عزمي بشارة: العالم العربي بحاجة إلى دعم الفلسطينيين اليوم

عزمي بشارة: إسرائيل “خذلت بايدن” بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

[ad_1]

عزمي بشارة يعتقد أن نتنياهو يفضل رئاسة ترامب على رئاسة هاريس (جيتي)

يقول عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، معلقاً على استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التهرب من خطة وقف إطلاق النار التي اقترحها الرئيس الأميركي جو بايدن مطلع يونيو/حزيران الماضي، إن بايدن كان يعتقد أن إسرائيل لن تخيب ظنه، وهذا ما حدث.

ويرى بشارة أن بايدن قد يمارس المزيد من الضغوط على إسرائيل لكنه يختار ألا يفعل، بينما يقول أيضا إنه لا يتوقع أي تغييرات جوهرية من محادثات روما غدا (بين مسؤولين من قطر والولايات المتحدة ومصر وإسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن السجناء الفلسطينيين والإسرائيليين).

وأكد بشارة اعتقاده بأنه لا بديل عن الوحدة الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية لمواجهة التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية حاليا وستواجهها في المستقبل، كما رفض فكرة أن يؤدي إعلان بكين إلى وحدة فلسطينية حقيقية.

وفيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأميركية، أشار بشارة إلى أن نتنياهو يفضل المرشح الجمهوري دونالد ترامب، لأنه يدرك أن الحزب الديمقراطي تغير بالفعل. وأكد أن هناك فرقا بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس وترامب في القضية الفلسطينية، رغم أن كليهما “خياران مريران”. وعلى الجبهة الشمالية، وفيما يتعلق بالتوترات بين إسرائيل وحزب الله، أقر بشارة بإمكانية التصعيد لكنه استبعد اندلاع حرب شاملة، حيث يبدو أن الطرفين توصلا إلى تفاهم على الرد على التصعيد بإجراءات متناسبة.

وفيما يتعلق بمحادثات روما، توقع بشارة أن تتم مناقشة تفاصيل جديدة، لكن من غير المرجح أن تغير هذه التفاصيل نهج نتنياهو الراسخ في المماطلة والتسويف حتى يضطر إلى الموافقة على وقف إطلاق نار قصير الأمد، والاحتفاظ بالسيطرة على معبر رفح، والحفاظ على حق النقض على إطلاق سراح 100 سجين فلسطيني، وزيادة عدد الرهائن الإسرائيليين المفرج عنهم كل أسبوع من ثلاثة إلى خمسة. وهذه هي الشروط الأربعة التي وضعها نتنياهو في السابع من يوليو/تموز، بعد خمسة أسابيع من تقديم بايدن لما أسماه خطة إسرائيلية.

وأشار بشارة إلى أن نتنياهو لم يوافق قط على إعلان بايدن، وهو ما يفسر ربما الاستقبال البارد الذي تلقاه نتنياهو من بايدن خلال زيارته الأخيرة للبيت الأبيض، حيث أصر بايدن على وقف إطلاق النار (وتحدث هاريس بشكل أكثر صراحة عن إنهاء الحرب). وأكد بشارة أن بايدن يمكنه الضغط على نتنياهو أكثر لكنه لا يريد أن يُذكر باعتباره الشخص الذي تسبب في حدوث شرخ في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن أعضاء إدارة بايدن أكثر ترددًا في هذه القضية.

ويتوقع بشارة أن المحادثات في روما لن تتجاوز التعديلات البسيطة، مثل تقليص عدد الأسرى الفلسطينيين الذين يعترض نتنياهو على إطلاق سراحهم، وهي تعديلات غير كافية من وجهة نظر المقاومة. ويذكرنا بشارة أنه منذ إعلان بايدن، حاول الإسرائيليون وبعض المسؤولين العرب تحويل التركيز إلى الفلسطينيين، والضغط عليهم رغم موافقتهم على الخطة. في المقابل، لم يقبل نتنياهو الخطة قط، بهدف مواصلة الحرب لإلحاق أقصى قدر من الضرر بغزة و”تغيير الوضع في غزة بشكل جذري”، رغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يفتقر إلى خطة حقيقية تشمل الشركاء العرب لفترة ما بعد الحرب.

وأكد بشارة على شعور نتنياهو بالإفلات من العقاب، معتقداً أن المحاكم الدولية والضغوط العالمية والاحتجاجات استنفدت، مما جعله حراً في حين لم تضغط دول عربية مثل مصر بشكل جدي على نتنياهو بالاختيار بين السلام أو غيابه، الأمر الذي كان من شأنه أن يغير الوضع بشكل كبير.

وبحسب بشارة، فإن نتنياهو يشعر بضغوط حقيقية على حماس من الشارع الفلسطيني في غزة، وبالتالي يستهدف المجتمع الفلسطيني بشكل متعمد. وانتقد بشارة خطاب نتنياهو في الكونجرس، الذي وصفه بالمخزي، لأنه ادعى كذباً مقتل مدني واحد فقط في رفح، مما يدل على كذب نتنياهو وإحساسه بأنه لا يقهر، مما يسمح له بمواصلة حربه. كما أشار بشارة إلى اعتماد نتنياهو على خيانة بعض الأنظمة العربية للفلسطينيين، وهو ما ظهر في تصريحاته أمام الكونجرس حول كونهم حلفاء عرب له.

وحول خطاب نتنياهو في الكونغرس الأميركي، أشار بشارة إلى أن غياب 112 نائباً ديمقراطياً معارضاً لنتنياهو عزز “نجاحه” المزعوم، الذي وصفه بشارة بأنه “تجمع من الحماقة والعبث”، مشبهاً إياه ببرلمان من العالم الثالث. وسلط بشارة الضوء على النبرة الاستعمارية الدينية في خطاب نتنياهو، فضلاً عن غطرسته وتدخله في الشؤون الأميركية من خلال وصف منتقدي إسرائيل بأنهم عملاء لإيران ومعادون للسامية.

وأشار بشارة إلى تحول كبير داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي، مما جعل نتنياهو يفضل فوز ترامب على كامالا هاريس في 5 نوفمبر. وأشار بشارة إلى أن محطة تلفزيونية مؤيدة للديمقراطيين مثل CNN انتقدت خطاب نتنياهو، وكشفت عن أكاذيبه. وبحسب بشارة، تأمل الحكومة الإسرائيلية الحالية أن يدعم فوز ترامب ضم مستوطنات الضفة الغربية والحفاظ على السيطرة على الطرق المؤدية إلى هذه المستوطنات.

وفي تعليقه على إعلان بكين للمصالحة الفلسطينية، رفض بشارة فكرة أن الإعلان قد يؤدي إلى وحدة فلسطينية حقيقية، على الرغم من دعوته الشاملة إلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، والقيادة الموحدة، وحكومة الوحدة الوطنية. وأوضح أن القيادة الفلسطينية وافقت عليه في المقام الأول لتجنب غضب الصين ولإرسال إشارة إلى الولايات المتحدة بأن تنشيط القيادة الفلسطينية، كما ترغب واشنطن، يستلزم المصالحة مع حماس وغيرها.

لكن بشارة يرى أن هذا الإعلان مجرد بيان لا يؤدي إلى وحدة حقيقية، في حين أن الوحدة الفعلية مطلوبة بشدة مع حكومة وحدة وطنية مقبولة من المقاومة والسلطة الفلسطينية، في ظل المرجعية السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، قادرة على إدارة غزة على نحو لا يترك أي مبرر للاحتلال الإسرائيلي المستمر لغزة. وأكد أن السبيل الوحيد لتحقيق ذلك هو إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وهو هدف المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي يدعو إليه.

وردا على سؤال حول ما تبقى من السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، ذكر بشارة الوظائف المفقودة، كل شيء تقريبا، ولم يبق للسلطة سوى بعض الأدوار البلدية. وذكر أن إسرائيل أصبحت تتولى مباشرة وظائف الأمن، وتعتمد على السلطة فقط في جمع المعلومات عن الناس. وأشار إلى أن كل مواطن أصبح يتعامل مباشرة مع الاحتلال للعثور على عمل، متجاوزا السلطة، وأن توسيع المستوطنات واعتداءات المستوطنين دون أن تدافع السلطة عن الناس يقوض مفهوم السلطة وسبب وجودها.

وأضاف بشارة أن من علامات زوال السلطة هو تغيير قواعد إسرائيل تجاه الأسرى الفلسطينيين، الذين يعيشون في ظروف سجن هي من أسوأ الظروف في العالم، والتي تفاقمت بسبب سوء سلوك السلطة وخطابها منذ السابع من أكتوبر، مما يقوض أسسها. وفي المقابل، لو كانت منظمة التحرير الفلسطينية حاضرة حقا، لكان الوضع مختلفا تماما.

وفي حديثه عن السباق الرئاسي الأميركي، أوضح بشارة أن الانطباعات في السياسة تحمل أحياناً ثقل الحقائق. وأشار إلى أن المناظرة الشهيرة بين بايدن وترامب تركت انطباعاً بأن بايدن قد لا يكون قادراً على مواصلة السباق، رغم أن حدة بايدن العقلية تفوق حدة ترامب، نظراً لجهل ترامب المطلق وشعبويته وافتقاره إلى الأفكار المتماسكة. لكن الجانب الأدائي في السياسة يجعل الأمر أقل ارتباطاً بما تقوله وأكثر ارتباطاً بكيفية تقديمه، وخلص بشارة إلى أن “الأحمق والجاهل ينتصر على الأكثر حكمة” في هذه الظروف.

ووصف مؤتمر الحزب الجمهوري بأنه “سيرك”، مقارنًا إياه بالأجواء المختلفة المتوقعة في مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو الشهر المقبل. وأقر بشارة بفرصة هاريس الفعلية للفوز، على الرغم من أنه لو كانت الانتخابات التمهيدية الديمقراطية قد جرت قبل عام، فربما لم تكن مرشحة الحزب. ومع ذلك، فقد اكتسبت دعم الحزب لها بسرعة في الوقت القصير المتبقي قبل الانتخابات. وأشار إلى نقاط قوتها، مثل الدعم من الشابات والأشخاص الملونين، لكنه أشار إلى التحدي الذي تواجهه مع الناخبين من الطبقة العاملة البيضاء، الذين يشكلون أهمية حاسمة في الولايات الخمس المتأرجحة وهنا قد تحتاج إلى مساعدة بايدن.

ورأى بشارة أن هناك فرقا حقيقيا بين هاريس وترامب في قضايا الشرق الأوسط، وخاصة القضية الفلسطينية، رغم أن كليهما خيار صعب. وسارع إلى تذكير الضرر الذي ألحقه ترامب بالقضية الفلسطينية خلال رئاسته، بما يسمى “صفقة القرن” أو خطة تصفية القضية الفلسطينية، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وأكد بشارة أن العالم العربي لديه مشكلة في البحث دائما عن فاعلين خارجيين لأنه يفتقر إلى مشاريع بناء أمة حقيقية. وأشار إلى أن أميركا لن تدعم طرفا لا يدعم نفسه، مشيرا إلى أن بعض الدول العربية تقبل الإملاءات الأميركية دون محاولة أن تكون حليفة وليس تابعة.

ونظرا للوضع الفلسطيني الداخلي والفارق بين ترامب وهاريس، خاصة في ضوء تصرفات ترامب خلال فترة ولايته، خلص بشارة إلى أن توحيد الشعب الفلسطيني وإظهار استحالة التطبيع دون حل القضية الفلسطينية أمر بالغ الأهمية لإحباط المخططات التي تهدف إلى تهميش فلسطين.

[ad_2]

المصدر