[ad_1]

وقال مسؤول في حماس “بسبب تحالف الولايات المتحدة وبعض الدول مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإنه يواصل حربه الإبادة الجماعية ضد شعبنا، بما في ذلك اغتيال القادة السياسيين والعسكريين”. (غيتي)

رغم الضغوط العربية والدولية للتنازل عن بعض المواقف التي تتبناها حركة حماس، إلا أن الجماعة الإسلامية الفلسطينية لا تزال متمسكة بموقفها، وقد جمدت المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل حتى إشعار آخر.

وجاء قرار حماس بعد اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية (62 عاما) في إيران الأسبوع الماضي، والذي قاد أيضا فريق التفاوض الفلسطيني. واتهمت إسرائيل بتنفيذ عملية الاغتيال، لكنها لم تؤكد ذلك رسميا.

وقال مسؤول كبير في حماس، فضل عدم ذكر اسمه، لـ«العربي الجديد»، إن «حماس لن تخضع لأي ضغوط سياسية عربية أو دولية للعودة إلى المفاوضات مع العدو قبل الحصول على ضمانات مكتوبة بأن إسرائيل ستلتزم بنتائج المحادثات التي من شأنها أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة الممزقة بالحرب».

وقال المسؤول “نظرا لأن الولايات المتحدة وبعض الدول متحالفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإنه يواصل حربه الإبادة الجماعية ضد شعبنا، بما في ذلك اغتيال القادة السياسيين والعسكريين”.

وأضاف أن “نتنياهو يظن أنه سينتصر في المعركة، لكن الحقيقة هي أنه لن يحقق أيا من أهدافه حتى لو تم قتل جميع القادة (الفلسطينيين)”، مؤكدا أن حماس ستتمسك بشروطها ولن تعود إلى المفاوضات في أي وقت قريب.

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل حرب إبادة جماعية على الجيب الساحلي المحاصر بعد أن نفذ المسلحون الفلسطينيون بقيادة حماس هجومًا غير مسبوق على القواعد العسكرية الإسرائيلية والمستوطنات المدنية داخل وحول غلاف غزة، والذي تزعم إسرائيل أنه أسفر عن مقتل 1170 شخصًا وأسر حوالي 250 آخرين.

لقد أدت الحرب الإسرائيلية على غزة إلى مقتل أكثر من 39,623 فلسطينياً في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وأسر الآلاف من الفلسطينيين.

وقال المسؤول في حماس إن “حماس شاركت في جولات عديدة من المفاوضات من أجل إنهاء المعاناة الفلسطينية، وقدمت تنازلات لصالح شعبنا”.

“ولكن نتنياهو كان يحبطهم جميعا من أجل الحفاظ على منصبه السياسي. وهو يعلم جيدا أن نهاية الحرب تعني نهاية وجوده السياسي، وقد يذهب إلى السجن بتهمة الفساد”.

وأضاف المسؤول أن “إسرائيل اعتقدت أنها ستجبر حماس على تقديم المزيد من التنازلات بعد اغتيال إسماعيل هنية، لكنها دفعت الحركة إلى اتخاذ المزيد من القرارات التي من شأنها منع المضي قدما في المفاوضات غير المباشرة”.

“مجمدة حتى إشعار آخر”

ويجتمع أعضاء حماس حاليا لاختيار زعيم جديد لحماس ليحل محل هنية. وكانت هناك مؤشرات على أن هذا الزعيم الجديد قد لا يتم الكشف عنه خوفا من أن تنفذ إسرائيل عملية اغتيال جديدة، وفقا لمصادر فلسطينية مقربة من حماس.

وأضافت المصادر أنه “نتيجة لذلك فإن حماس ستبقي مفاوضاتها مع إسرائيل مجمدة حتى إشعار آخر”.

في هذه الأثناء، تواصل إسرائيل إصدار شروط جديدة أو متناقضة بشأن أي جولة مفاوضات قادمة تتعارض مع اتفاق وقف إطلاق النار الذي حدده الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أشهر.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن “الولايات المتحدة مستعدة لتقديم ضمانات لإسرائيل بأنها ستتمكن من تجديد القتال ضد حماس في غزة بعد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار المحتمل وصفقة الرهائن، كوسيلة للضغط على حماس لإطلاق سراح جميع الرهائن الذين يجب أن تفرج عنهم في المرحلة الأولى”.

وبحسب صحيفتي يديعوت أحرونوت وهآرتس، فإن “واشنطن لم تقدم بعد ضمانات مكتوبة، كما تطالب القدس، ولكنها وافقت من حيث المبدأ على تقديمها إذا تم التوصل إلى اتفاق”.

وقال المحلل السياسي المقيم في غزة حسام الدجاني لوكالة الأنباء التونسية: “إذا حصلت إسرائيل على مثل هذه الضمانات، فهذا يعني حكما بالإعدام على الجهود الدبلوماسية الجارية حاليا لإعادة حماس إلى مسار المفاوضات للوصول إلى اتفاق”.

ويعتقد أن حماس لن تخضع لأي ضغوط، مهما كانت صعبة، للعودة إلى المفاوضات دون الحصول على ضمانات مكتوبة بأن إسرائيل مستعدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأضاف الدجاني “الآن نستطيع أن نقول إن حماس لم يعد لديها ما تخسره، فقد خسرت الكثير ولن تتلقى ضربات أشد من تلك التي تلقتها خلال الأشهر العشرة الماضية”.

ورأى الدجاني أن نتنياهو يريد إطالة أمد الحرب حتى انتهاء الانتخابات الأميركية التي ستبدأ في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وتنصيب رئيسها الجديد مطلع العام المقبل، لكسب الوقت لتحقيق طموحاته السياسية.

“لا شك” في الرد العسكري الفلسطيني

وأضاف أنه “إذا فاز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية، فسيكون ذلك انتصارا لنتنياهو، الذي سيظهر مزيدا من التصلب والعناد في التعامل مع غزة والمقاومة الفلسطينية”.

في المقابل، يرى الدجاني أنه في حال فوز كامالا هاريس، فإن نتنياهو لن يتردد في التنازل عن شروطه غير المنطقية والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ولكن بعد ارتكاب عشرات الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.

ويتفق الخبير السياسي هاني المصري المقيم في رام الله مع رأي الدجاني، حيث قال لوكالة الأنباء الرسمية “حماس قررت إغلاق ملف المفاوضات مع إسرائيل منذ فترة طويلة”.

بدوره، يشير المصري إلى أن إسرائيل أجبرت المقاومة الفلسطينية على تغيير قواعدها والالتزام بقتال جنود الاحتلال في قطاع غزة المحاصر والضفة الغربية المحتلة.

وأضاف المصري “لا شك أن المقاومة الفلسطينية سترد على اغتيال هنية بأسرع وقت ممكن لكسر قوة الردع الإسرائيلية”.

وأضاف “لن نتفاجأ إذا نجحت المقاومة في اغتيال وزير إسرائيلي أو اختطاف مزيد من الجنود الإسرائيليين أو توجيه ضربات مؤلمة لإسرائيل داخل غزة وخارجها”، مشيرا إلى أن “هذا من شأنه أن يعقد عملية تجسير الفجوات بين الجانبين في أي جولة جديدة من المفاوضات”.

[ad_2]

المصدر