عمال النفط العراقيون في البصرة يحتجون على قرار الحكومة بتمويل مشاريعهم

عمال النفط العراقيون في البصرة يحتجون على قرار الحكومة بتمويل مشاريعهم

[ad_1]

وتؤكد الاحتجاجات في البصرة على عمق الخلاف بين عمال النفط في العراق والحكومة. (جيتي)

أغلق آلاف العاملين في قطاع النفط في البصرة بالعراق مواقع نفطية رئيسية، أمس الأحد، احتجاجا على قرار حكومي بتحويل نموذج تمويل شركات النفط المملوكة للدولة من التمويل الذاتي إلى نظام مركزي يزيد حصة الدولة من إيراداتها.

وتأتي المظاهرات ردا على التغيرات السياسية التي يخشى العمال أن تؤدي إلى خصخصة شركات النفط والغاز، وتقليص الحوافز، وقد تتسبب في عدم الاستقرار المالي في قطاع النفط الحيوي في العراق.

وشهدت الاحتجاجات، التي بدأت في وقت مبكر من الصباح، قيام المتظاهرين بإغلاق العديد من المواقع النفطية الرئيسية، بما في ذلك الرميلة الشمالية والجنوبية، والبرجسية، وموقع المكينة. وتسلط اللقطات التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي والتقارير الواردة من منافذ الأخبار المحلية الضوء على حجم عمليات الإغلاق، والتي تمثل تصعيدًا كبيرًا في النزاع المستمر بين الحكومة العراقية والقوى العاملة في قطاع النفط.

وأدانت النقابة العامة لعمال النفط والغاز في العراق بشدة قرار الحكومة ووصفته بأنه “متهور” ويضر بمستقبل صناعة النفط في العراق. وفي بيان صدر في الثاني والعشرين من أغسطس/آب، دعت النقابة إلى التراجع الفوري عن هذه السياسة وحثت لجنة النفط والغاز البرلمانية، فضلاً عن وزارة النفط، على التدخل.

وحثوا أيضًا جميع العاملين في قطاع النفط والغاز على الانضمام إلى الاحتجاجات، مؤكدين أن المظاهرات ستستمر حتى تتم معالجة مخاوفهم.

وقال مهندس نفط يعمل في إحدى شركات النفط العامة، لـ«العربي الجديد»، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الحوافز مهمة بسبب المخاطر الصحية والسلامة المتأصلة في صناعة النفط والغاز. وأشار المهندس إلى أن قرار الحكومة ربما يكون مدفوعًا بضغوط مالية أو تأثيرات خارجية من شركات نفطية أخرى، وحذر من أن الاحتجاجات قد تنتشر إلى محافظات أخرى منتجة للنفط مع تنامي السخط الاقتصادي.

توضيحات حكومية

وردًا على الاحتجاجات، أصدرت الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي توضيحًا في 21 أغسطس/آب، ذكرت فيه أن بعض التفسيرات للإصلاحات الاقتصادية التي تبنتها الحكومة مضللة. وأوضحت الحكومة أنه لا توجد خطط لتحويل الشركات الممولة ذاتيًا إلى نموذج تمويل مركزي. وأكدت أن الشركات العامة كانت دائمًا خاضعة لقانون الشركات العامة (رقم 22 لسنة 1997)، وأن أي تغيير يتطلب تشريعًا جديدًا من البرلمان.

وأوضحت الحكومة أن زيادة حصة الدولة من أرباح الشركات من 45% إلى 75% لن تطبق إلا بعد تغطية كافة نفقات الشركة بما في ذلك الرواتب والبدلات والحوافز، مشيرة إلى أن هذه السياسة طبقتها إدارات سابقة لدعم خزينة الدولة.

ورفضت الحكومة الادعاءات بأن السياسة الجديدة من شأنها أن تحول الشركات المربحة إلى شركات خاسرة، مشيرة إلى أن هذه الادعاءات تتعارض مع مبادئ المحاسبة الأساسية. ولا تؤثر سياسة تقاسم الأرباح المعدلة إلا على توزيع الأرباح ولا تؤثر على الإيرادات أو النفقات بشكل مباشر.

خلفية الجدل

وتأتي الاحتجاجات في أعقاب قرار مجلس الوزراء رقم 24600 لسنة 2024، والذي أُعلن عنه في 13 أغسطس/آب، والذي يقضي بالتحول من نموذج التمويل الذاتي إلى نظام تمويل مركزي لشركات النفط. وينص هذا القرار أيضًا على تحويل عائدات المشتقات النفطية مباشرة إلى وزارة المالية. ويزعم المنتقدون أن هذه التغييرات تحرم الشركات المربحة من الاستقلال المالي اللازم لإعادة الاستثمار وقد تؤدي إلى الخصخصة.

وتؤكد الاحتجاجات في البصرة على عمق الخلاف بين عمال النفط في العراق والحكومة. وفي ظل النظر إلى السياسة الجديدة باعتبارها تهديداً لصناعة النفط الحيوية في البلاد، فمن المرجح أن تستمر التوترات.

ومع امتداد المظاهرات إلى مناطق أخرى، تواجه الحكومة ضغوطاً متزايدة للدخول في حوار مع ممثلي الصناعة لإيجاد حل يعالج الاحتياجات الاقتصادية وحقوق العمال.

[ad_2]

المصدر