[ad_1]
وزادت العملية من الشكوك بشأن مفاوضات الحكومة العراقية مع واشنطن بشأن انسحاب التحالف الدولي. (غيتي)
أشعلت عملية عسكرية مشتركة نفذتها قوات عراقية وأمريكية الخميس الماضي ضد تنظيم داعش في صحراء الأنبار غربي العراق جدالات سياسية حادة بين مختلف الفصائل العراقية. وأثارت العملية، التي أسفرت عن مقتل 14 مسلحا من داعش، بينهم قيادات بارزة، مخاوف بشأن دور القوات الأمريكية في العراق، التي تقتصر مهامها رسميا على تقديم المشورة والتدريب.
وأعلن الجيش العراقي، بالتنسيق مع أجهزة الاستخبارات، أن العملية كانت “نجاحا استراتيجيا”، مشيرا إلى التعاون مع قوات التحالف الدولي.
وبحسب شبكة “إيه بي سي نيوز”، أصيب خمسة أفراد أمريكيين أثناء العملية، وتطلب أحدهم الإخلاء لتلقي المزيد من العلاج. كما أصيب اثنان آخران نتيجة السقوط، وتم إخلاء واحد لتلقي الرعاية اللاحقة. وأفادت التقارير أن جميع المصابين في حالة مستقرة.
ولم تؤكد القيادة المركزية الأميركية هذه الإصابات، وذكرت أن 15 مسلحا من داعش قتلوا في الغارة. ولم تحدد أنواع القوات الأميركية المشاركة.
وقال غياث سورجي، القيادي البارز في الاتحاد الوطني الكردستاني، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن الولايات المتحدة تحتفظ بعدد محدود من القوات القتالية في العراق لحماية سفارتها ومصالحها في المقام الأول.
وأضاف أنه على الرغم من أن هذه القوات ليست مجهزة لمواجهة التهديدات واسعة النطاق، فإن دعمها يظل حاسما لقوات الأمن العراقية، التي لا تزال بحاجة إلى الأسلحة الحديثة والتكنولوجيا والقدرات الاستخباراتية التي يوفرها التحالف.
وحذر سورتشي من أن الانسحاب الأميركي الكامل قد يجعل العراق عرضة لعودة داعش، وهو ما قد يكون أكبر من التهديد الذي واجهته البلاد في عام 2004 عندما استولى داعش على مناطق كبيرة في العراق. وأشار إلى أن دعوات بعض الساسة العراقيين للانسحاب الأميركي ترجع إلى اعتبارات سياسية وانتخابية.
في المقابل، أبدى علي البنداوي، عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية العراقية، دهشته من التدخل الأميركي، متسائلاً عن توقيت الإعلان عن الخسائر الأميركية. وقال لمراسلي العربي الجديد في بغداد محمد عماد وصفاء الكبيسي، إن الولايات المتحدة ربما تستغل الموقف للتأكيد على استمرار اعتماد العراق على دعم التحالف الدولي، الأمر الذي قد يؤثر على المفاوضات الرامية إلى انسحاب القوات الأجنبية.
وأكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني باستمرار أن القوات الأميركية في العراق لا تشارك في أدوار قتالية، بل هي موجودة فقط بصفة استشارية وتدريبية.
وأكد السوداني، الأحد، خلال لقائه قائد قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش في العراق الجنرال كيفن ليهي، أن بقايا داعش لم تعد تشكل خطراً كبيراً على العراق.
وبحسب بيان لمكتب رئيس الوزراء، فقد تطرقت المناقشات خلال اللقاء أيضا إلى مستقبل دعم التحالف، والانتقال من مهمة قتالية إلى إطار العلاقات الثنائية بين العراق ودول التحالف.
عدم الوضوح بشأن دور القوات الأميركية
ولم يوضح الجيش العراقي بعد ضرورة مشاركة الولايات المتحدة في هذه العملية المحددة أو يوضح الدور الدقيق الذي تلعبه القوات الأميركية. ويتناقض هذا الغموض مع تصريحات المسؤولين العراقيين، بما في ذلك السوداني، الذين أكدوا أن القوات العراقية لا تحتاج إلى دعم عسكري أجنبي يتجاوز الأدوار الاستشارية والتدريبية.
وقال مصدر عسكري لـ«العربي الجديد» إن القوات العراقية طلبت الدعم الأميركي لشن هجوم جوي في منطقة وعرة في الأنبار، وتحديداً في منطقة الحازمي شرقي وادي الغظف، قرب الحدود السورية والأردنية. وأوضح المصدر أن صعوبة التضاريس وارتفاع مخاطر استهداف قيادات داعش الرئيسية يبرران طلب المساعدة الأميركية.
وتساءل الفتلاوي، أحد قيادات الهيئة التنسيقية العراقية الحاكمة، عن ضرورة التدخل العسكري الأميركي، خاصة وأن العمليات السابقة كانت تتم من دون مساعدة خارجية. وأشار إلى أن توقيت هذه العملية المشتركة ربما يكون مقصوداً لتعطيل المفاوضات التي تركز على إنهاء وجود التحالف الدولي في العراق.
وزادت العملية من الشكوك بشأن مفاوضات الحكومة العراقية مع واشنطن بشأن انسحاب التحالف الدولي، إذ أشارت تصريحات متضاربة من مسؤولين عراقيين إلى احتمال تأخير انسحاب القوات، في أعقاب الهجمات الأخيرة على قاعدة عين الأسد التي تستضيف جنوداً أميركيين.
ولم تقدم الحكومة حتى الآن جدولاً زمنياً واضحاً للانسحاب أو ما إذا كانت المحادثات ستستمر، مما يساهم في حالة عدم اليقين والتوتر داخل المشهد السياسي العراقي.
[ad_2]
المصدر