فلسطينيون يشككون في جدية حماس وفتح بشأن اتفاق بكين

فلسطينيون يشككون في جدية حماس وفتح بشأن اتفاق بكين

[ad_1]

اتفاق بكين هو الاتفاق التاسع بين الفصائل الفلسطينية المتنازعة، والذي تم التوصل إليه وتوقيعه على مدى السنوات الثماني عشرة الماضية، والتي انهارت جميعها في نهاية المطاف. (جيتي)

بعد عشرة أشهر من الحرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة، وقعت حركتا فتح وحماس الفلسطينيتان اتفاقاً لإنهاء الانقسام تحت رعاية الصين في بكين يوم الثلاثاء. ولكن استناداً إلى التجارب السابقة، فإن أغلب الفلسطينيين لا يعتقدون أن الطرفين جادان.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، اتفقت الحركات السياسية الفلسطينية المتنافسة على العمل على تشكيل “حكومة انتقالية للمصالحة الوطنية” لحكم غزة بعد الحرب.

ومن المفترض أن تتحمل الحكومة الفلسطينية الجديدة مسؤولية توحيد كافة المؤسسات الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، وقطاع غزة المحاصر.

واتفقت حماس وفتح أيضا على “توحيد الجهود الوطنية لمواجهة العدوان ووقف حرب الإبادة” التي تنفذها إسرائيل ومستوطنوها “بدعم ومشاركة الولايات المتحدة الأميركية”.

وتضمن البيان الذي وقعته الفصائل فقرة تؤكد أن منظمة التحرير الفلسطينية هي “الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني”، كما رفض “كل أشكال الوصاية ومحاولات حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في تمثيل نفسه أو مصادرة قراره الوطني المستقل”.

وقال أبو مرزوق بعد لقائه وزير الخارجية الصيني والمبعوثين الآخرين “اليوم نوقع على اتفاقية الوحدة الوطنية، ونقول إن الطريق لاستكمال هذه المسيرة هو الوحدة الوطنية، ونحن ملتزمون بالوحدة الوطنية وندعو إليها”.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الذي استضاف المسؤول الكبير في حركة حماس موسى أبو مرزوق ومبعوث فتح محمود العالول ومبعوثين من 12 فصيلا فلسطينيا آخر، إنهم اتفقوا على تشكيل “حكومة انتقالية للمصالحة الوطنية” لحكم غزة بعد الحرب.

ودعا الوزير يي أيضا الدول الأخرى إلى تقديم الدعم للحكومة الفلسطينية التي ستنبثق عن هذا الاتفاق حتى تتمكن من “السيطرة بشكل فعال على غزة والضفة الغربية”.

اتفاق بكين هو الاتفاق التاسع بين الفصائل الفلسطينية المتنازعة، والذي تم التوصل إليه وتوقيعه على مدى الأعوام الثمانية عشر الماضية، والتي انهارت جميعها في نهاية المطاف.

الكثير من الشكوك

ويشكك عدد من المحللين السياسيين الفلسطينيين في نجاح اتفاق بكين، خاصة أنه يأتي في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة، ويفتقر إلى جدول زمني، وثغرات تسمح لأي من الفصيلين بالتهرب من الاتفاق بسهولة.

وفي مقابلات منفصلة مع صحيفة العربي الجديد، زعم محللون فلسطينيون أنه على الرغم من حاجة الفلسطينيين الملحة للمصالحة، فإن فتح وحماس لا تزالان متمسكتين بنقاط الخلاف بينهما (سواء كانت سياسية أو حتى أيديولوجية).

وقال مخيمر أبو سعدة، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في غزة، لوكالة أنباء تونس العربية: “للأسف، فإن اتفاق بكين محاط بالكثير من الغموض فيما يتعلق بموعد وكيفية تنفيذه على الأرض (…) بالنسبة للفلسطينيين في غزة، فإن اتفاق بكين مجرد ورقة أخرى تحاول كل من فتح وحماس التلاعب بها”.

وأضاف “على مدى 17 عاما من الانقسام الداخلي، ورغم كل الأسباب الوطنية والإنسانية التي كان ينبغي أن تشجع الطرفين على إنهاء الانقسام، إلا أن أيا منهما لم يقدم تنازلات حتى من أجل الوطن، ولا أعتقد أنهما (فتح وحماس) سيتنازلان عن غطرستهما السياسية من أجل القضية الفلسطينية”.

وأضاف أبو سعدة أن “إعلان بكين لا يحمل جديدا كغيره من الاتفاقات السابقة، فهو يأتي في إطار الآمال وليس ضمن خطة عملية حقيقية تضمن تنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية”.

من جانبه، يرى الخبير السياسي المقيم في غزة طلال عوكل أن الاتفاق شامل ويشتمل على كل القضايا والأسس الأساسية للحوار الفلسطيني، لكن الاختبار الحقيقي هو التنفيذ، مشيراً إلى تقارب مماثل في الجزائر العام الماضي تعثر بسبب عدم اتخاذ الأطراف أي إجراء.

وتابع أن الاتفاق الجديد يناقش قضايا غامضة و”لم يذكر شيئا من حيث الوقت والأدوات وآليات التنفيذ وترك الأمر لمفاوضات قد تمتد لسنوات وقد يتعطل التنفيذ بسبب التفاصيل”.

وأضاف أن “ما جاء في الإعلان الصيني هو دعوة متكررة ولم تحمل أي جديد فعلي وواعد للفلسطينيين”، مشيرا إلى أن “من بين القضايا التي تحتاج إلى توضيح أسس العلاقة الداخلية الفلسطينية وكيفية تعزيزها وإنهاء الانقسام الذي استمر لأكثر من 17 عاما رسميا”.

سيطرت حماس على قطاع غزة في عام 2007، بعد عام من فوزها بالانتخابات وفي أعقاب اشتباكات مع قوات الأمن الموالية للسلطة الفلسطينية. وقد سمح هذا القتال لحماس بحكم غزة، في حين يقتصر حكم السلطة الفلسطينية على الضفة الغربية المحتلة.

ويقول المحلل السياسي المقيم في غزة حسام الدجاني إن “انضمام حماس للسلطة الفلسطينية في إطار ما ورد في اتفاق بكين قد يمثل عقبة جديدة أمام أي اتفاقات مستقبلية، خاصة أن إسرائيل والولايات المتحدة لن تقبلا أن يكون لحماس أي دور في تقاسم السلطة، وهذا ما لن تتنازل عنه حماس بعد كل سنوات النضال والتضحية”.

وأضاف الدجاني أن “النظام السياسي الفلسطيني برمته بحاجة إلى إصلاح حقيقي يهدف في النهاية إلى إشراك الجميع في العملية الديمقراطية”.

وأشار إلى أن البنود الواردة في الاتفاق بشأن الاستعدادات للانتخابات العامة “لا يمكن تحقيقها” بسبب سياسات إسرائيل في الضفة الغربية وحربها في غزة.

الفلسطينيون في غزة سئموا من الوعود الكاذبة

وفي حديث لوكالة الأنباء الرسمية (تاس)، أبدى فلسطينيون في غزة مخاوفهم من خيبة أمل أخرى بشأن المصالحة، خاصة وأن الفصيلين يتبادلان الاتهامات واللوم بشأن حرب إسرائيل على غزة.

“الفصيلان في واقع واحد، والشعب في واقع آخر، وإسرائيل تجني المكاسب السياسية طيلة السنوات الماضية (…) وهذه المرة أيضا لا نتوقع لها النجاح”، هذا ما قاله أحد الفلسطينيين في غزة لوكالة الأنباء الوطنية.

أعرب المواطن الفلسطيني في غزة راضي العشي عن مخاوفه من أن تبدأ “الحرب الحقيقية” بين فتح وحماس خلال مرحلة ما بعد الحرب في غزة.

وأضاف “على مدى الأشهر العشرة الماضية، لم ينجح كل هذا الدمار في ردم الهوة بين الجانبين، فكيف نتوقع من هذين الفصيلين العنيدين والمتصارعين أن ينفذا اتفاقا يحتوي على الكثير من الغموض وعدم الوضوح؟”.

وأعربت إيمان أسعد، وهي امرأة فلسطينية تعيش في دير البلح، عن مشاعر مماثلة لـTNA.

وقالت إيمان التي فقدت منزلها وثلاثة من أشقائها: “لولا الفساد السياسي والمالي لحركة فتح، لما انتخب الناس حماس، ولولا الفساد السياسي لحماس، لما أشعلت هذه الحرب وسمحت لإسرائيل بارتكاب هذه الجرائم”.

وترى إيمان أن فتح وحماس لن تغيرا نهجهما ولن توافقا على إنهاء الانقسام، حتى وإن كانت بينهما بعض المصالح المشتركة.

وهي تأمل في نهاية المطاف أن تحكم حكومة فلسطينية مستقلة قطاع غزة، لا تشارك فيها فتح ولا حماس.

[ad_2]

المصدر