كيف تخلق إسرائيل فراغاً في السلطة في غزة لهندسة الفوضى؟

كيف تخلق إسرائيل فراغاً في السلطة في غزة لهندسة الفوضى؟

[ad_1]

منذ اليوم الأول لحرب غزة، أعلنت إسرائيل أن هدفها الأساسي هو القضاء على حماس وإنهاء حكمها في القطاع الساحلي، الذي يخضع للحصار منذ أكثر من 17 عاما.

وعلى مدى أربعة عشر شهراً، دمرت إسرائيل أكثر من 98% من مقار الحكومة التي تديرها حماس في غزة، بما في ذلك مراكز الشرطة المدنية، وقتلت الآلاف من أفراد الحكومة والشرطة.

وقتلت إسرائيل ما يقدر بنحو 45 ألف فلسطيني منذ بدء الحرب، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال، وقالت جماعات حقوق الإنسان إن إسرائيل ارتكبت أعمال إبادة جماعية.

ورغم أن حكومة حماس لم تحدد عدد أفراد الأمن أو ضباط الشرطة أو الموظفين الحكوميين الذين قتلوا خلال الحرب، إلا أنها أعلنت مؤخراً أن الجيش الإسرائيلي قتل 736 شخصاً كانوا مسؤولين عن تأمين وتوزيع المساعدات في غزة.

وفي 2 كانون الثاني/يناير، صعّدت إسرائيل حملتها ضد قدرات الحكم المدني لحماس، مما أدى إلى مقتل المدير العام للشرطة الفلسطينية في غزة، محمود صلاح، في غارة جوية.

كما قُتل نائبه اللواء حسام شهوان في الهجوم الذي استهدف قواتهم في منطقة المواصي، وهي ما تسمى “المنطقة الإنسانية” للمدنيين.

وقالت وزارة الداخلية في غزة إن الشرطيين كانا “يؤديان واجبهما الإنساني والوطني في خدمة شعبنا”.

زعزعة الأمن والنظام العام

وقال إسماعيل ثوابتة، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، لـ”العربي الجديد”، إنه منذ بدء الحرب الإسرائيلية ينتهج الجيش سياسة خطيرة تتمثل في تقويض النظام العام والتفكيك الممنهج لأنظمة الأمن والعدالة في قطاع غزة.

وأضاف أن هذا التصعيد يأتي ضمن خطة لخلق فراغ إداري وحكومي ونشر الفوضى في قطاع غزة لزعزعة استقرار المجتمع.

وأضاف ثوابتة أن “الشرطة هيئة مدنية يحميها القانون الدولي، واغتيال الاحتلال لضباطها وأفرادها يأتي دون أي مبرر”.

وأوضح أن استهداف إسرائيل للقوات المدنية يتصاعد كلما بدأت بتنفيذ خطط للسيطرة على الوضع الأمني، ضمن استراتيجية متعمدة لتفكيك أي مظهر من مظاهر النظام في غزة من خلال استهداف القادة والضباط وأفراد قوة الشرطة.

ينتهج الجيش الإسرائيلي سياسة تقويض النظام العام والتفكيك المنهجي لأنظمة الأمن والعدالة في غزة. (غيتي)

ولخلق بيئة تسهل سرقة المساعدات، تعمد الجيش الإسرائيلي استهداف أفراد الشرطة أثناء قيامهم بتأمين مركبات المساعدات الغذائية والطبية التي تدخل غزة، بحسب ثوابتة.

وقال المسؤول الإعلامي إن سياسة إسرائيل “أدت إلى انتشار الفوضى في بعض الأماكن وتعرض المواطنين للخطر بسبب بعض الحوادث الأمنية الداخلية”.

وأعاقت الهجمات الإسرائيلية عمل الشرطة بشكل كبير، مما أجبرها على تنفيذ خطط طوارئ بديلة مثل عدم ارتداء الزي العسكري ومطالبة أفراد الأمن بتغطية وجوههم.

ورغم استمرار الاستهداف الإسرائيلي “الإجرامي”، أكد ثوابتة أن قوات الشرطة ستواصل عملها في ضبط الوضع الأمني، ومنع تدهوره، ومكافحة الفوضى.

وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في بيان له مؤخرا، إن الجيش الإسرائيلي سعى، منذ بداية الحرب الدائرة، إلى نشر حالة من الفوضى وانعدام الأمن، و”خلق ظروف كارثية ستؤدي إلى تدمير الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة”. الشريط ككل”.

في الثاني من يناير/كانون الثاني، وهو نفس اليوم الذي قُتل فيه قادة الشرطة في غزة، ترأس وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مجموعة وزارية لمناقشة أفضل السبل لتدمير قدرة حماس على الحكم وقدرتها على القيام بأنشطة عسكرية ومدنية.

نشر الفوضى

ويقول طلال عوكل، الخبير السياسي الفلسطيني، إن استهداف إسرائيل لقوات الشرطة هو جزء من خطة معلنة للقضاء على حماس وجهاز الحكم المدني التابع لها.

وقال لـ”العربي الجديد” إن “إسرائيل تواصل محاولاتها للقضاء على جهاز الشرطة في غزة، رغم أن استهدافه يعد انتهاكا للقانون الدولي واتفاقية جنيف التي تعتبره جهازا مدنيا”.

وأضاف أن “الشرطة جهاز مدني أفراده ليسوا مقاتلين. إنهم أفراد يحافظون على سيادة القانون ويحافظون على الأمن. وما تقوم به إسرائيل يتنافى مع القانون الدولي الذي يدعو إلى حمايتهم وليس قتلهم”.

ومن خلال ضرب الشرطة، تسعى إسرائيل إلى “خلق حالة من الفوضى والانفلات الأمني” في محاولة لدفع السكان إلى قبول بديل لحماس بعد الحرب، بحسب مصطفى إبراهيم، الخبير السياسي المقيم في غزة.

وأضاف في تصريح لـTNA أن “حالة الفوضى التي تسعى إليها إسرائيل خطيرة وتهدد النسيج الاجتماعي الفلسطيني وقد تؤدي إلى تفتيته وانتشار الجريمة وخلق ظواهر سلبية لم تكن موجودة من قبل”.

وتقول جماعات حقوقية دولية وخبراء قانونيون إن إسرائيل ترتكب أعمال إبادة جماعية في غزة. (غيتي)

ويشاركه الرأي نفسه إياد القرا، وهو خبير فلسطيني آخر مقيم في غزة، يقول إن الجيش الإسرائيلي يركز هجماته على أجهزة الشرطة كلما شنت حملات لحفظ الأمن ومكافحة الفوضى.

وقال القرا لـ TNA: “لقد حدث ذلك أكثر من مرة، وكان آخرها اغتيال محمود صلاح وحسام شهوان أثناء عملهما في تأمين شاحنات المساعدات التي كانت قادمة إلى قطاع غزة”.

وأضاف أن إسرائيل شنت هجمات متعددة على أفراد الشرطة في مختلف أنحاء قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة لمنعهم من تنظيم شؤونهم وحفظ الأمن.

وأضاف القرا: “من الواضح أن الاحتلال يراقب ويتابع ويحرص بشدة على قطع الطريق أمام أي محاولة للسيطرة الأمنية، لتعميق أزمة الأهالي في غزة”.

لا وجود لحماس في غزة ما بعد الحرب

من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني عدنان سمارة أن إسرائيل تستهدف عمدًا قادة الشرطة وأفراد الأمن لإنهاء سلطة حماس المدنية في غزة، وتهيئة الظروف لليوم التالي بدون حماس.

وقال سمارة لـ TNA: “الوضع ليس سهلا في قطاع غزة، وحماس تأثرت كثيرا بالحرب، وإسرائيل لن تسمح بأي وقف لإطلاق النار في غزة طالما أن حماس تتمتع بقوة عسكرية ومدنية في المنطقة”.

وأضاف: “هناك خطة إسرائيلية أميركية بمساعدة بعض الدول العربية لإنهاء وجود حكم حماس لتمرير صفقة القرن وخلق “الشرق الأوسط الجديد”، وهذا لن يحدث ما دامت حماس تدير قطاع غزة”. وأضاف.

سالي إبراهيم مراسلة فلسطينية لصحيفة العربي الجديد ومقرها قطاع غزة

[ad_2]

المصدر