عزمي بشارة: الاقتراح الأمريكي للدولة الفلسطينية لا معنى له

عزمي بشارة: بعد الأسد، على سوريا حماية مؤسسات الدولة

[ad_1]

وفي مقابلة خاصة مع قناة العربي من مدينة لوسيل القطرية، الأحد، أكد بشارة أن تجنب مصيري ليبيا والعراق مرهون بالوعي الشعبي والرفض الحازم للطائفية (غيتي)

وأكد عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أن المهمة الأساسية للسوريين اليوم هي الحفاظ على مؤسسات الدولة وبناء نظام سياسي جديد.

وتوقع أن يؤثر الحدث السوري، المتمثل في إسقاط الشعب السوري لنظام بشار الأسد دون تدخل أجنبي، على الرأي العام العربي. تصور بشارة سوريا ديمقراطية، مستقلة، مؤسسية، ومزدهرة قادرة على إعادة تعريف علاقة المشرق مع الغرب وحتى إسرائيل.

وشدد بشارة في مقابلة خاصة مع قناة العربي من مدينة لوسيل القطرية، الأحد، على أن تجنب مصيري ليبيا والعراق مرهون بالوعي الشعبي والرفض الحازم للطائفية والمحاصصة كأساس لنظام سياسي ودستور جديد. ونصح بعدم التسرع في إجراء الانتخابات قبل الأوان، محذرا من أنه إذا أجريت الانتخابات قبل أن تكون الظروف مهيأة بشكل كاف، فإنها يمكن أن تعمق الشروخ الاجتماعية وتسهل الاستقطاب الطائفي والمناطقي.

ووصف بشارة تفكيك الجيش، في حال حدوثه، بأنه خطأ فادح، معتبراً أن “تفكيكه يعني تفكيك سوريا”. وبدلا من ذلك، دعا إلى إصلاح الجيش وقيادته بدلا من حله، كما حدث في العراق. كما أشاد بسلوك الفصائل المسلحة حتى الآن، معرباً عن ثقته في تشكيل قيادة عسكرية موحدة يمكن أن تصبح أساساً لمجلس عسكري انتقالي يؤدي إلى جيش سوري موحد دون ميليشيات في المستقبل.

واعترف بشارة بالدور الحاسم الذي تلعبه الفصائل المسلحة في حماية العملية الانتقالية، ووصف العملية بأنها شاقة. وشدد المثقف العربي البارز، الداعم للثورة السورية منذ انطلاقتها قبل 14 عاماً، على ضرورة المزج بين العدالة والمحاسبة والمصالحة. كما سلط الضوء على أهمية الاحتفاظ بالتكنوقراط والمهنيين الحاليين في مؤسسات الدولة مع دمج الخبرات الجديدة المتحالفة مع المعارضة بعد سقوط نظام الأسد.

ونبه إلى أن الناس بحاجة إلى إدارة الخدمات الأساسية والضروريات اليومية بكفاءة، محذراً من أن الفوضى هي العدو الأكبر لسوريا اليوم. وشدد بشارة على أن الحكم اليومي يجب أن يتولىه البيروقراطيون الموجودون دون انتظار التدخل الأجنبي لتنظيم حياة السوريين.

وفي هذا الصدد، أشار إلى أن القوى الحالية يجب أن تعقد مجلسا وطنيا لصياغة دستور جديد. وحتى ذلك الحين، قد يكون من الضروري تشكيل حكومة مؤقتة، وهو النموذج الذي شهدته بلدان أخرى تعاني من ظروف مماثلة، شريطة توفر الإرادة السياسية والتخلي عن المنافسات الانتقامية أو الضيقة الأفق. وانتقد السلوكيات التي تعطي الأولوية للمصالح الشخصية أو الفئوية على المسؤولية الوطنية.

واعترف بشارة أنه في المراحل الانتقالية “ستظهر مشاكل ونقص، لكن الصبر ضروري. ليس كل قضية يجب أن تثير احتجاجات”. وحث السوريين على التحول من العقلية الثورية إلى العقلية المتجذرة في الديمقراطية والمواطنة، مؤكدا أن السوريين لا يرغبون في استبدال شكل من أشكال الاستبداد بآخر.

واقترح بشارة أن يقوم زعماء سوريا الجدد بطمأنة الدول المجاورة والمجتمع الدولي بأن أجندتهم الوحيدة هي السيادة والحكم الديمقراطي. وقال إن حلفاء حكام سوريا المستقبليين، وكذلك حلفاء نظام الأسد، يجب أن يدركوا أن سوريا حرة وذات سيادة هي الضمان الوحيد لصداقات دائمة. وحذر من أن الفوضى والصراع هما أسوأ النتائج بالنسبة لجيران سوريا.

وعندما سئل عن جدوى هذه الرؤية، أكد بشارة أن وعي الشعب السوري هو الضمان الوحيد لتحقيقها. وأشار إلى أن السوريين أظهروا هذا الوعي من خلال تحرير بلادهم من نظام الأسد دون تدخل أجنبي – وهو تناقض كبير مع العراق وليبيا. وذكّر الحضور بأن الكثير من دول العالم قد استسلمت لبقاء الأسد، حيث يستسلم المجتمع الدولي في كثير من الأحيان للأقوياء. ومع ذلك، أقر بأن قطر وتركيا ما زالتا داعمتين ثابتتين للثورة السورية.

وفيما يتعلق بالعقد الاجتماعي المستقبلي بين السوريين، أوضح بشارة أن صياغة دستور جديد يحكم مؤسسات الدولة قد يخرج من خلال مجالس وطنية تمثل كافة الفصائل. ومن شأن مثل هذه التجمعات أن تعزز التوصل إلى حلول وسط واتفاقات، وهي خطوات أساسية أبعد ما تكون عن العيوب. ومن شأن هذه العملية أن تمهد الطريق أمام المساءلة والعدالة والمصالحة، شريطة إنشاء مؤسسات قادرة على إنفاذ هذه المبادئ.

وشدد بشارة على الدور الحاسم الذي يلعبه العدد الهائل من المهنيين السوريين في إعادة بناء البلاد. واقترح تشكيل حكومة انتقالية ومجلس وطني كمنبرين لصياغة الدستور. وأشار إلى أن سوريا لديها حاليا إدارة مدنية لكنها تفتقر إلى القيادة السياسية التي ينبغي تشكيلها، ربما في ظل حكومة انتقالية.

وحول المرحلة الانتقالية، أكد بشارة على إشراك القوى التي دعمت النظام السابق، مع إبقاء الحكومة الحالية لإدارة يومية في هذه الأثناء. واعترف بتعقيد قضايا مثل إدارة شرق سوريا والمناطق الساحلية، ودعا إلى الحوار بدلاً من القوة لحلها. وشدد بشارة على الإدارة المدنية لهذه المناطق لحين ظهور نظام جديد، مؤكداً أنه لا توجد أقليات في سوريا، بل مواطنون متساوون فقط.

ووصف بشارة سقوط النظام بأنه “يوم تاريخي، ولحظة مجيدة، ونقطة انطلاق لفصل جديد في تاريخ سوريا”، منهياً 50 عاماً من الاستبداد وعقداً عنيفاً بشكل خاص تم دعمه بشكل مصطنع بالدعم الروسي والإيراني. واختتم كلمته بإلقاء الضوء على خواء النظام، كما يتضح من انهياره السريع.

[ad_2]

المصدر