لقد نظرنا إلى مزاعم إسرائيل بشأن دعم حماس. إنهم يكذبون

لقد نظرنا إلى مزاعم إسرائيل بشأن دعم حماس. إنهم يكذبون

[ad_1]

قام مسبار بفحص تفاصيل ادعاءات الجيش الإسرائيلي بعناية ووجد عيوبًا كبيرة (حقوق الصورة: Getty Images)

في 29 أغسطس/آب، نشر الجيش الإسرائيلي وثائق تزعم أن حماس تلاعبت سراً بمستويات الدعم الشعبي في استطلاعات الرأي التي أجراها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في رام الله.

لكن التحقيق الذي أجراه مسبار كشف عن وجود تناقضات في ما يسمى “وثائق حماس”.

في الفترة ما بين 5 و10 مارس 2024، أجرى المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية استطلاعاً لآراء السكان في الضفة الغربية وقطاع غزة. ولضمان السلامة، اقتصر جمع البيانات في غزة على المناطق الآمنة نسبياً، باستثناء المناطق التي تشهد صراعاً يومياً أو انتشاراً عسكرياً إسرائيلياً.

وقد شمل الاستطلاع 1580 شخصاً بالغاً، حيث أجريت 830 مقابلة في الضفة الغربية و750 مقابلة في غزة. ونظراً لعدم اليقين بشأن توزيع السكان في غزة، فقد تم مضاعفة حجم العينة هناك تقريباً لتقليل هامش الخطأ.

وقد تم بعد ذلك ترجيح البيانات لتعكس بدقة توزيع السكان بين الضفة الغربية وقطاع غزة، مما يضمن تمثيل العينة. وبشكل عام، وجد الاستطلاع الذي أجراه مركز البحوث والدراسات الاستقصائية انخفاضاً في دعم حماس في كل من قطاع غزة والضفة الغربية. وعلى الرغم من ذلك، ظل الدعم الشعبي لعملية السابع من أكتوبر ثابتاً، حيث أيد 71% من الفلسطينيين في المنطقتين العملية.

في 29 أغسطس/آب، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اكتشف وثائق تكشف عن جهد منسق من جانب حماس للتلاعب باستطلاعات الرأي العام التي أجراها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية.

وتتضمن هذه الوثائق، التي ورد أنها تم استردادها من جهاز الأمن العام التابع لحماس أثناء العمليات في غزة، صورًا تقارن بين نتائج استطلاع الرأي الأصلي والمعدل الذي أجراه مركز الاستطلاع والمساءلة السياسية في مارس/آذار 2024.

وبحسب ادعاء الجيش الإسرائيلي فإن هذه النتائج المزورة كانت تهدف إلى خلق صورة خادعة حول الدعم الشعبي الواسع النطاق لحماس وقيادتها، خاصة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وزعم الجيش الإسرائيلي أن الوثائق تكشف عن استراتيجية متعمدة من جانب حماس لإخفاء تراجع دعمها وتأثيرها داخل الأراضي الفلسطينية وعلى الساحة الدولية.

وأكد الجيش الإسرائيلي أيضا أنه لا يوجد دليل يشير إلى تورط المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في تزوير نتائج الاستطلاع، مؤكدا أن حماس تصرفت بشكل مستقل.

لقطة شاشة من بيان الجيش الإسرائيلي لقطة شاشة من بيان الجيش الإسرائيلي على X

وتضمن بيان الجيش الإسرائيلي وثائق ورسومات توضيحية توضح نتائج المسح اعتبارًا من شهر مارس/آذار 2024.

بالإضافة إلى ذلك، أرفق الجيش وثيقة أخرى يُزعم أنها صادرة عن وحدة الأمن العام التابعة لحماس في قطاع غزة. كما تم توفير ترجمات لهذه الوثائق الأصلية كجزء من المرفقات.

وثيقة مزعومة لحماس نشرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي

أعرب خبير استطلاعات الرأي الفلسطيني البارز خليل الشقاقي، الذي يرأس المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، عن تشككه في ادعاء الجيش الإسرائيلي بأن حماس زورت نتائج الانتخابات في غزة.

وقال الشقاقي في تصريح لموقع “مسبار” عبر البريد الإلكتروني إن الاتهام كان على الأرجح جزءا من “الحرب النفسية بين إسرائيل وحماس؛ وهي حرب حول الروايات التي لها آثار سياسية خطيرة”، مضيفا: “قد يكون هناك سبب وجيه للجيش ليقول ما قاله، لكن استمع إلى نتنياهو الذي يروي في الواقع قصة مختلفة تماما”.

“إن نتنياهو يريد مواصلة الحرب من خلال إظهار أن حماس لا تزال قوية وتحظى بشعبية وأن الجيش يجب أن يواصل الهجوم حتى يتم تدميرها وتحقيق النصر الكامل. ومن ناحية أخرى فإن الجيش يريد إنهاء الحرب وإذا تمكن من إظهار أن حماس فقدت الدعم الشعبي فإن المهمة تكون قد أنجزت جزئياً ويمكن أن تنتهي الحرب؛ هذه هي وجهة نظر وزير الدفاع في الأساس”.

وحث الشقاقي مسبار على التحقيق في السؤالين غير المترجمين اللذين تجاهلهما الجيش الإسرائيلي، متسائلا: “لماذا ترجم (الجيش) إلى الإنجليزية سبعة أسئلة فقط، يزعم أن حماس تلاعبت بها، بينما تجاهل سؤالين آخرين يمكن العثور عليهما في النص العربي للرسالة التي يزعم أن حماس كتبتها؟”.

لقد كانت إسرائيل، وليس حماس، هي التي تلاعبت بالأدلة

قام فريق التحقيق في مسبار بتحليل شامل للوثائق التي قدمها الجيش الإسرائيلي بشأن وثائق حماس الثلاث المزعومة، ووجد العديد من التناقضات.

ووجد مسبار أن الجيش الإسرائيلي ترجم سبعة أسئلة فقط من أصل تسعة أسئلة من الوثيقة العربية إلى الإنجليزية، وحذف سؤالين من النسخة العربية من الوثيقة المزعومة لحماس التي أصدرها الجيش الإسرائيلي والتي عرضت “نتائج الاستطلاع الفعلية”.

الصورة تظهر فقط سبعة أسئلة مترجمة أصدرها الجيش الإسرائيلي

وفي التناقض الأول الذي رصده مسبار، كان السؤال المطروح هو: “لو كان الأمر متروكاً لك، من تفضل أن ترى حاكماً لقطاع غزة بعد انتهاء الحرب من القائمة التالية؟”

وتشير نتائج الاستطلاع الحقيقية التي أصدرها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية إلى أن 52% من سكان قطاع غزة اختاروا حماس لحكم قطاع غزة بعد الحرب.

وقارن فريق التحقيق الذي أعده مسبار نفس سؤال الاستطلاع عبر ثلاثة مصادر مختلفة للجيش الإسرائيلي: الوثيقة العربية التي ادعى الجيش الإسرائيلي أنه عثر عليها في غزة، والسؤال نفسه الذي ظهر في مقطع فيديو نشره رئيس مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، والنسخة المترجمة من السؤال المنشورة على الموقع الرسمي للجيش الإسرائيلي.

وقد كشف تحقيق مسبار عن تناقضين كبيرين بين مصادر الجيش الإسرائيلي الثلاثة. أولاً، تختلف الأرقام في عمود “النتائج المزورة”، الذي أبرزه مسبار بخط أحمر، بين نتائج الوثيقة العربية في الأعلى، والتي تصل إلى 100%، والنتائج المقابلة في أسفل يمين ويسار الصورة، والتي تصل إلى 99%. وهذا التناقض يقوض بشكل أكبر اتساق ادعاءات الجيش الإسرائيلي.

وعلاوة على ذلك، عندما قام فريق مسبار بحساب الأرقام التي قدمها الجيش الإسرائيلي عبر النتائج الثلاثة المزعومة لحماس لنفس السؤال في الاستطلاع، وجدوا أن عمود “النتائج الفعلية” – الذي حدده مسبار بخط أخضر – بلغ 99.62٪ بدلاً من 100٪ المتوقعة. ويسلط هذا التناقض الضوء على الافتقار إلى الاتساق في البيانات المقدمة.

الصور الثلاث توضح التناقضات في نتائج الاستطلاعات لنفس السؤال من ثلاثة مصادر مختلفة للجيش الإسرائيلي

علاوة على ذلك، قام فريق التحقيق الذي أعده مسبار بتحليل السؤالين اللذين تركهما الجيش الإسرائيلي دون ترجمتهما في الوثيقة العربية المزعومة لحماس، واكتشف العديد من التناقضات التي تشير إلى أن الوثائق مفبركة.

السؤال ما قبل الأخير في وثيقة حماس المزعومة باللغة العربية يقول: “لو جرت اليوم انتخابات جديدة متفق عليها بين جميع الفصائل، وترشحت نفس القوائم التي شاركت في الانتخابات التشريعية الأخيرة، لمن ستصوت؟”

ووجد مسبار أن مؤلف الوثيقة المزعومة لحماس، ربما عن غير قصد، يعرض نتائج لكل من الضفة الغربية وقطاع غزة. وذكر المؤلف نفس النتائج التي توصل إليها استطلاع الرأي الأصلي للمركز الفلسطيني للبحوث السياسية حول نفس السؤال، مما يتناقض مع ادعاء رسالة حماس المزعومة بأنها تتعلق بغزة فقط.

لقطة من السؤال ما قبل الأخير من وثيقة حماس المزعومة التي نشرتها القوات الإسرائيلية

وأشار تحقيق مسبار إلى أن مؤلف الوثيقة المزعومة استخدم عن طريق الخطأ النتائج المجمعة للضفة الغربية وغزة في عمود “النتائج المزورة”، والتي وضع مسبار خطا أحمر عليها، بدلا من قطاع غزة فقط كما كان من المفترض أن يكون.

وهذا يثير سؤالاً بالغ الأهمية: كيف تمكن المؤلف، وهو على الأرجح الجيش الإسرائيلي، من معرفة النتائج التي توصلت إليها التحقيقات في الضفة الغربية؟ ويعزز هذا التناقض فكرة مفادها أن الجيش الإسرائيلي فبرك الوثائق المزعومة التي نشرتها حماس في غزة.

وبالإضافة إلى ذلك، عندما قام فريق مسبار بحساب الأرقام التي قدمها الجيش الإسرائيلي لنتائج استطلاع حماس المزعومة لنفس السؤال، وجدوا أن عمود “النتائج الفعلية” – الذي حدده مسبار بخط أخضر – بلغ 100.7٪ بدلاً من 100٪. في حين أن “النتائج المزورة” المزعومة – المحددة بخط أحمر – بلغت 101٪. وهذا يشير أيضًا إلى عدم دقة البيانات المقدمة.

أما بالنسبة للسؤال الأخير غير المترجم، والذي يسأل الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة عن الأحزاب السياسية التي يدعمونها، فقد كشف تحليل مسبار عن تناقضات أخرى في الوثيقة المزعومة لحماس التي كشف عنها الجيش الإسرائيلي.

وبعد إجراء الحسابات، وجد مسبار أن عمود “النتائج الفعلية” ـ الذي تم تمييزه بخط أخضر ـ بلغ 100.94% بدلاً من 100% المتوقعة. وبالإضافة إلى ذلك، زعمت الوثيقة أن النتائج التي تم تمييزها بخطوط حمراء كانت مزيفة؛ ومع ذلك، فإن هذه النتائج تعكس بدقة النتائج الفعلية التي توصل إليها استطلاع الرأي العام لنفس السؤال، حيث بلغ مجموعها 100% بالضبط.

مقارنة بين نتائج نفس السؤال، الوثيقة المزعومة لحماس على اليمين والنتائج الحقيقية لـ PSR على اليسار.

طوال العملية، طمأن خليل الشقاقي والمركز الفلسطيني للبحوث السياسية الهيئات الدولية ووسائل الإعلام بشأن استقلالية مراكز الاقتراع وشفافيتها. وفي مقابلة مع مجلة نيويوركر البارزة، أوضح خليل كيف ضمن سلامة العاملين في مراكز الاقتراع من خلال تزويدهم بأجهزة لوحية لتتبع تحركاتهم من مركز أبحاثه في الضفة الغربية.

وكان العمال أيضًا جزءًا من مجموعة دردشة على تطبيق واتساب لتلقي تنبيهات حول المخاطر المباشرة، بما في ذلك القتال والقصف في غزة، فضلاً عن العنف بين المستوطنين الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية.

ولو كان هناك أي تدخل من قبل عناصر حماس فيما يتعلق بجامعي البيانات في غزة، لكانوا قد اتصلوا بالمركز في الضفة الغربية للإبلاغ عن أي مخاطر محتملة.

وبعد عشرة أيام من انتهاء جامعي البيانات من عملهم الميداني، أصدر شيكاكي النتائج في 20 مارس/آذار، وفقًا للمقال.

وأكد الشقاقي لصحيفة تايمز أوف إسرائيل أن “فريقنا في غزة عمل معنا لأكثر من عشرين عامًا، لكننا سنحقق في جميع الادعاءات كجزء من التزامنا بضمان مراقبة الجودة الكاملة”.

وسام أبو مرق صحفي وكاتب ومترجم فلسطيني من الإنجليزية إلى العربية. يعمل حاليًا محاضرًا للغة الإنجليزية في الجامعة الإسلامية بغزة ومترجمًا مستقلًا لدى مركز العودة الفلسطيني في لندن.

تابعوه على X: @wesam_mahmad

تم نشر هذه المقالة أولاً على موقع Misbar.com

هل لديك أسئلة أو تعليقات؟ راسلنا على البريد الإلكتروني: editorial-english@newarab.com

الآراء الواردة في هذه المقالة تظل آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة آراء العربي الجديد أو هيئته التحريرية أو العاملين فيها.

[ad_2]

المصدر