كمشجع رياضي من غزة، أنا سئمت من الفيفا والألعاب الأولمبية

كمشجع رياضي من غزة، أنا سئمت من الفيفا والألعاب الأولمبية

[ad_1]

خلال الأشهر التسعة الماضية، قتلت إسرائيل ما لا يقل عن 350 رياضيًا، بما في ذلك 250 لاعب كرة قدم، بقلم أبو بكر عابد (حقوق الصورة: Getty Images)

من الطبيعي أن غزة، المكان الذي يمكن أن تُسلب منه الحياة في لحظة، تعيش وتتنفس الرياضة.

لقد كان هذا هو شريان حياتنا. ففي ظل الحصار الذي دام 17 عامًا والقصف الإسرائيلي المتواصل، كان من الصعب أن نجد لحظات للهروب، لكننا نجحنا في ذلك.

كل أسبوع، كنا نملأ ملاعب غزة عن آخرها، ونشجع لاعبينا المفضلين، ونردد أسماءهم حتى تنكسر أصواتنا.

كنا مثلكم تماما: ملتصقين بشاشاتنا عندما شاهدنا فوز المغرب على إسبانيا في كأس العالم 2022 في قطر، وشجعنا يوسين بولت عندما حطم الرقم القياسي في سباق 100 متر في أولمبياد بكين 2008، وبكينا عندما لوح الجزائري رياض محرز بعلم فلسطين بعد مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز.

لكن ذلك كان عندما كانت لدينا منازل، عندما كانت لدينا ملاعب، عندما كانت لدينا حياة.

الآن لم يتبق سوى أربعة من أصل 54 منشأة رياضية في غزة؛ ولم يتبق سوى ملعب واحد من أصل عشرة ملاعب في غزة. وتقع جميع هذه الملاعب في دير البلح، حيث أعيش، في وسط غزة: ملعب الدرة، وملعب اتحاد دير البلح، وملعب خدمات دير البلح، وملعب نادي الصلاح.

هذه الملاعب، التي كانت مجرد أطلال لما كانت عليه في السابق، أصبحت الآن ملاذاً آمناً لعشرات الآلاف من النازحين من شمال قطاع غزة. وعندما أمر بها، يعتصر قلبي ألماً.

لم تعد الملاعب أماكن للهروب السعيد، بل أصبحت تجسد بؤسنا الجماعي.

أثناء مروري، أرى عشرات الخيام المتهالكة منتشرة في كل مكان، والأطفال يبكون من آلام الجوع، وكبار السن يسعلون، والفتيات الصغيرات يرتدين ملابس ممزقة ويقفن في طوابير للحصول على الماء والطعام ــ وهن المحظوظات.

قبل بضعة أشهر فقط، ظهرت لقطات من ملعب اليرموك تظهر مدنيين فلسطينيين، رجال ونساء وأطفال، مقيدين ومضروبين، يتعرضون للتعذيب العلني على يد الإسرائيليين: لقد تحول الملعب إلى معسكر اعتقال. وبعد ساعات، قامت الدبابات الإسرائيلية بتجريف الملعب.

إسرائيل تقتل المواهب الرياضية في غزة

منذ بدأت إسرائيل هجومها الإبادي على غزة، قتلت إسرائيل ما لا يقل عن 350 رياضياً، بما في ذلك 250 لاعب كرة قدم. وكل ناد رياضي ينعى أعضائه، وتستمر الأعداد في الارتفاع كل يوم.

وفي 13 يوليو/تموز، استشهد حارس مرمى نادي شباب خانيونس شادي أبو العراج في مجزرة المواصي. وفي إبريل/نيسان، قتلت إسرائيل شقيقين من أكاديمية الوحدة، محمد وسامي أبو عيسى، وكانا يبلغان من العمر ست وأربع سنوات.

وفي مارس/آذار الماضي، قُتل محمد بركات، أول لاعب في غزة يسجل مائة هدف احترافي، في منزله.

ولم يسلم حتى المديرون من الهجمات، حيث قُتل المدير الشاب الواعد في غزة يوسف الحيلة في هجوم على مخيم المغازي للاجئين في أبريل/نيسان الماضي.

وبالإضافة إلى ذلك، قتلت إسرائيل 33 عضواً من الكشافة الفلسطينية و69 رياضياً أولمبياً، بما في ذلك الرياضي الأولمبي الأسطوري ماجد أبو مراحيل، أول رياضي أولمبي من غزة.

في الأسبوع الماضي، غادر الفريق الأولمبي الفلسطيني المكون من ثمانية أفراد رام الله للمشاركة في الألعاب الأوليمبية في باريس. ولكن الرياضيين الأولمبيين من غزة إما تُرِكوا وراءهم، أو أصيبوا بصدمة شديدة تمنعهم من المشاركة، أو قُتلوا أو أصيبوا بجروح. وجميعهم دُفِنت أحلامهم تحت الأنقاض.

لقد كان من الواضح أن رؤية الرياضيين الإسرائيليين، الذين وقع بعضهم على شعارات “قنابل من أجل غزة”، وهم يضحكون ويمزحون في الألعاب الأوليمبية لم يكن إلا سبباً في تفاقم جراحنا. واليوم، بينما تخرج إسرائيل إلى حفل افتتاح الألعاب الأوليمبية في باريس، بات من الواضح أن المجتمع الرياضي الدولي، بعيداً عن التوحد والوقوف معاً ضد الظلم، قد انكشف باعتباره مجتمعاً منافقاً متواطئاً يقف إلى جانب الظالمين وليس المظلومين.

ولا يقتصر الأمر على الألعاب الأوليمبية، فقد سئمت من المعايير المزدوجة التي تنتهجها الفيفا. فبعد غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022، سارعت اللجنة الأوليمبية والفيفا إلى فرض عقوبات على روسيا وحظرها من المشاركة في جميع الأنشطة الرياضية. ومع ذلك، تظل الفيفا صامتة، أو يتم إسكاتها، في إدانة الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في غزة.

في الأسبوع الماضي، تأخرت الفيفا مرة أخرى في فرض عقوبات على كرة القدم الإسرائيلية. ولا شك أن هذا التأجيل من شأنه أن يشجع إسرائيل على الاستمرار في التصرف دون عواقب. وهذا يعني أن إسرائيل سوف تدمر المزيد من المنشآت الرياضية، وتقتل المزيد من الرياضيين، وتعزز هدفها المتمثل في تدمير الرياضة في غزة.

إن كل يوم يسمح فيه لإسرائيل بالمشاركة في البطولات الدولية يشكل تذكيراً جديداً لأهل غزة بأننا قد تخلوا عنا. وإلى أن يتخذ المجتمع الرياضي موقفاً ويقول “كفى” ويرفض استضافة إسرائيل، فإنني، إلى جانب زملائي من مشجعي غزة، سوف أدير ظهورنا للاتحاد الدولي لكرة القدم والألعاب الأوليمبية.

أبو بكر عابد هو صحفي وكاتب ومترجم فلسطيني من مخيم دير البلح للاجئين في غزة، مهتم بالرياضة واللغات.

تابعوه على تويتر/X: @AbubakerAbedW وLinkedin

هل لديك أسئلة أو تعليقات؟ راسلنا على البريد الإلكتروني: editorial-english@newarab.com

الآراء الواردة في هذه المقالة تظل آراء كاتبها ولا تعكس بالضرورة آراء العربي الجديد أو هيئته التحريرية أو العاملين فيه.

[ad_2]

المصدر