كيف يؤثر التصعيد الإسرائيلي في جنوب لبنان على اللاجئين السوريين؟

كيف يؤثر التصعيد الإسرائيلي في جنوب لبنان على اللاجئين السوريين؟

[ad_1]

يعيش العامل السوري عصام وزوجته وبناته الثلاث في بلدة بنت جبيل بجنوب لبنان، حيث وجدوا أنفسهم عالقين وسط إطلاق النار عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله.

وبسبب ارتفاع تكاليف الإيجار، وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية، أصبحت الحياة أكثر خطورة بالنسبة للعائلة السورية.

ويقول عصام لـ«العربي الجديد»: «ابنتي تعانيان من ضيق في التنفس بسبب استنشاق الفسفور الأبيض، ولا أستطيع تحمل تكلفة نقلهما إلى مستشفى خاص قريب».

إن اللاجئين السوريين الذين أصيبوا في الهجمات الإسرائيلية في جنوب لبنان غير قادرين بشكل عام على تحمل تكاليف الاستشارات الطبية والعلاج في المستشفيات الخاصة القريبة.

وبحسب آخر تقرير طوارئ تراكمي نشرته وزارة الصحة العامة اللبنانية في 20 آب/أغسطس، فإن سبعة في المائة من المصابين في الضربات الإسرائيلية منذ بداية الحرب هم مواطنون غير لبنانيين، مع إرجاع 42 في المائة من إجمالي الإصابات إلى إصابات حادة و15 في المائة بسبب التعرض الكيميائي للفوسفور الأبيض.

قُتل ما لا يقل عن 31 سوريا منذ بدء الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان، بينهم امرأتان وثمانية أطفال، فيما أصيب 18 آخرون، بحسب تقرير المرصد السوري لحقوق الإنسان في أغسطس/آب.

محمود* هو شاب سوري يعمل كبستاني ويعيش في النبطية. نجا بأعجوبة من إصابة خطيرة في الغارات الجوية الإسرائيلية التي قتلت أفراد عائلة البرجاوي في فبراير/شباط من هذا العام.

وقال لـ”العربي الجديد”: “كنت قريباً من الإضراب، ونجوت منه بالصدفة، ولو كنت مصاباً لتحملت التكلفة على نفقتي الخاصة”.

أكد وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض لوكالة أنباء ت.ن.أ أن التغطية الصحية لإصابات اللاجئين السوريين الناجمة عن الحرب تقع خارج نطاق اختصاص الوزارة وميزانيتها. وطلبت الوزارة من المستشفيات ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين توسيع نطاق التغطية الصحية الطارئة للنازحين السوريين وأولئك الذين ما زالوا يقيمون في مناطق النزاع في الجنوب.

كيف تساهم حملة إعلانية جديدة في لبنان في تأجيج العنف ضد اللاجئين السوريين

في لبنان، يواجه اللاجئون السوريون موجة من الترحيل

اللاجئون السوريون في لبنان يواجهون مستقبلاً غامضاً

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لوكالة الأنباء التركية (TNA) إنها توفر تغطية صحية للإصابات التي يتعرض لها اللاجئون السوريون، لكن خدماتها تعتمد على توفر الأموال.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن تقليص عدد المستفيدين من مساعداتها بعد أن حصلت فقط على أموال تغطي 36% من ميزانيتها.

وبحلول يونيو/حزيران 2024، بلغ تمويلهم 15 في المائة، مما يفرض “تحديد الأولويات وإعادة تحديد الأولويات” للخدمات، حسبما قال المتحدث باسم المفوضية لوكالة الأنباء التونسية.

ورغم محدودية التغطية الطبية المتاحة، يواجه معظم اللاجئين السوريين تحديات كبيرة في الوصول إلى هذه الخدمات. ويعيش بعضهم بعيداً عن المستشفيات المتعاقدة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ولا يستطيعون تحمل تكاليف الرحلة.

قُتل ما لا يقل عن 31 سوريًا منذ بدء الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان. (جيتي)

وهذا هو حال أحمد* الذي يعيش في بنت جبيل بجوار مستشفى غير تابع للمفوضية. ويقول لـ TNA: “المبلغ الذي سأدفعه مقابل الاستشارة الطبية هنا يساوي ما سأدفعه مقابل المواصلات إذا ذهبت إلى صور حيث يوجد مستشفى تابع للمفوضية”.

ويواجه السوريون أيضًا تحديات في الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالتغطية والخدمات الطبية. فكثيرون منهم إما لا يدركون التغييرات في تقديم الخدمات أو السياسات المنشورة على الإنترنت أو لا يعرفون أنواع التغطية التي تختلف بين مناطق الصراع وغير مناطق الصراع.

وفقًا لموقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يمكن للاجئين المحتاجين إلى رعاية صحية طارئة والمعترف بهم من قبل المفوضية الذهاب إلى أقرب مستشفى متعاقد مع المفوضية مع وثيقة هوية صالحة وشهادة صادرة عن المفوضية.

وإذا احتاجوا إلى دخول المستشفى، فيتعين عليهم دفع 100 دولار للدخول و40% من إجمالي الفاتورة. ولا يتم نشر المعلومات المتعلقة بالتغطية الصحية للإصابات التي يتعرض لها اللاجئون السوريون نتيجة للهجمات الإسرائيلية بشكل مناسب بين مجتمعات اللاجئين السوريين المقيمين في مناطق الصراع في الجنوب.

وأفاد العديد منهم أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لم تعد تتحمل رسوم الرعاية الصحية.

قال رئيس نقابة المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون لوكالة الأنباء التونسية إن “اللاجئين السوريين يحصلون على تغطية مالية من مفوضية اللاجئين تصل إلى حد معين بحسب حالتهم”.

ورغم أن المستشفيات الخاصة تلتزم بقوانين وزارة الصحة في توفير الرعاية الصحية الطارئة للمصابين السوريين، إلا أن التكلفة تظل مرتفعة. ويقول هارون لـ TNA: “إن إحدى عواقب هذا هو أن بعض المصابين السوريين يعودون إلى سوريا لتلقي العلاج هناك”.

وهناك تحد آخر يواجه اللاجئين السوريين يتمثل في صعوبة التنقل. إذ يفتقر جنوب لبنان حالياً إلى الخدمات الأساسية، مما يجعل من الصعب على اللاجئين السوريين استخدام وسائل النقل بسبب ارتفاع تكاليفها ونقص الوقود والمياه في المنطقة. كما يعاني السوريون من قيود على التنقل خوفاً من الترحيل والاستجواب من قبل حزب الله، حيث يُتهم بعضهم بالتجسس لصالح إسرائيل.

ولذلك، فإن اللاجئين السوريين يُتركون للاعتماد على شبكاتهم الشخصية للتغلب على تحديات الوصول إلى الرعاية الصحية مع استمرار الصراع بين إسرائيل وحزب الله، حسبما أفاد مركز “الوصول لحقوق الإنسان” في لبنان لوكالة الأنباء التونسية، حيث يضطر العديد منهم إلى الاستغناء عن هذه الرعاية.

وتزيد هذه العقبات من تعريض سلامة اللاجئين السوريين في المناطق المتضررة للخطر، والذين لا يستطيعون الانتقال بسبب القيود المالية أو لأنهم ممنوعون من استئجار مسكن في قرى أخرى أكثر أماناً.

وقال المركز السوري لحقوق الإنسان لوكالة الأنباء التركية “تاس” إن “السوريين الجرحى يواجهون عقبات مالية وبيروقراطية كبيرة تتعلق بالإقامة لتلقي العلاج الطبي، كما أن الخطاب العنصري الذي ينشره السياسيون ووسائل الإعلام أدى إلى تفاقم ظروفهم، بهدف إجبارهم على العودة إلى وطنهم”.

* تم تغيير الأسماء

نور نحاس كاتبة وباحثة مستقلة تقيم في بيروت

تابعوها على X: nournahhas_

[ad_2]

المصدر