[ad_1]
جمع رجل الأعمال السوري براء قاطرجي ثروة ضخمة من خلال التوسط في نقل الوقود من شمال شرق سوريا الذي يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام في عام 2014 (جيتي)
قُتل رجل الأعمال السوري محمد براء قاطرجي، اليوم الاثنين، عندما استهدفت طائرة مسيرة -يعتقد أنها إسرائيلية- سيارته في منطقة الصبورة بالقرب من الحدود السورية اللبنانية.
وقد ألقى موت أحد أغنى رجال الأعمال في سوريا الضوء على صعود قاطرجي المذهل إلى الثروة الهائلة والنفوذ خلال الحرب السورية.
من بداياته المتواضعة كخياط في شرق سوريا، أصبح قاطرجي عملاقًا في الاقتصاد السوري بعد عام 2011، من خلال الاستفادة من الفوضى التي ابتليت بها البلاد بدءًا من ذلك العام.
وكان قاطرجي، أحد أبرز رجال الأعمال الذين برزوا خلال سنوات الحرب، قد أقام علاقات وثيقة مع الرئيس السوري بشار الأسد.
لكن البعض يرجح أن استهداف تل أبيب المزعوم لرجل الأعمال يعود على الأرجح إلى علاقته بحزب الله اللبناني والإيرانيين، إذ كان من أبرز داعميهم في سوريا ولبنان.
ويعتقد أيضًا أنه قام بتمويل إنشاء فصيل مرتبط بحزب الله في جنوب سوريا، والذي نفذ عدة عمليات ضد إسرائيل.
إمبراطورية أعمال قاطرجي
كان براء وشقيقه حسام يرأسان اتحاد أعمال كبير (مجموعة قاطرجي) يتكون من عشرات الشركات في مجموعة واسعة من المجالات.
وشملت هذه الشركات شركة قاطرجي للهندسة والميكانيك المساهمة، وشركة أرفادا للبترول، وشركة حلب المساهمة القابضة، وشركة جذور للزراعة وتربية الحيوان، وشركة قاطرجي للتطوير والاستثمار العقاري، وشركة بي إس للخدمات النفطية، وشركة حماية وأمن، ما يسلط الضوء على تغلغل العائلة في مجالات متعددة من الاقتصاد السوري.
عاجل – مقتل رجل الأعمال السوري البارز الموالي للنظام براء قاطرجي في غارة إسرائيلية قرب الحدود اللبنانية السورية – ثلاثة مصادر أمنية @Reuters pic.twitter.com/0mxwAxTdpN
– تيمور أزهري (@ Timourazhari) 15 يوليو 2024
من الرقة إلى الثراء
ولد براء قاطرجي في الرقة، على الرغم من أن عائلته تنحدر أصلاً من مدينة الباب، شمال شرق حلب.
ومنذ الخمسينيات من القرن العشرين، عمل والده خياطًا في الرقة، وأنشأ شبكة من العلاقات في مختلف أنحاء المنطقة، وكان العديد منها قائمًا على الروابط العائلية والعشائرية.
وبعد وفاة والده في بداية الألفية الثالثة، انتقل براء وأخويه حسام ومحمد آغا إلى حلب، حيث بدأ صعوده في عالم المال والمشاريع التجارية المشبوهة والفساد.
وبعد أن أقام علاقات سريعة مع الضباط العلويين، بدأ براء في العمل كوسيط في المعاملات التجارية والتنازلات مقابل الدفع.
ثم قام آل قاطرجي بتأسيس مطعم في مدينة حلب القديمة، قبل أن ينتقلوا إلى دمشق، حيث تزايد نفوذ العائلة بشكل أكبر.
الربح من الحرب
وفي عام 2013، أثناء سيطرة فصائل الجيش السوري الحر على محافظة الرقة، برز براء كوسيط لنقل القمح من الرقة إلى مناطق سيطرة النظام، نظراً للعلاقات القوية التي كانت تربطه بالمحافظة.
وقد فتح هذا التطور الأبواب أمام نفوذه المتزايد، الذي تضخم بشكل أكبر بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على الرقة ودير الزور وريف حلب وأجزاء من الحسكة في عام 2014.
تحتوي هذه المناطق على معظم موارد سوريا النفطية والزراعية، والتي كان النظام -الذي كان على وشك السقوط في تلك المرحلة- في أمس الحاجة إليها.
عمل قاطرجي وسيطاً بين داعش والنظام لنقل النفط والقمح من شرق سوريا إلى مناطق سيطرة النظام، ما مكنه من جمع ثروة هائلة خلال سنوات قليلة.
وتعزز موقفه أكثر عندما تم إبعاد منافسه جورج حسواني، رجل الأعمال الروسي من أصل سوري، عن المشهد في عام 2015 بعد أن قام أيضًا بالوساطة بين النظام وتنظيم الدولة الإسلامية.
واستمر قاطرجي في هذا الدور بعد هزيمة داعش، مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي حلت محلهم في شمال شرق سوريا.
يقول الباحث الاقتصادي ياسر حسين لـ«العربي الجديد»: «كانت مجموعة قاطرجي أحد اللاعبين الأساسيين في الاقتصاد السوري»، مضيفاً أن «نقل الوقود والبضائع بين مناطق السيطرة في سوريا أعطاها نفوذاً وقوة اقتصادية هائلة».
ويقول إن العائلة “استغلت حالة الفوضى والصراع المستمر في البلاد (…) وكانت هناك شبكات تهريب واسعة ساعدتها في نقل الوقود والبضائع بين المناطق المختلفة، ما أدى إلى تحقيق أرباح كبيرة”.
ويشير حسين أيضاً إلى أن “الجماعة استفادت من احتكار بعض الأسواق والمضاربة بالأسعار في ظل ندرة السلع والوقود، ما حقق لها أيضاً دخلاً كبيراً”.
لكن دور قاطرجي لم يقتصر على الاقتصاد في بلد يشهد صراعا عنيفا بين القوى المحلية والإقليمية والدولية، بل أسس أيضا ميليشيا مسلحة.
وكانت مهمة هذه القوة حماية القوافل التي تنقل النفط الخام من شمال شرقي سوريا إلى مناطق سيطرة النظام، والتي تعرضت لهجمات متكررة من قبل خلايا تنظيم الدولة الإسلامية في البادية السورية.
وشاركت هذه الميليشيا (التي يقودها شقيق براء، حسام، الذي أدرجته الولايات المتحدة على قائمة العقوبات عام 2020) أيضًا في معارك مع فصائل المعارضة السورية في إدلب عام 2020. وفي مايو/أيار الماضي، أفادت شبكات إخبارية محلية أن الميليشيا جندت أطفالًا ومراهقين في دير الزور في صفوفها.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات على براء قاطرجي في عام 2018 لتسهيله معاملات نظام الأسد مع داعش.
وقال رشيد حوراني، الباحث في مركز جسور للدراسات، وهو معهد بحثي مستقل يركز على الديناميكيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في سوريا، إنه لا ينبغي استبعاد تورط النظام في مقتل قاطرجي، مضيفًا أنه كان من الممكن أن يفعل ذلك “للسيطرة على ثروته الهائلة (…) كما فعل مع رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد”.
وأضاف أن الجانب الإيراني “يستفيد أيضاً من مقتل قاطرجي”، مضيفاً أن “الإيرانيين كانوا يحاولون كبح نفوذه في دير الزور قبل عامين لصالح رجل أعمال آخر هو محمد حمشو الذي تدعمه الفرقة الرابعة في قوات النظام (بقيادة ماهر الأسد)، لكن الروس منعوا ذلك”.
ويشير حوراني إلى أن اغتيال قاطرجي يأتي “في وقت تبذل فيه جهود لإعادة تأهيل النظام من قبل بعض الدول العربية وتركيا”، مضيفاً: “ربما أراد النظام التخلص من أحد أبرز أمراء الحرب لديه في هذا الوقت”.
هذه المقالة مبنية على مقال ظهر في نسختنا العربية بقلم محمد أمين بتاريخ 17 يوليو 2024. لقراءة المقال الأصلي انقر هنا.
[ad_2]
المصدر