[ad_1]
طلاب فلسطينيون لم يتمكنوا من اجتياز امتحان القبول الجامعي (التوجيهي) بسبب الهجمات الإسرائيلية، نظموا مظاهرة في مدينة غزة، غزة في 22 يونيو 2024. (جيتي)
منذ نكبة عام 1948، كان نهاية شهر يوليو/تموز يمثل لحظة صغيرة ولكنها مهمة للاحتفال في غزة. فهو الوقت الذي تُنشر فيه نتائج امتحانات طلاب المدارس الثانوية، وبالنسبة للعديد منهم، تبدأ رحلتهم نحو الحياة البالغة. ولكن هذا العام، مع الحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة، لم يعد هناك أي فرح في الجيب الساحلي المحاصر.
رغم عدم تمكنه من تقديم امتحانات الثانوية العامة، استمع الفلسطيني براء وادي من مدينة غزة إلى المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة التربية والتعليم عبر الإذاعة.
«في هذا اليوم كان من المفترض أن أنتظر نتائج الثانوية العامة مثل بقية زملائي في الضفة الغربية (…) ولكن إسرائيل قتلت فرحتنا بكل شيء في الحياة، وليس فقط الأوقات المهمة مثل هذه بالنسبة لنا»، يقول وادي لـ«العربي الجديد»، بصوت ملؤه الندم.
قبل الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة، كانت وفاء تحلم بالتخرج من المدرسة الثانوية والالتحاق بإحدى الجامعات الفلسطينية لبدء رحلتها نحو حلمها بأن تصبح مهندسة معمارية.
“كنت أخطط دائما لتحقيق أهدافي المستقبلية وأن أكون مواطنا صالحا لمجتمعي وأساهم في بناء المنتجعات والمنازل وترميم المواقع الأثرية (…) للأسف كل شيء انتهى، لم يعد هناك منازل أو مساجد أو معالم أثرية قد أساهم يوما ما في ترميمها”، تقول الشابة البالغة من العمر 19 عاما.
خيم الحزن على سميرة الغولة، وهي امرأة فلسطينية مسنة من حي الشجاعية شرق مدينة غزة. فقد قُتل ابنا سميرة التوأم محمد وعبد الرحمن، اللذان كان من المفترض أن يؤديا امتحانات الثانوية العامة وينتظران نتائجهما بفارغ الصبر، في غارة جوية إسرائيلية أسفرت أيضًا عن مقتل ثلاثة أطفال آخرين في يناير/كانون الثاني.
وأضافت أن “محمد كان يحلم بأن يصبح جراحاً، في حين كان عبد الرحمن يحلم بأن يصبح مدرساً للفيزياء (…) واليوم أصبح كلاهما في الجنة”.
وأضافت أن “إسرائيل تعمدت قتل الجميع، وخاصة الطلبة والمعلمين وطلبة الجامعات والأكاديميين، لإنهاء كل مناحي الحياة في قطاع غزة”.
لم يحدث منذ عام 1948
هناك ما لا يقل عن 39 ألف طالب وطالبة من طلاب المرحلة الثانوية في قطاع غزة لم يتمكنوا من أداء امتحانات الثانوية العامة هذا العام. ومن بين هؤلاء، قتلت إسرائيل 10 آلاف طالب وطالبة، بالإضافة إلى 400 معلم، بحسب أمجد برهم، وزير التربية والتعليم الفلسطيني.
وقال برهوم خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، إن “الكتب تناثرت تحت الأنقاض أو أحرقت بدلا من الغاز، فيما تم قصف بعض المدارس وتحويل أخرى إلى ملاجئ”.
وأشار برهام إلى أن 625 ألف طالب وطالبة على الأقل لم يتمكنوا من إكمال عامهم الدراسي في غزة بعد أن دمرت إسرائيل أكثر من 430 مدرسة وجامعة، وتقدر التكلفة الإجمالية للأضرار بنحو 341 مليون دولار.
ويعد تعليق امتحانات الثانوية العامة هذا العام هو المرة الأولى منذ نكبة عام 1948، عندما قامت الميليشيات الصهيونية بتطهير فلسطين عرقيا وإقامة دولة فيها في مايو/أيار من ذلك العام.
منذ شن الحرب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ألقت القوات الإسرائيلية أكثر من 80 ألف طن من المتفجرات على غزة ـ وهي منطقة جغرافية لا تتجاوز مساحتها 360 كيلومترا مربعا. وقد دمرت 150 ألف وحدة سكنية في غزة بالكامل، ودمرت جزئيا أكثر من 200 ألف وحدة، فضلا عن إخراج 34 مستشفى عن الخدمة، وفقا لمكتب الإعلام الحكومي الفلسطيني.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، قتلت القوات الإسرائيلية حتى الآن 39324 فلسطينيا على الأقل، بينهم أكثر من 16 ألف طفل ونحو 11 ألف امرأة. كما أصيب 90830 فلسطينيا على الأقل برصاص الجيش الإسرائيلي، فيما لا يزال الآلاف تحت الأنقاض وعلى الطرق، حيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
[ad_2]
المصدر