[ad_1]
عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، يؤكد أن أي اتفاق بشأن غزة يجب أن يعطي الأولوية لإنهاء معاناة الفلسطينيين
وقال عزمي بشارة، المدير العام للمنظمة، إن أي حديث عن تسوية أو هدنة مستقبلية في قطاع غزة يجب أن يترتب عليه إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني أو وقف كامل لإطلاق النار أو اتفاق دولي يحظر قصف المدنيين. المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
وأضاف أن أي هدنة مؤقتة يمكن التوصل إليها ستكون بمثابة “عقاب وليس حلا” لأن القصف الإسرائيلي سيكثف في اليوم الذي تنتهي فيه الهدنة. وأوضح أن رفض حركات المقاومة للمفاوضات بشأن تبادل الأسرى دون وقف إطلاق النار يقوض محاولة الحكومة الإسرائيلية أن تظهر للمجتمع الإسرائيلي أنها مهتمة بسلامة الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وتوقع المفكر العربي، في مقابلة مع قناة العربي التابعة للعربي الجديد في الدوحة، سقوط إسرائيل في “مستنقع” في غزة، خاصة وأن القادة الإسرائيليين يخططون لاستمرار الحرب لمدة عام كامل. وأضاف أن ذلك سيسبب مشكلة لإسرائيل لأنه من ناحية “لن يكون ذلك طويلاً بما يكفي لتحقيق أهدافها المعلنة”، مما يجعل قرار الانسحاب هزيمة أمام الجمهور الإسرائيلي. في حين أنها من ناحية أخرى «لن تكون قادرة على التعامل مع تبعات استمرار الحرب لفترة أطول من ذلك».
وتعليقا على إعلان الجيش الإسرائيلي دخوله “المرحلة التالية” من الحرب، قال بشارة إن إسرائيل لم تحقق أهدافها المعلنة وحققت هدفها الأساسي جزئيا فقط وهو “تدمير حركة المقاومة”. على العكس من ذلك، فإن “الاحتلال يخلق فرصة لحركة المقاومة” في غزة لأن “المقاومة (عادة) تنشأ عند اكتمال الاحتلال”، بحسب بشارة. والمقاومة «تبدأ بشن هجماتها عندما تتخذ إسرائيل مواقعها (…) ويبدأ جيش الاحتلال بدفع الثمن وتكبد الخسائر».
إن المرحلة الثالثة من الحرب “ليست مجرد خيار” بالنسبة لإسرائيل، بل هي ضرورة لأن “قصفها الشامل دمر غزة، ولم يعد هناك أي أهداف حقيقية لقصفها”. وأضاف أن القادة الإسرائيليين يزعمون “كذبا وكذبا” أن هذه المرحلة ستتضمن “عمليات جراحية دقيقة”، وهو ما يعني عمليات أكثر تحديدا، “لكن ذلك يتطلب إنشاء مواقع في وسط غزة لفصل جنوب القطاع عن شماله”.
وقال مدير المركز العربي إنه من المرجح أن “تقيم إسرائيل منطقة عازلة حول غزة”، وهو ما يعني أن “جميع المواقع الإسرائيلية ستصبح أهدافا للمقاومة”.
وأشار بشارة إلى أن كتابات بعض المحللين الإسرائيليين تحذر من دخول إسرائيل إلى “مستنقع” غزة لأن الخسائر التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي هناك هي “وصف صحيح”. لكنه حذر أيضا من “استبدال صورة إسرائيل التي لا تقهر بمفاهيم تقلل من شأن إسرائيل”.
وفي إشارة إلى الخسائر الفادحة في أرواح المدنيين في قطاع غزة، قال بشارة إن الأضرار الجسيمة هناك لم تكن مجرد “أضرار جانبية”، خاصة وأن “المسؤولين الإسرائيليين يقولون إنهم يريدون تدمير غزة”. وقال إن “مثل هذا التدمير هو الهدف الرئيسي للحرب”، وربطه بهدف إسرائيل المتمثل في “معاقبة الشعب الفلسطيني” من ناحية “وإشباع رغبة المجتمع الإسرائيلي في الانتقام” من ناحية أخرى.
وأضاف المثقف العربي أن إسرائيل تأمل أن يؤدي تدمير غزة “إلى مرحلة هجرة جدية” من غزة، خاصة وأن الحرب أدت حتى الآن إلى تهجير 300 ألف أسرة. وأضاف أن أحد أهداف إسرائيل الأخرى من تدمير قطاع غزة هو رغبتها في “إثارة رد فعل من قبل الشعب (في غزة) ضد قيادة المقاومة الفلسطينية”.
وتابع أن “كل الحديث الغربي الذي يزعم أن إسرائيل لا تستهدف المدنيين غير صحيح (..) لأن (استهداف المدنيين) هو هدف مخطط وممنهج وتدريجي يتم تنفيذه بشكل حثيث”. وأكد أن مثل هذه الوحشية داخل المجتمع الإسرائيلي تم صياغتها من خلال “عملية تعليمية وإعلامية منهجية وخطاب سياسي يستخدم لغة عنصرية لتصوير العرب”، وبالتالي من الضروري تفسير “الإجماع الإسرائيلي حول الحرب” على هذا الأساس.
وحول التحركات والمبادرات الدولية والعربية، قال بشارة إن المحادثات في القاهرة حول الخطة السياسية المقترحة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار “رغبات وتطلعات الشعب الفلسطيني”.
حل الدولتين
وفيما يتعلق بالحديث عن “حل الدولتين”، أشار بشارة إلى أن ذلك مستمر منذ توقيع اتفاقات أوسلو. لكن ما يجري هو عملية إعاقة لمثل هذه المبادرة «مع إجراء مفاوضات في ظل غياب أساس متفق عليه» لأن إسرائيل ترفض في الواقع حل الدولتين، بينما يتبناه الجانب الفلسطيني. وقد أدى ذلك إلى تحويل المفاوضات «إلى عملية مفتوحة» لأن الأطراف المعنية «لا تتفاوض للتوصل إلى اتفاق؛ بل يتفاوضون عندما يتوصلون إلى اتفاق، في حين أن إسرائيل مستعدة لقبول الدولة (الفلسطينية) فقط بالاسم فقط، وبالتالي إفراغ المفاوضات من أي مضمون”.
وأشار المفكر العربي إلى أنه رغم تأكيد القوى الغربية على حل الدولتين، فإنها ترفض دولة فلسطينية تكون لها السيادة والقوات المسلحة والسيطرة على حدودها (…) بايدن والأوروبيون يتحدثون عن دولتان، لكن ما هو موجود على الأرض هو نظام فصل عنصري”. وأضاف أن إسرائيل لا تتحدث عن حل الدولتين، رغم أن بعض قادة أحزاب المعارضة، مثل بيني غانتس، يتحدثون عن كيانين، بينما لا يزال آخرون في إسرائيل يتحدثون عن فصل الفلسطينيين.
وردا على سؤال حول ما إذا كان بإمكان الأطراف العربية المعنية استغلال الأحداث في غزة للضغط على واشنطن للسعي بجدية إلى حل الدولتين، أكد بشارة أنه “إذا بذلت الدول العربية جهودا صادقة، فيمكنها الاستفادة من تلك الأحداث لدفع السلام العربي قدما”. المبادرة”، لكنه أضاف أن “أي تنازلات في هذا الشأن ستوفر تطبيعا مجانيا (مع إسرائيل) يعزز اليمين الإسرائيلي”.
ورأى بشارة أن “العرب يجب ألا يتدخلوا في طريقة حكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، لأن الحديث عن ترتيب الأمور بعد الحرب هو تواطؤ (في الحرب)”. وقد وصف ذلك بقوله: “بالطبع، يمكن للدول العربية أن تساعد الفلسطينيين فيما بينها، ولكن ليس من خلال التوافق مع إسرائيل والولايات المتحدة حول كيفية تخليص إسرائيل من قطاع غزة”.
ووصف المفكر العربي قرار مجلس الأمن الدولي الأخير بأنه “عديم اللون والطعم والرائحة”. . . وهي بادرة فارغة ليس فيها أي شيء من شأنه أن يغير واقع الحياة في غزة”. ولتوضيح ضعف القرار، نقل بشارة عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قوله إن أي قرار لا يدعو إلى وقف إطلاق النار لن يكون له أي قيمة. وأشار بشارة أيضا إلى تعليق إسرائيل الذي يسخر من مجلس الأمن ووصفه بأنه “يعيش في عالم آخر”.
[ad_2]
المصدر