لقد شهدت مذبحة النصيرات لكن وسائل الإعلام الغربية لا تهتم

لقد شهدت مذبحة النصيرات لكن وسائل الإعلام الغربية لا تهتم

[ad_1]

الصحفيون في غزة يتعرضون للرقابة والإسكات من قبل وسائل الإعلام الغربية، كما كتب أبو بكر عابد (مصدر الصورة: Getty Images)

يوم السبت الماضي في دير البلح كان أسوأ يوم في حياتي. وبينما كان صوت مروحيات الأباتشي وطائرات إف 16 المقاتلة يعلو فوق رؤوسنا، نفذت إسرائيل مجزرة مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة، على بعد لحظات.

كان بإمكانك سماع صراخ الأطفال في النصيرات من نافذتنا. من حين لآخر، تخترق الفوضى صفارة إنذار وحيدة: أتلو صلاة على أمل.

منذ أن بدأت الحرب، نسينا كيف نرتاح. يدا والدتي متعرقتان باستمرار، وترتعشان من الصدمة.

والدي لم يتوقف عن الصلاة. وفي مرحلة ما، مع اقتراب القنابل، انضممنا إليه، وتجمعنا في غرفة واحدة لتلاوة الشهادة وانتظار سقوط السقف.

أتشبث بالوردة الصفراء التي زرعتها في حديقتي وأودعها. هذه هي الحياة اليومية في غزة: نحن نحلم بأن نعيش بينما يعيش بقية العالم ليحلم.

التغطية الإعلامية لمجزرة النصيرات جريمة لغوية

وبعد يوم واحد، انفطر قلبي لما شعرت به للمرة المليون عندما قرأت عناوين الصحف الغربية عن المذبحة التي ارتكبتها إسرائيل في مخيم النصيرات للاجئين.

بي بي سي، سي إن إن، نيويورك تايمز، الجارديان وغيرها ركضت تحت عنوان “عملية الإنقاذ الإسرائيلية”، وكأن أكثر من 270 فلسطينيا لم يُذبحوا ولم يُشوه 400 آخرون.

بالنسبة للصحفيين الغربيين، إنها معادلة بسيطة: حياة إسرائيلي واحد تساوي 150 فلسطينيا.

أشك في أنهم سيستخدمون نفس النوع من اللغة لو تعرض أقاربهم لإطلاق النار. لكن الآن سقط القناع، ولم تعد الصحافة في الغرب تهدف إلى تغطية الحقيقة، بل تهدف إلى إخفائها.

أعود بالذاكرة إلى مارس 2022 عندما غزت روسيا أوكرانيا. وكانت التغطية بالإجماع: روسيا “غزت”، و”احتلت”، و”قتلت”. ولكن عندما تفعل إسرائيل الشيء نفسه في النصيرات وغزة، فإن ذلك يكون بمثابة “دفاع عن النفس”، و”موطن الأجداد”، و”أضرار جانبية”.

كصحفي فلسطيني في غزة، يعيش تحت النيران اليومية والإبادة الجماعية، لن أنسى كيف تعاملت وسائل الإعلام الغربية معنا. ومع ذلك، لم أدخر أي جهد في نشر حقيقة الجرائم التي ترتكبها إسرائيل – والغرب – أمام العالم.

ولكن في كل مناسبة، كان يتم إسكات صوتي وتم التشهير بتحليلاتي، سواء على وسائل التواصل الاجتماعي من قِبَل المؤيدين لإسرائيل أو عبر البريد الإلكتروني من قِبَل الصحف الغربية.

بعد مذبحة النصيرات، أدركت أن الظهور على قناة بي بي سي نيوز كان محفوفًا بالمخاطر، لكنني شعرت أنني بحاجة إلى إيقاظ جمهورها. ومع ذلك، بعد قراءة عناوين بي بي سي، توقفت عن التحدث إليهم، على الرغم من المناشدات المستمرة بالعودة.

الآن جوابي هو نفسه دائمًا: “أنا لا أتعامل مع المجرمين اللغويين”.

وفي الوقت نفسه، قام صحفيون آخرون من وسائل الإعلام الغربية الكبرى بغربلة وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بي بحثًا عن وجهات نظر “متطرفة”. وعندما أتحدث إليهم عن الفظائع على الأرض، أتعرض للرقابة والمقاطعة.

الحقيقة المزعجة هي أنه من غير المناسب للصحفيين أن يستمعوا إلى أصواتنا في غزة. يكشفون الكثير. نحن شهود ومراسلون وموظفو أرشيف للإبادة الجماعية الإسرائيلية وتواطؤ الغرب.

لكن القلم أقوى من السيف. إن أصواتنا وأفعالنا سوف توقظ العالم من سباته، وهو ما فشلت جميع القوانين والأنظمة الدولية في تحقيقه حتى الآن.

إن الصحفيين والجميع في غزة هم شهادة حية على نضال الفلسطينيين من أجل الحرية. نحن نعيش على أمل رؤية فلسطين حرة، ونراكم – أولئك المحتجون والمسيرات والمقاطعين وسحب الاستثمارات – كانعكاس لهذا الأمل. ولا يمكن لأي عنوان صحفي أن يوقف ذلك.

أبو بكر عابد صحفي وكاتب ومترجم فلسطيني من مخيم دير البلح للاجئين في غزة، مهتم بالرياضة واللغات.

تابعوه على Twitter/X: @AbubakerAbedW وLinkedin

هل لديك أسئلة أو تعليقات؟ راسلنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: editorial-english@newarab.com

الآراء الواردة في هذا المقال تظل آراء المؤلف ولا تمثل بالضرورة آراء العربي الجديد أو هيئة تحريره أو طاقمه.

[ad_2]

المصدر