"لا مكان متبقي" لعائلات غزة الهاربة من الدبابات في دير البلح

“لا مكان متبقي” لعائلات غزة الهاربة من الدبابات في دير البلح

[ad_1]

فلسطينيون يفرون من دير البلح في وسط غزة في ظل عدم وجود أي علامة على توقف الهجمات الإسرائيلية (تصوير: إياد بابا/وكالة الصحافة الفرنسية عبر صور جيتي)

حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أجزاء من محافظة دير البلح وسط قطاع غزة، حيث أغلقت الدبابات الطرق، مما دفع المدنيين المذعورين إلى الاندفاع بحثاً عن الأمان في “منطقة آمنة” متقلصة.

وكانت السلطات البلدية قالت في وقت سابق إن أكثر من مليون فلسطيني لجأوا إلى المدينة المكتظة بشكل خطير.

وأُجبرت العائلات على الفرار من الملاجئ تحت نيران الدبابات والطائرات بدون طيار الثقيلة، وقضوا الليل على الشاطئ أو جوانب الطرق دون أمتعتهم.

ويأتي ذلك في أعقاب أوامر الإخلاء الإسرائيلية الأخيرة التي وجهت للسكان مغادرة دير البلح حيث كان الجيش يعمل منذ نهاية الأسبوع.

وتقول القوات الإسرائيلية إنها تخوض معارك مع جماعات مسلحة فلسطينية وقامت “بتفكيك العشرات من مواقع البنية التحتية الإرهابية وتحديد مواقع الصواريخ والقضاء على الإرهابيين” في المنطقة.

وقال أحد السكان لوكالة رويترز للأنباء إنه وخمس عائلات أخرى فرت من دير البلح ليل الأربعاء عندما بدأت طائرات بدون طيار “في إطلاق النار باتجاه الخيام”.

وفي السياق، استقبل مستشفى شهداء الأقصى عشرات القتلى والجرحى جراء القصف الإسرائيلي على مخيم المغازي ليل الأربعاء-الخميس.

قالت منظمة أكشن إيد الخيرية المسجلة في المملكة المتحدة إن منظمة WEFAQ الشريكة لها اضطرت إلى إيقاف عملياتها وإخلاء مقرها بسبب الخطر الناجم عن الهجوم الإسرائيلي الزاحف يوم الأربعاء.

وشمل ذلك إغلاق مستودع حيوي لتوزيع الأغذية وملجأ للنازحين داخلياً للموظفين وأسرهم.

وقالت منظمة “أكشن إيد” إن أمر الإخلاء الذي أصدرته إسرائيل “يؤثر بشكل خطير على قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية للمحتاجين”.

وقالت منظمة “أكشن إيد” في بيان لها إن مركزاً إنسانياً آخر في دير البلح أصبح أيضاً تحت التهديد بعد حصاره من قبل الدبابات الإسرائيلية.

وأضافت أن “هذا المركز لعب دورا حاسما في تقديم الدعم والمعلومات للأسر النازحة، ووضعه المتدهور يعيق بشدة جهود المساعدة”.

ولم تخضع سوى 16% من أراضي غزة لأوامر الإخلاء العسكرية الإسرائيلية، الأمر الذي أدى إلى حشر 1.7 مليون شخص في قطاع المواصي الساحلي.

لقد أدت أوامر الإخلاء المتكررة إلى دفع سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى أقل من 10% من مساحة القطاع، حيث تعيش الأسر في خيام وتعتمد على المساعدات. كما أدى القصف الإسرائيلي المتواصل إلى مقتل العشرات من المدنيين وإصابة المئات.

وتقول وكالات الإغاثة إن مخيم المواسي يفتقر إلى الشروط الأساسية للحياة. ويضطر السكان إلى الوقوف في طوابير لساعات لملء حاويات المياه أو استخدام المراحيض، في حين تلجأ الأمهات إلى تنظيف أطفالهن بالرمال.

وقد أدت القيود الإسرائيلية على الإمدادات الواردة إلى غزة، بالإضافة إلى إغلاق معبر رفح، إلى إعاقة جهود الإغاثة، في حين يظل من الخطير للغاية محاولة إصلاح محطات تحلية المياه المتضررة.

واتهمت منظمة أوكسفام إسرائيل في يوليو/تموز الماضي باستخدام المياه “كسلاح حرب”، قائلة إنها وثقت تدميرا منهجيا لمرافق المياه، وإنها قطعت مصادر المياه الخارجية، مما أدى إلى خفض كمية المياه المتاحة في غزة بنسبة 94 في المائة.

وتكدست النفايات والقمامة بين أنقاض المباني المدمرة، حيث أفادت التقارير أن السكان اليائسين لجأوا إلى البحث عن بقايا لبيعها أو طعام لتناوله.

وتؤدي هذه الظروف إلى تفاقم نمو الأمراض، بما في ذلك شلل الأطفال، الذي تم اكتشافه مؤخراً في غزة لأول مرة منذ 25 عاماً.

قالت منظمة أطباء بلا حدود الطبية الدولية يوم الخميس إن المنظمة الخيرية تكافح من أجل إدارة الاحتياجات الهائلة للسكان الذين مزقتهم الحرب.

وقال جاكوب جرينجر منسق مشروع منظمة أطباء بلا حدود في تصريحات نقلتها رويترز “لا يوجد مكان لإقامة الخيام. والاكتظاظ الشديد ونقص المياه وخدمات الصرف الصحي المحدودة تغذي انتشار الأمراض”.

لقد نزح أغلب سكان غزة عدة مرات طوال الحرب التي استمرت عشرة أشهر، والتي دمرت مساحات شاسعة من الأراضي وأثارت أزمة إنسانية كبرى.

لقد قُتل أكثر من 40,200 فلسطيني وجُرح ما يقرب من 93,000، مما يجعلها واحدة من أكثر الصراعات دموية في القرن الحادي والعشرين.

[ad_2]

المصدر