فلسطينيون يخشون أن يكون الهجوم الإسرائيلي على لبنان بمثابة غطاء لمجازر في غزة

فلسطينيون يخشون أن يكون الهجوم الإسرائيلي على لبنان بمثابة غطاء لمجازر في غزة

[ad_1]

“ما دامت إسرائيل تهاجم لبنان، فلن تسمح لنا بالعودة إلى بيوتنا ومناطقنا. سنبقى نازحين بلا مأوى لفترة طويلة”، تقول امرأة فلسطينية نازحة. (غيتي)

ويخشى الفلسطينيون في غزة بشدة من أن تؤدي تركيز العالم على الهجمات الإسرائيلية المكثفة على لبنان إلى وقوع المزيد من المجازر على يد إسرائيل في القطاع الساحلي المحاصر.

شن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، سلسلة من الهجمات العشوائية على المناطق الجنوبية والشرقية في لبنان، ما أسفر عن مقتل أكثر من 500 شخص وإصابة مئات آخرين، في أكبر كمية من القتلى لم يشهدها لبنان منذ عقود. ورد مقاتلو حزب الله على هذه الهجمات بوابل مكثف من الصواريخ، وصل بعضها إلى عمق وسط إسرائيل.

وحتى الآن، قُتل أكثر من 620 لبنانياً، من بينهم نساء وأطفال وصحافيون وموظفون في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وموظفون طبيون، جراء الهجمات الإسرائيلية، كما أصيب أكثر من ألفي شخص آخرين، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية.

وإلى جانب القصف الجوي الواسع النطاق، أفادت التقارير أن الجيش الإسرائيلي يقوم أيضاً بتحريك قوات برية، بما في ذلك الدبابات والمركبات العسكرية، من قطاع غزة إلى الحدود الشمالية.

وأعرب سمير السعدي، وهو أب لثلاثة أطفال يبلغ من العمر 60 عاماً وتعرض للنزوح المتكرر، عن مخاوفه من أن الهجوم الإسرائيلي على لبنان سوف يؤدي إلى تعميق غياب الاهتمام الدولي بوقف الحرب الإسرائيلية المدمرة المستمرة منذ ما يقرب من عام.

وقال الرجل المسن لـ«العربي الجديد»: «أشعر بالأسف الشديد على إخواننا وأخواتنا في لبنان، ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لارتكاب المزيد من المجازر في لبنان وغزة، وأخشى أن تكون الأحداث الأخيرة في لبنان قد ألقت بظلالها على الأوضاع المعيشية المزرية في غزة وجهود التفاوض على وقف إطلاق النار».

وأضاف أن “الأحداث في قطاع غزة أصبحت قضية ثانوية بالنسبة لوسائل الإعلام المختلفة، لقد تم نسياننا تماما (…) لا يوجد أي خبر عنا في وسائل الإعلام أو عن مفاوضات وقف إطلاق النار”.

النزوح الأبدي

من جانبه، قال النازح الفلسطيني عنان الجاروشة: “نخشى أن يتحول بؤسنا إلى بؤس دائم، وأن لا يتمكنوا من العودة إلى منازلهم مرة أخرى مع اقتراب الحرب من عامها الأول”.

وقال الأب البالغ من العمر 46 عاما لسبعة أطفال “نتطلع إلى العودة إلى منازلنا بمجرد توصل حماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل. والآن أشك في أن هذا سيحدث قريبا”.

تحذر المنظمات الفلسطينية والدولية من أن 90% من سكان غزة أصبحوا الآن بلا مأوى بسبب تهجيرهم القسري وتدمير منازلهم على يد إسرائيل. ويعيش مئات الآلاف من الناس في مخيمات غير صحية، ويكافحون من أجل الحصول على الغذاء والمياه النظيفة.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في بيان لها، إن العديد من العائلات تبحث عن مأوى في مدارس الأونروا المكتظة والتي تعرض بعضها للقصف مراراً وتكراراً، مؤكدة أنه لا يوجد مكان آمن في غزة مع تدهور الظروف المعيشية.

وقالت شيرين أحمد، وهي امرأة فلسطينية نازحة من مخيم النصيرات للاجئين، إنها تتطلع أيضاً إلى العودة إلى مدينة غزة، حتى لو تم تدمير منزلها.

وأضافت المرأة “ما دامت إسرائيل تعتدي على لبنان فإنها لن تسمح لنا بالعودة إلى بيوتنا ومناطقنا، وسنبقى نازحين بلا مأوى لفترة طويلة”.

“نتمنى أن ينتهي العالم من الحرب في قطاع غزة ولبنان (…) ما ذنب الأطفال الفلسطينيين واللبنانيين حتى يُقتلوا بقنابل أميركية إسرائيلية؟”، تقول دلال الحاج علي، وهي نازحة من دير البلح، بمرارة.

التأثير السلبي على المفاوضات بين حماس وإسرائيل

مع اندلاع التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل، أفادت تقارير أن الجيش الإسرائيلي يقلص تواجده العسكري في غزة وينقل وحدات رئيسية إلى حدوده الشمالية مع لبنان.

ورغم ذلك، لا يزال آلاف الجنود الإسرائيليين منتشرين على الأطراف الشرقية لقطاع غزة والمحور الرئيسي في وسط القطاع، مما يمنع النازحين الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم، فضلاً عن أن الطائرات والمدفعية الإسرائيلية تنفذ هجمات متواصلة على كافة أنحاء قطاع غزة.

وتقود مصر والولايات المتحدة وقطر حاليا جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة. ومع ذلك، يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إبقاء القوات الإسرائيلية في ممر فيلادلفيا، على الرغم من رفض مصر وحماس.

يقول الخبير السياسي الفلسطيني المقيم في رام الله عبد المجيد سويلم: “للأسف لا يمكن التنبؤ بمصير المفاوضات بين حماس وإسرائيل في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي في لبنان والذي قد يستمر لفترة طويلة”.

وأضاف السويلم في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية “أن من يتابع سلوك نتنياهو في عملية التفاوض يدرك أنه يريد كسب المزيد من الوقت، واستمرار الحرب على غزة، وتحقيق آماله بوصول ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل، انطلاقا من اعتقاد نتنياهو أن ذلك سيعطيه الفرصة لتحقيق ما يسمى “النصر المطلق”.

ورأى السويلم أن نتنياهو يعمل على توسيع نطاق الحرب من غزة إلى لبنان ليتمكن من إفشال أي صفقة شاملة مع الفلسطينيين في قطاع غزة ومنع فصائل المقاومة من تحقيق أي نصر على الأرض.

من جانبه، يرى الخبير السياسي الفلسطيني المقيم في غزة حسام الدجاني أن الهجوم الإسرائيلي على لبنان من شأنه أن يدمر المفاوضات مع غزة.

لكن الدجاني رأى أن “تداعيات الحرب الشاملة قد تكون إيجابية على قطاع غزة، خاصة في ظل إصرار حزب الله على وقف الحرب في غزة ضمن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل”.

[ad_2]

المصدر