[ad_1]
تستعد الحكومة العراقية والأوساط السياسية والعامة لتصعيد محتمل من جانب الفصائل المسلحة الموالية لإيران ضد الأهداف والمصالح الأمريكية في العراق. (جيتي)
ورغم إدانة كبار المسؤولين في إقليم كردستان العراق لقتل إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، فإن الإقليم في حالة تأهب قصوى، خوفا من هجمات انتقامية من إيران أو الميليشيات المدعومة من إيران. وتركز المخاوف على الضربات المحتملة على قاعدة حرير الجوية، التي تستضيف مستشارين أمريكيين، أو أهداف تزعم طهران أنها “أوكار تجسس إسرائيلية”.
اغتيل هنية في العاصمة الإيرانية في وقت متأخر من يوم الأربعاء، وهو الهجوم الذي أثار مخاوف من اندلاع صراع مباشر بين طهران وإسرائيل. كما هددت الميليشيات العراقية المدعومة من إيران باستهداف القواعد والمصالح الأمريكية في العراق بعد عملية القتل.
وقال رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني في بيان اليوم الأربعاء “إننا ندين استهداف إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي كان ضيفا في طهران، وننظر إلى هذا التطور الخطير بقلق عميق”، وأضاف “إن المزيد من التصعيد في التوترات من شأنه أن يعرض السلام والاستقرار في المنطقة بأكملها للخطر وقد تكون له عواقب بعيدة المدى وأكثر خطورة”.
أعرب رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني عن هذا الرأي في منشور على منصة X في وقت مبكر من صباح يوم الخميس. وكتب: “أدين مقتل إسماعيل هنية وأدين أي محاولة استفزازية لزعزعة استقرار المنطقة. وأحث جميع الأطراف على تهدئة التوترات الأخيرة والانخراط في حوار جاد لاستعادة الاستقرار الإقليمي. لا يمكن للمنطقة أن تتحمل المزيد من عدم اليقين”.
في وقت متأخر من يوم 15 يناير/كانون الثاني، أطلق الحرس الثوري الإسلامي وابلًا من الصواريخ الباليستية باتجاه أربيل، مدعيًا أنه أصاب “مقرًا للتجسس للنظام الصهيوني في شمال العراق” بالضربة، لكنه لم يقدم أي دليل. نفى المسؤولون العراقيون والأكراد مزاعم إيران. أسفرت الهجمات عن مقتل أربعة أشخاص، بينهم رجلا أعمال، وإصابة ستة آخرين.
قال السياسي العراقي السني الشيخ ثائر البياتي، الأمين العام لمجلس العشائر العربية ومؤسس جبهة الخلاص العراقية، لـ«العربي الجديد» عبر تطبيق مراسلة آمن، إن استهداف إقليم كردستان من قبل الميليشيات الموالية لإيران غير مستبعد.
وقال البياتي “لا نستبعد أن تقوم ميليشيات تابعة لإيران، سواء كتائب حزب الله أو غيرها من ميليشيات الحشد الشعبي، بأعمال خطيرة، سواء باستهداف دول المنطقة أو إقليم كردستان”، مضيفا “من المتوقع أن تتصاعد حدة الصراع، لكن هذا التصعيد سيستهدف المدنيين الأبرياء أو الأهداف الأميركية والإسرائيلية في المنطقة كلها”.
وانتقد الحكومة العراقية لفشلها في كبح جماح هذه الميليشيات، مؤكدا أن هذا القصور يشكل تهديدا وقد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار السياسي في العراق. وقال “نأمل ألا تكون هناك أعمال أخرى من الحماقة من قبل هذه الميليشيات لاستهداف إقليم كردستان. بدلا من ذلك، نأمل أن تتوقف عن جلب الدمار والكوارث إلى العراق بسبب علاقاتها الطائفية مع إيران، التي تريد إشعال الصراعات والحروب في المنطقة”.
وقال المحلل السياسي العراقي أحمد الأداد لوكالة أنباء تسنيم الدولية: “لا أتوقع استهداف أربيل بسبب التوترات الحالية بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني. ومع ذلك، أتوقع بعض العمليات الفريدة، والمختلفة عن العمليات السابقة، تستهدف القواعد الأمريكية في عين الأسد وفيكتوريا وأربيل. وقد يتزامن ذلك مع تصعيد الحكومة العراقية في بغداد لخطابها الدبلوماسي ضد واشنطن، والذي سيكون مجرد ستار دخاني ليس له تأثير حقيقي”.
وفي رد على التهديدات المتزايدة، طبقت السلطات العراقية إجراءات أمنية مشددة داخل قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار وقاعدة حرير في محافظة أربيل، اللتين تستضيفان قوات أميركية، بحسب مصادر عسكرية عراقية تحدثت لـ«العربي الجديد» الخميس. كما يجري اتخاذ إجراءات مماثلة حول المناطق القريبة من القاعدتين لمنع أي رد انتقامي على القصف الأميركي لقوات الحشد الشعبي في جرف الصخر بمحافظة بابل.
تتأهب الأوساط الحكومية والسياسية والشعبية العراقية لتصعيد محتمل من قبل الفصائل المسلحة الموالية لإيران ضد أهداف ومصالح أميركية في العراق والمنطقة، عقب غارة جوية أميركية، مساء الثلاثاء، استهدفت “كتائب حزب الله” العراقية في منطقة جرف الصخر جنوب بغداد.
وقالت مصادر في الجيش العراقي لمراسل العربي الجديد في بغداد محمد عماد، الخميس، إن “القوات الأميركية المتواجدة في قاعدة عين الأسد اتخذت إجراءات أمنية احترازية مشددة خوفاً من استهداف القاعدة في أي لحظة من قبل تلك الفصائل، ومنها نشر طائرات مسيرة فوق القاعدة والمناطق القريبة منها لرصد أي تحركات لجماعات مسلحة قد تخطط لمهاجمة القاعدة بطائرات مسيرة أو صواريخ”.
وأضافت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن “القوات العراقية نفذت أيضا إجراءات أمنية وفق توجيهات عليا في المناطق القريبة من القاعدة، والتي غالبا ما تكون نقاط انطلاق للطائرات المسيرة والصواريخ”.
وأكدت المصادر ذاتها أن إجراءات مماثلة تتخذ في محيط قاعدة حرير بأربيل تحسباً لأي هجمات محتملة خلال الساعات المقبلة.
ومن المتوقع أن يفرض التصعيد الأميركي الإسرائيلي ديناميكية جديدة في الشرق الأوسط، ومن المرجح أن يكون العراق من أوائل الدول التي تشعر بتأثيراتها.
[ad_2]
المصدر