية. ويتعين على الهيئة التشريعية أن تعمل على خفض هذا الإنفاق إلى أقل من 50% من الميزانية لتحرير الأموال وإعادة تخصيص الموارد للاستثمار في التعليم والبنية الأساسية وتنمية القطاع الخاص.

اشترك مجانًا في النشرة الإخبارية AllAfrica

احصل على آخر الأخبار الأفريقية مباشرة إلى صندوق بريدك الإلكتروني

نجاح!

انتهى تقريبا…

نحن بحاجة إلى تأكيد عنوان بريدك الإلكتروني.

لإكمال العملية، يرجى اتباع التعليمات الموجودة في البريد الإلكتروني الذي أرسلناه إليك للتو.

خطأ!

حدثت مشكلة أثناء معالجة طلبك. يرجى المحاولة مرة أخرى لاحقًا.

إن النهج الثالث والأسهل لخلق فرص العمل يتلخص في ترشيد السياسات الاقتصادية القائمة لمنح رواد الأعمال الليبيريين ميزة تنافسية. ومن بين أكثر الأساليب شيوعاً الحوافز الضريبية، وتبسيط البيئة التنظيمية، وتوفير فرص الوصول إلى برامج التمويل والتدريب. ويتلخص نهج آخر في جعل خلق فرص العمل محوراً رئيسياً لجميع السياسات الحكومية الرامية إلى تنمية القطاع العام والحد من الاعتماد على تشغيل العمالة في القطاع العام.

إن مقترحاتي ليست جديدة، فهي معلومات عامة، ولكن من المهم تكرارها لأن تكلفة التقاعس عن العمل في حل أزمة التوظيف في ليبيريا قد تكون مدمرة. تخرج الجامعات الليبيرية نحو 10 آلاف طالب كل عام. ماذا يحدث لهم؟ إلى أين يذهبون؟ ومع تزايد عدد الشباب الحاصلين على شهادات جامعية دون عمل، فإن احتمالات اندلاع أزمة اجتماعية لا يمكن أن تكون أعلى من ذلك.

[ad_2]

المصدر