[ad_1]
لقد سلطت الاحتجاجات الأخيرة التي قادها جيل الشباب في كينيا الضوء على قضية بالغة الأهمية: البطالة بين الشباب. إذ يظل آلاف الشباب، وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى الفئة العمرية من الجيل Z، عاطلين عن العمل، وبعضهم ظل عاطلين عن العمل لأكثر من خمس سنوات بعد تخرجهم بشهادات ودرجات علمية. ويوجه هذا السخط إلى حد كبير نحو الحكومة، التي يُنظَر إليها على أنها فشلت في معالجة أزمة البطالة.
وبحسب المجلس الوطني للسكان والتنمية (الملخص السياسي رقم 66، يونيو/حزيران 2019)، فإن تسعة من كل عشرة كينيين عاطلين عن العمل هم من الشباب، ويمثلون 85% من السكان العاطلين عن العمل. وبالإضافة إلى ذلك، تواجه كينيا تحديين مزدوجين يتمثلان في البطالة ونقص التشغيل، حيث يقدر عدد العاطلين عن العمل بنحو 3.7 مليون شخص، أو 20.4% من السكان في سن العمل. وهذا يعني أن العديد من الشباب العاملين في القطاع غير الرسمي على استعداد للعمل لساعات أطول ولكنهم يفتقرون إلى الفرص.
وعلى الرغم من خطورة المشكلة، فإن هناك العديد من الخيارات لمعالجة مشكلة البطالة بين الشباب. ويكمن أحد الحلول الواعدة في الزراعة. ورغم أن الزراعة تعتبر العمود الفقري للاقتصاد الكيني، فإنها تفتقر إلى الكتلة الحرجة من الشباب المهرة القادرين على الوصول إلى التمويل والمعرفة اللازمة لدفع نمو الإنتاجية. والمفتاح لا يتلخص في جعل الزراعة جذابة فحسب، بل وأيضاً في جعلها مربحة. وسوف ينجذب الشباب إلى الزراعة إذا رأوا أنها قد تكون مجزية مالياً.
ومن الأمثلة البارزة على كيفية تحول الشباب إلى رواد أعمال زراعيين هو التوسع في تسويق تكنولوجيات المحاصيل المقاومة للجفاف لتأمين عمل كريم ومجزٍ لـ 120 ألف شاب في المناطق الريفية في كينيا. ويحقق برنامج تنفذه مؤسسة أفريقيا هارفست للتكنولوجيا الحيوية الدولية، بالتعاون مع المعهد الدولي لبحوث المحاصيل في المناطق الاستوائية شبه القاحلة (إيكريسات) بالشراكة مع مؤسسة ماستركارد، خطوات كبيرة. ويمتد المشروع المعروف باسم DTC 4 Youth Jobs Creation إلى عدة مناطق شبه قاحلة، بما في ذلك تايتا تافيتا، وماكويني، وماشاكوس، وكيتوي، وميرو، وثاراكا نيثي، وخليج هوما، وسيايا، وبوسيا، وإلجيو ماراكويت.
تركز هذه المبادرة على ثماني سلاسل قيمة – الذرة الرفيعة، والدخن، والدخن اللؤلؤي، والفاصوليا الخضراء، والبازلاء، والفول السوداني، والدواجن، والأسماك – والتي تم ترقيتها لتحقيق غلات عالية في المناطق الجافة. يفهم المشروع أنه لكي يهتم الشباب بالزراعة، يتعين عليهم رؤية القيمة المقترحة، والتي تتعلق إلى حد كبير بالمكافآت المالية لهذه الفئة السكانية. لمساعدة الشباب على إيجاد القيمة في الزراعة، يقدم المشروع عبوات بداية محسنة لكل من سلاسل قيمة المحاصيل الستة. هذه البذور قادرة على الصمود في وجه تحديات المناخ، مما يقلل من المخاطر المرتبطة بالطقس والتي قد تثبط عزيمة المزارعين الشباب.
ومن خلال استخدام نموذج تدريب المدربين، يعمل المشروع على تعزيز الخبرات المجتمعية وتوفير التدريب في مختلف جوانب الزراعة، من إنتاج البذور والممارسات الزراعية الجيدة إلى تنمية المشاريع والميكنة وإضافة القيمة والتسويق. ويعمل هذا النهج على تحسين الإنتاجية والعائدات لكل وحدة من المدخلات، وتعزيز الاستدامة. كما يتم توفير الروابط السوقية، مما يضمن وجود سوق جاهزة للمنتج.
وعلاوة على ذلك، يتم دمج الدروس المستفادة بشكل مستمر في تنفيذ المشروع، بما في ذلك تطوير أداة اتصال تعتمد على الرسوم البيانية التوضيحية لتوضيح فرص توليد الدخل للمشاركين الشباب. ويؤكد المشروع على أن الزراعة لا تقتصر على حرث الأرض؛ فهناك العديد من الفرص خارج المزرعة ضمن سلسلة القيمة الزراعية، بما في ذلك التجميع والنقل والتوزيع والمعالجة والتعبئة والتغليف والتخزين وإضافة القيمة.
ولمعالجة الحواجز التمويلية، يستخدم المشروع نموذج جمعية الادخار والقروض القروية ويواصل استكشاف سبل إضافية لتمكين الشباب من الوصول إلى التمويل اللازم للمشاريع الزراعية المربحة. وهناك الكثير من الفرص المتاحة للحكومات الوطنية والإقليمية لمعالجة العديد من الحواجز السياسية والتنظيمية والتمويلية التي تمنع الشباب المهرة من بدء وتوسيع مشاريع الأعمال الزراعية التي تقدم خدمات مهمة للكينيين، بما في ذلك الوصول إلى الأراضي والتمويل الزراعي والتأمين.
إننا في حاجة إلى الشباب لدخول القطاع الزراعي، وخاصة أن هيئة الزراعة والأغذية تشير إلى أن قطاع المحاصيل الغذائية في كينيا لا يستطيع حالياً تلبية الطلب على الغذاء في البلاد. ونتيجة لهذا، تعتمد كينيا بشكل كبير على استيراد كميات كبيرة من المنتجات الغذائية لتلبية الاستهلاك المحلي. ومن خلال إشراك الشباب العاطلين عن العمل أو العاملين بوظائف متدنية، تستطيع كينيا تحقيق الأمن الغذائي.
اشترك مجانًا في النشرة الإخبارية AllAfrica
احصل على آخر الأخبار الأفريقية مباشرة إلى صندوق بريدك الإلكتروني
نجاح!
تقريبا انتهيت…
نحن نحتاج إلى تأكيد عنوان بريدك الإلكتروني.
لإكمال العملية، يرجى اتباع التعليمات الموجودة في البريد الإلكتروني الذي أرسلناه إليك للتو.
خطأ!
حدثت مشكلة أثناء معالجة طلبك. يرجى المحاولة مرة أخرى لاحقًا.
إن معالجة مشكلة البطالة بين الشباب أمر لا يمكن المبالغة فيه. لقد حان الوقت لكي يتقدم جميع أصحاب المصلحة الذين لديهم حلول قابلة للتطبيق ويقودوا الطريق. إن الزراعة توفر آفاقاً واعدة لخلق فرص العمل، ولكنها تتطلب جهوداً متضافرة لجعلها جذابة ومربحة للشباب. وإذا تمكنا من تحقيق هذه الغاية، فلن نتمكن من معالجة مشكلة البطالة فحسب، بل سنتمكن أيضاً من تعزيز اقتصادنا وضمان مستقبل مستدام للجيل القادم.
الكاتب هو مدير الاتصالات بمؤسسة أفريقيا هارفيست للتكنولوجيا الحيوية الدولية
عن المؤلف
مساهم
انظر مشاركات المؤلف
[ad_2]
المصدر