كتائب حزب الله تهدد السفير الأميركي بشأن قانون الأحوال الشخصية في العراق

كتائب حزب الله تهدد السفير الأميركي بشأن قانون الأحوال الشخصية في العراق

[ad_1]

وتصاعدت حدة التوتر عندما وجه أبو علي العسكري، وهو مسؤول أمني كبير في كتائب حزب الله، تهديدا مباشرا للسفير الأميركي في بغداد. (جيتي)

وجدت السفيرة الأميركية لدى العراق، ألينا رومانوسكي، نفسها في قلب عاصفة سياسية في أعقاب التعليقات الانتقادية التي أدلت بها بشأن محاولات البرلمان العراقي تعديل قانون الأحوال الشخصية في البلاد.

وقد أثارت التعديلات المقترحة على القانون رقم 188 لسنة 1959 جدلاً عاماً حاداً، مع إثارة مخاوف كبيرة بشأن تأثيرها المحتمل على حقوق المرأة في البلاد.

في الرابع من أغسطس/آب، عقد البرلمان العراقي القراءة الأولى لمشروع قانون يهدف إلى مراجعة قانون الأحوال الشخصية. ويخشى المنتقدون أن تؤدي التعديلات إلى تعزيز سلطة السلطات الدينية على المحاكم المدنية، مما قد يؤدي إلى إضفاء الشرعية على زواج الأطفال الإناث وتراجع الحقوق الأساسية للمرأة.

وأثارت التغييرات المقترحة احتجاجات من جانب منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العراق، في حين تعهدت الكتل الشيعية المدعومة من إيران، والتي تمتلك الأغلبية في الهيئة التشريعية، بدفع مشروع القانون إلى القانون.

وفي منشور حديث على موقع X، المعروف سابقًا باسم تويتر، شارك السفير رومانوفسكي ترجمة لبيان من فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أعرب فيه عن قلقه بشأن التعديلات المقترحة. وجاء في المنشور: “نحن قلقون بشأن التعديلات المقترحة على قانون الأحوال الشخصية العراقي والتي قد تقوض حقوق المرأة والطفل. ونحث العراقيين على الانخراط في حوار مدني مع الاحترام الكامل لحرية الدين أو المعتقد وحقوق المرأة والطفل”.

لكن هذا التدخل أدى إلى رد فعل عنيف من جانب المشرعين داخل إطار التنسيق الحاكم في العراق، وهو تحالف من الكتل الشيعية الموالية لإيران في البرلمان.

وصعد النائب حسن سليم عن كتلة صادقون عن محافظة بغداد إلى منصة إكس لتوبيخ السفيرة الأميركية، وحثها على الصمت، مؤكداً أن القانون شأن عراقي داخلي. واتهم سليم أيضاً رومانوسكي بغض الطرف عن الفظائع في غزة، حيث يزعم أن الأطفال والنساء يُقتلون.

وتصاعد الموقف أكثر عندما وجه أبو علي العسكري، وهو مسؤول أمني كبير في كتائب حزب الله، تهديدا مباشرا للسفير.

وقال العسكري في برنامجه على قناة إكس في وقت متأخر من يوم الأربعاء: “إذا لم تقم الحكومة العراقية بمعاقبة السفيرة الأميركية الشريرة في بغداد فإننا سنعاقبها بطرق أخرى”. واتهم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بالتواطؤ فيما وصفه بـ “حرب الإبادة الجماعية التي تنفذها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني”.

تسببت الحرب الإسرائيلية على غزة في مقتل 40223 شخصا على الأقل بشكل مباشر وإصابة 92981 آخرين منذ أكتوبر/تشرين الأول، وفقا لأرقام وزارة الصحة في غزة.

وانتقد العسكري السفير البريطاني في العراق ستيفن هيكي، قائلاً إنه لا يزال “غير مرحب به في بغداد”. كما ألمح إلى إمكانية استئناف كتائب حزب الله الهجمات العسكرية على القوات الأميركية في العراق، مشيراً إلى أن توقفها الحالي عن العمليات “يخضع لتوازنات محددة في هذه المرحلة”.

وفي خضم التوترات السياسية، أعربت أمل كباشي، المدافعة البارزة عن حقوق المرأة، عن مخاوفها العميقة بشأن التعديلات المقترحة. وفي حديثها لصحيفة “العربي الجديد”، حذرت كباشي مؤخرًا من أن هذه التغييرات قد تقوض مبدأ المساواة المنصوص عليه في المادة 14 من دستور العراق، مما قد يؤدي إلى نظام قضائي محفوف بالطائفية ويهدد الوحدة المجتمعية والأسرية.

وسلط كباشي الضوء أيضاً على خطر أن تؤدي هذه التعديلات إلى تآكل الحماية المقدمة للمرأة في حالات الطلاق القسري، ونزاعات الحضانة، وغيرها من مسائل الأحوال الشخصية التي تحميها التشريعات الحالية حالياً.

وأشارت إلى أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو إمكانية السماح لرجال الدين الشيعة والسنة بإتمام عقود الزواج خارج النظام القضائي التقليدي، وهو ما يثير تساؤلات أخلاقية وقانونية خطيرة حول السن المسموح به لزواج الفتيات.

وحذر كباشي من أن “هذه التعديلات إذا تم تمريرها، فإنها لن تسمح فقط بزواج الأطفال، بل وربما تعمل على تطبيعه، حتى لو كان عمر الطفلة تسع سنوات. وعلاوة على ذلك، فإنها قد تسمح قانونيا بأشكال مختلفة من الزواج غير المعترف بها حاليا في القانون العراقي، مثل زواج المتعة وزواج المسيار”.

ولا يزال الجدل مستمرا في الوقت الذي تسعى فيه العراق إلى التعامل مع العواقب المحتملة لهذه التغييرات القانونية، سواء على المستوى المحلي أو على الساحة الدولية.

[ad_2]

المصدر