كيف يشكل سقوط نظام الأسد فصلاً جديداً في لبنان؟

كيف يشكل سقوط نظام الأسد فصلاً جديداً في لبنان؟

[ad_1]

أظهرت مقاطع الفيديو والصور التي تم تداولها عبر الإنترنت مئات الأشخاص وهم يلوحون بأعلام الثورة السورية والأعلام اللبنانية ويوزعون الحلويات احتفالا في العاصمة بيروت ومنطقة البقاع وشمال لبنان (غيتي)

شهد لبنان احتفالات واسعة النطاق يوم الأحد بعد الإطاحة ببشار الأسد بعد أن اجتاحت جماعة هيئة تحرير الشام السورية دمشق يوم الأحد واستولت على العاصمة.

وأظهرت مقاطع الفيديو والصور التي تمت مشاركتها عبر الإنترنت مئات الأشخاص وهم يلوحون بأعلام الثورة السورية والأعلام اللبنانية ويوزعون الحلويات احتفالاً في العاصمة بيروت ومنطقة البقاع وشمال لبنان.

وأشاد أعضاء حزب القوات اللبنانية اليميني المتطرف بسقوط الأسد، حيث هنأ زعيم الحزب سمير جعجع “جميع اللبنانيين” على نهاية نظام البعث السوري.

كانت القوات اللبنانية من أشد المنتقدين لنظام الأسد بسبب الاحتلال السوري للبنان منذ الحرب الأهلية التي انتهت عام 2005، ويعتقد أن العديد من أعضاء الحزب موجودون في السجون السورية.

وقال جعجع في مقابلة مع قناة MTV: “على مدى الخمسين عاماً الماضية، كان نظام حافظ وبشار الأسد أكبر عائق أمام بناء الدولة في لبنان”. وأضاف: “مهما كان الوضع في سوريا بعد الأسد ، فمن المستحيل أن يكون أسوأ من الأسد. لا أعلم ماذا ينتظرنا مع السلطات السورية الجديدة، لكن لا يوجد شيء أسوأ من الأسد”.

وردا على سؤال عمن سيتصل لتهنئته بهذه اللحظة التاريخية، قال جعجع للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، قائلا إنه “سيبلغه أنه يجب علينا جميعا العودة إلى لبنان، بما أن اللعبة قد انتهت وأن النهج الوحيد الذي يمكن أن يحمينا جميعا هو قيام دولة فعلية في لبنان”.

وكان حزب الله داعماً رئيسياً للأسد، مما مكّن نظامه من الصمود في وجه انتفاضة عام 2011 من خلال الدعم العسكري والمساعدات اللوجستية.

واغتنم جعجع الفرصة لدعوة حزب الله إلى تسليم أسلحته “أو بيعها”، وحث “علينا جميعًا الشروع في بناء دولة في لبنان”.

وقال زكريا الغول، الخبير في التاريخ السياسي والعلاقات الدولية، لـ”العربي الجديد” الصادرة باللغة العربية، إن من تداعيات نهاية نظام الأسد تراجع نفوذ حلفائه.

وقال الغول إن “حزب الله على وجه الخصوص سيواجه تحديات كبيرة لأنه يفقد خط إمداد رئيسي للأسلحة، مما يضعف دوره العسكري داخل لبنان، وهو ما يمثل ضربة قاسية، خاصة بعد خسائره الأخيرة في الصراع”.

وأضاف أن “الأطراف السياسية المتحالفة مع الأسد قد تجد نفسها معزولة أو مجبرة على التكيف مع الواقع السياسي الجديد”.

خرجت المجموعة عن صمتها في وقت متأخر من يوم الاثنين، قائلة إنها بحاجة إلى تقييم الوضع حيث يمثل التطور نقطة تحول رئيسية.

وقال النائب عن حزب الله حسن فضل الله في بيان، إن “ما يحدث في سوريا هو تحول كبير وخطير وجديد، وكيف ولماذا حدث يحتاج إلى تقييم، والتقييم لا يتم على المنابر”.

التداعيات الأمنية والاجتماعية

وقال الغول لـ”العربي الجديد” إنه في حين أن عدم الاستقرار السياسي في سوريا يمكن أن يزيد من نشاط الجماعات المسلحة على طول الحدود اللبنانية السورية، إلا أن المتمردين السوريين قدموا مؤخراً تطمينات بأنهم يعتزمون إبقاء هذه الجماعات تحت السيطرة.

وأشار أيضا إلى أن استمرار وجود اللاجئين السوريين في لبنان يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الضغوط الاقتصادية والاجتماعية القائمة. وعلى الرغم من عودة بعض اللاجئين إلى سوريا، إلا أن آخرين، وخاصة أولئك الموالين للأسد، ما زالوا يصلون إلى لبنان، مما يزيد من استنزاف الموارد.

وبالنظر إلى علاقة لبنان التاريخية بنظام الأسد، سلط الغول الضوء على فترة الهيمنة السورية الممتدة من عام 1976 إلى عام 2005. وبدأ هذا النفوذ عندما دخل الجيش السوري إلى لبنان كجزء من قوات الردع العربية خلال الحرب الأهلية.

وبعد اتفاق الطائف في التسعينيات، أصبحت سوريا صاحبة القوة الرئيسية في لبنان. وقد عززت مشاركة حافظ الأسد في التحالف الدولي ضد العراق هذه السيطرة، إذ مُنح لبنان فعلياً لسوريا كامتياز.

وفي هذه الحقبة، أملت سوريا تعيين الرؤساء والوزراء والقيادة السياسية في لبنان. وأدى اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري عام 2005 إلى انسحاب القوات السورية تحت ضغوط دولية ومحلية، مما أنهى السيطرة السورية المباشرة مع الحفاظ على النفوذ من خلال حلفاء مثل حزب الله.

لقد ارتبط نظام الأسد، في عهد حافظ وبشار، بالعديد من الاغتيالات لشخصيات لبنانية، بما في ذلك مسؤولين رفيعي المستوى ورجال دين.

منذ اندلاع الانتفاضة السورية في العام 2011، شهد لبنان انقساماً عميقاً. فقد قدم حزب الله الدعم العسكري لنظام الأسد، في حين وقفت قوى 14 آذار ضده بحزم.

وخلص الغول إلى أن سقوط نظام الأسد من المرجح أن يؤدي إلى تحول كبير في الديناميكيات السياسية في لبنان وعلاقته مع سوريا.

وسوف تسعى الفصائل المناهضة للأسد في لبنان إلى إقامة علاقة أكثر استقلالية مع سوريا، في حين سوف يبحث حلفاء الأسد المتبقين عن شركاء إقليميين جدد لملء الفراغ.

وقال الغول إن “انهيار نظام الأسد سيعيد تشكيل المشهد السياسي اللبناني بشكل جذري”. “ستفقد بعض القوى نفوذها، بينما ستكتسب قوى أخرى الأرض، وستكون الانتخابات الرئاسية المقبلة بمثابة مؤشر حاسم لهذه التغيرات الإقليمية”.

[ad_2]

المصدر