[ad_1]
وحث الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فايي مؤخرا أوروبا على بذل المزيد من الجهود لمحاربة التمرد في منطقة الساحل، وهي المنطقة التي تدهورت بالفعل بعد سنوات من الصراع والتدخل الأجنبي.
ودعا فاي إلى هذه الدعوة خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في 29 أغسطس/آب، في ختام زيارة الأخير إلى غرب أفريقيا.
وأكد أن “أفريقيا وأوروبا لهما مصير أمني مترابط”، مؤكداً بذلك على الحاجة إلى تعزيز التعاون. ومع ذلك، فإن هذا الطلب يثير تساؤلات حول مدى أهمية المشاركة الأوروبية، وخاصة في ضوء التاريخ الحديث لأوروبا وحلف شمال الأطلسي في المنطقة.
في الواقع، قد يتذكر القراء أن تدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا في عام 2011 أدى إلى زعزعة الاستقرار بشكل عميق في منطقة الساحل، مما أدى إلى تأجيج الإرهاب.
لكن ممثل مالي في الأمم المتحدة سلط الضوء على كيف أن الأسلحة الغربية، التي كانت مخصصة في البداية لأوكرانيا، تنتهي إلى تغذية الإرهاب في منطقة الساحل، بحسب التقارير. وأبلغ عيسى كونفورو مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بهذا الوضع، مطالبا الدول الغربية باتخاذ تدابير لمنع وصول هذه الأسلحة إلى أيدي الجماعات الإرهابية.
ويسلط هذا الوضع الضوء على نقاش بالغ الأهمية: مدى فعالية التدخلات الخارجية في الصراعات الأفريقية وتداعياتها.
في دعوته أوروبا للتدخل، يبدو أن باسيرو ديوماي فايي يتجاهل أو يقلل من أهمية الانتقادات والعواقب السابقة للتدخلات الأجنبية، والتي غالبًا ما تركت المناطق أكثر اضطرابًا وسلحت نفس القوى التي تدعي أنها تقاتل ضدها، بحسب محللين أمنيين.
إن المشاركة الأوروبية قد لا تفتح الباب أمام موجة جديدة من عدم الاستقرار فحسب، بل قد تؤدي أيضاً إلى التبعية الأمنية التي قد تعرض سيادة الدول الأفريقية للخطر. وتثير هذه الدعوة الشكوك حول ما إذا كانت طلباً صادقاً للمساعدة أم أنها استراتيجية لتعزيز التحالفات السياسية والاقتصادية مع أوروبا، على حساب الاستقلال والاستقرار الإقليمي.
[ad_2]
المصدر