عبد الرحمن يوسف القرضاوي: الاختطاف يظهر أن الثورة المضادة ما زالت حية وبصحة جيدة

عبد الرحمن يوسف القرضاوي: الاختطاف يظهر أن الثورة المضادة ما زالت حية وبصحة جيدة

[ad_1]

يمثل اختطاف المنشق المصري عبد الرحمن يوسف القرضاوي من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة هذا الأسبوع حادثة هامة سيكون لها صدى في جميع أنحاء العالم العربي.

وتلقي هذه القضية بظلالها الطويلة على المشهد السياسي في المنطقة، وخاصة في لبنان. ما حدث يشبه تصرفات عصابة إجرامية، دون أي اعتبار للاعتبارات القانونية أو الإنسانية.

وقد اعتقل القرضاوي، الذي يحمل الجنسيتين المصرية والتركية، من قبل السلطات اللبنانية قبل ترحيله بشكل غير قانوني إلى الإمارات العربية المتحدة على الرغم من عدم وجود روابط جنسية لأي منهما – وهو عمل يشكل سابقة حدثت على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي.

يمكن تحليل هذه الحادثة على مستويات متعددة. وعلى الجبهة اللبنانية الداخلية، يثير ذلك تساؤلات حول الالتزام بسيادة القانون والمعاهدات الدولية ونزاهة مؤسسات الدولة اللبنانية والجهات السياسية الفاعلة التي تسيطر عليها.

وعلى المستوى الإقليمي، يعكس ذلك صراعاً أوسع نطاقاً على السلطة داخل الشرق الأوسط المعاد تشكيله، حيث تسعى إسرائيل إلى الهيمنة. ولا يمكن فصل قضية القرضاوي عن التغيرات الشاملة التي تشهدها المنطقة منذ بدء حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

نشرة ميدل إيست آي الإخبارية الجديدة: جيروساليم ديسباتش قم بالتسجيل للحصول على أحدث الأفكار والتحليلات حول إسرائيل وفلسطين، إلى جانب نشرات تركيا غير المعبأة وغيرها من نشرات ميدل إيست آي الإخبارية

من الناحية القانونية، يثير قرار لبنان بتسليم القرضاوي إلى الإمارات العربية المتحدة العديد من الأسئلة، حيث يتطلب التسليم عادة اتفاقيات ثنائية بين الدول المعنية بالإضافة إلى ضمانات بأن الشخص الذي يتم تسليمه لن يواجه التعذيب أو محاكمة غير عادلة.

ورغم أن مذكرة من الحكومة اللبنانية وصفت قضية القرضاوي بأنها “مسألة سيادية”، فمن العدل أن نفترض أن الأساس المنطقي لذلك كان سياسياً وليس قانونياً. ولا توجد معاهدة ذات قوة قانونية تحكم تسليم المجرمين بين لبنان والإمارات العربية المتحدة، وأشارت المذكرة إلى أن مبرر الترحيل يعتمد على وعد من الإمارات العربية المتحدة بالمثل في حالات مماثلة.

مخالفة القواعد القانونية

علاوة على ذلك، ارتبطت التهم الموجهة إلى القرضاوي بالآراء التي شاركها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعرب مؤخرًا عن أمله في ألا تعيق الدول العربية، بما في ذلك مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مستقبل سوريا ما بعد الأسد.

إن ترحيله المعجل، وحرمانه من فرصة الاستئناف، يتعارض مع القواعد القانونية ويسلط الضوء على الدوافع السياسية وراء القرار. وتسلط هذه الخطوة الضوء على التعاون بين بعض الدول العربية في قمع المعارضين السياسيين، مما يثير المخاوف بشأن التزام هذه الدول بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان.

إن ترحيل مواطن مصري إلى دولة لا يحمل جنسيتها يؤكد هشاشة القضاء اللبناني وعدم استقلاليته. كما يكشف عن تأثير الثروة الخليجية في التلاعب بالطبقة السياسية في لبنان.

وفي هذا الشرق الأوسط المعاد تشكيله، يتم تهميش حقوق الإنسان والقانون الدولي. القرضاوي ليس الضحية الوحيدة

ويشير قرار مجلس الوزراء اللبناني في هذا الشأن إلى أن وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان وعد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بأن القرضاوي سيحصل على محاكمة عادلة – وهو التعهد الذي يتناقض بشكل حاد مع سجل الإمارات السيئ في مجال حقوق الإنسان. وتعكس تصرفات لبنان اللاحقة افتقاره إلى الاستقلال الذاتي، حيث تعطي الدولة الأولوية للمصالح الاقتصادية على سمعتها وسيادتها.

وعلى الجبهة السياسية، يسلط اختطاف القرضاوي الضوء على الديناميكيات الناشئة وتحولات السلطة داخل الشرق الأوسط. وهو يتماشى مع الجهود الرامية إلى إقامة نظام إقليمي جديد تهيمن عليه إسرائيل، والتي يتم وضعها كزعيم لتحالف يضم عددا من الأنظمة العربية ضد محور المقاومة الذي تقوده إيران.

وفي هذا الشرق الأوسط المعاد تشكيله، يتم تهميش حقوق الإنسان والقانون الدولي. القرضاوي ليس الضحية الوحيدة. وقد عانت غزة منذ فترة طويلة من معادلة مماثلة، حيث يركز اللاعبون الإقليميون فقط على إدارة الصراع بدلاً من حله.

وقد اقتصرت الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في غزة على مفاوضات الرهائن ومحادثات وقف إطلاق النار وتوفير المساعدات الإنسانية، في حين تحافظ الدول على تنسيق قوي مع إسرائيل. وهذا يسلط الضوء على الاتجاه الإقليمي الأوسع للتضحية بحقوق الإنسان من أجل المنفعة السياسية.

الهدف الرئيسي

وفي الوقت نفسه فإن اختطاف القرضاوي يعكس استمرار الجهود المضادة للثورة الرامية إلى قمع المعارضة والحركات الثورية في المنطقة. لعب القرضاوي، وهو شخصية بارزة في انتفاضة مصر عام 2011، دورًا رئيسيًا في الحركة التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، وكان منتقدًا صريحًا للأنظمة الاستبدادية، بما في ذلك من خلال شعره.

هذه الخصائص جعلته هدفًا رئيسيًا للقوى المناهضة للثورة في مصر والإمارات العربية المتحدة. وبعد دعم الانقلاب العسكري في مصر عام 2013، سعت الإمارات ودول الخليج الأخرى إلى تعزيز سيطرتها على المنطقة باستخدام ثرواتها ونفوذها لقمع حركات التغيير السياسي.

من هو عبد الرحمن يوسف القرضاوي؟

اقرأ المزيد »

تتشابك ديناميكيات المنطقة بشكل عميق مع الصراع السوري، حيث كان لسقوط الرئيس بشار الأسد عواقب كبيرة. وبالنسبة للقوى المناهضة للثورة، فقد قوض ذلك السرد القائل بأن الانتفاضات الثورية تجلب الدمار والانقسام الدائمين، وكانت سوريا هي المثال الأساسي لها.

علاوة على ذلك، يُنظر إلى صعود القوى الإسلامية في سوريا، بغض النظر عن انتماءاتها، على أنه تهديد. ويتزامن ذلك مع تنامي نفوذ تركيا في المنطقة وتراجع الوجود الإيراني. وكان إضعاف حزب الله، بما في ذلك اغتيال زعيمه، سبباً في تقليص نفوذ إيران، وخاصة في لبنان.

وهكذا عادت المنطقة إلى التوترات القديمة، التي اتسمت بالخوف من المحور الخليجي المصري من عودة الإسلام السياسي وتحالفه مع تركيا. وتسعى تركيا، من جانبها، إلى إحياء مشروعها التاريخي المتمثل في توسيع نفوذها الإقليمي، والاستفادة من دورها في صراعات مثل تلك الدائرة في سوريا وليبيا.

تُظهر إدارة تركيا الاستراتيجية لهذه الأزمات، بما في ذلك توسعها المحسوب في سوريا، عزمها على طمأنة دول الخليج مع تعزيز مصالحها في الوقت نفسه.

إن اختطاف القرضاوي هو نتيجة ثانوية لهذه الديناميكيات الإقليمية المتغيرة. فهو يعكس سعي تركيا إلى التوسع الإقليمي، وتوازن القوى الداخلي المتغير في لبنان في أعقاب تراجع حزب الله، ومحاولات سوريا للتغلب على الضغوط المضادة للثورة.

وفي الوقت نفسه، فإنه يسلط الضوء على السلطوية المتزايدة في الدول الإقليمية، المستوحاة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي أصبح نموذجه النموذج الأصلي للثورة المضادة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

الآراء الواردة في هذا المقال مملوكة للمؤلف ولا تعكس بالضرورة السياسة التحريرية لموقع ميدل إيست آي.

[ad_2]

المصدر