رئيس بلدية سنجار العراقية الجديد يتعهد بالاستقرار ويرفض التدخل

رئيس بلدية سنجار العراقية الجديد يتعهد بالاستقرار ويرفض التدخل

[ad_1]

يظهر في الصورة ضريح الشيخ عدي بن مسافر، وهو مزار مقدس لدى الإيزيديين. واليوم، لا يزال أكثر من 200 ألف إيزيدي في مخيمات النزوح، غير قادرين على العودة إلى سنجار.(Getty)

وتعهد رئيس بلدية سنجار المنتخب حديثا بالعمل بشكل وثيق مع الحكومة العراقية لتأمين المدينة ذات الأغلبية الإيزيدية وضمان عدم وقوعها تحت تأثير أي فصيل سياسي.

انتخب مجلس محافظة نينوى في 2 تموز/يوليو الناشط الإيزيدي السابق سيدو خيري أحمد، والذي عين أيضاً رؤساء بلديات لستة أقضية أخرى و13 ناحية فرعية.

يأتي انتخاب أحمد في الوقت الذي تستمر فيه سنجار في التعافي من الهجوم المدمر الذي شنته جماعة الدولة الإسلامية (داعش) قبل عقد من الزمان. في 3 أغسطس 2014، شن مسلحو داعش هجومًا وحشي على الإيزيديين، وهم أقلية عرقية دينية في شمال العراق، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 5000 شخص واختطاف حوالي 7000 امرأة وطفل، تعرض العديد منهم للعبودية الجنسية وغيرها من الانتهاكات. واليوم، لا يزال أكثر من 200 ألف إيزيدي في مخيمات النازحين، غير قادرين على العودة إلى ديارهم في سنجار.

وباعتباره رئيس بلدية، أعطى أحمد الأولوية لمعالجة العقبات الكبيرة التي تحول دون إعادة توطين النازحين الإيزيديين، بما في ذلك تحسين البنية التحتية والإسكان والخدمات العامة، وخاصة قبل بداية الشتاء. وقال أحمد لصحيفة العربي الجديد: “المنطقة بحاجة إلى المزيد من البنية التحتية والإسكان والمزيد من مشاريع الخدمة العامة قبل حلول الشتاء”.

كما سلط أحمد الضوء على الحاجة إلى خلق فرص العمل لدعم عودة السكان المحليين. وفي حين عرضت الحكومة العراقية أربعة ملايين دينار عراقي (حوالي 2700 دولار أميركي) لكل أسرة راغبة في مغادرة المخيمات وإعادة التوطين في سنجار، زعم أحمد أنه ينبغي زيادة هذه المساعدات، وتسريع العملية لجعل العودة ممكنة.

وقال إنه “لتسريع عودة أهالي سنجار إلى أماكنهم الأصلية، لا بد من زيادة المساعدات البالغة أربعة ملايين دولار، وتسريع الإجراءات”.

لا يزال الأمن يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة لرئيس البلدية الجديد. فقد نصت اتفاقية سنجار لعام 2020، الموقعة بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كردستان، على انسحاب جميع الجماعات المسلحة من سنجار وإنشاء إدارة محلية جديدة. ومع ذلك، لم يتم تنفيذ الاتفاقية بالكامل بعد، حيث تحتفظ جماعات مسلحة مختلفة، بما في ذلك تلك المتحالفة مع حزب العمال الكردستاني، بوجودها في المنطقة.

وقد ازداد الوضع تعقيدا بسبب الغارات الجوية التركية المتكررة التي تستهدف مقاتلين تابعين لحزب العمال الكردستاني في سنجار. وتعتبر تركيا قوات حماية سنجار، التي نشأت بعد هجوم داعش بدعم من حزب العمال الكردستاني، امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي حظرته. وقد أسفرت هذه الغارات عن سقوط ضحايا من المدنيين، مما أضاف إلى انعدام الأمن في المنطقة.

ومؤخرا، نقلت وزارة الداخلية العراقية دائرة البطاقة الوطنية من القحطانية قرب سنجار إلى البعاج غرب محافظة نينوى بعد مزاعم بأن مسؤولا في وحدات حماية سنجار حاول إصدار بطاقة هوية وطنية لعضو في حزب العمال الكردستاني. ونفى أحمد هذه المزاعم، موضحا أن القضية نابعة من سوء تفاهم بين أحد المدنيين ومدير دائرة البطاقة الوطنية.

وأكد أحمد أن إدارته ستعمل على إرساء التنسيق المشترك بين جميع القوات في المنطقة، بما في ذلك الشرطة المحلية والجيش العراقي، لضمان الاستقرار.

وأضاف “سيكون لدينا خطة أمنية واضحة للجميع، وستكون مرتبطة بسيادة العراق والحكومة المحلية في نينوى والقوات الأمنية العراقية”.

كما تعهد أحمد بمعاملة جميع الأطراف بشكل عادل وضمان عدم فرض أي مجموعة خارجية إرادتها على إدارته، وأكد التزامه بتأمين المناطق الحدودية العراقية السورية والحفاظ على سيادة العراق.

وتظل الديناميكيات السياسية والأمنية الأوسع نطاقًا في سنجار معقدة. فقد حلت بغداد مؤخرًا ثلاثة أحزاب سياسية يزيدية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، والتي حافظت، إلى جانب وحدات مقاومة سنجار، على وجود كبير في المنطقة منذ هزيمة داعش. وقد قاومت وحدات مقاومة سنجار تسليم السيطرة على سنجار إلى إدارة جديدة، مما أدى إلى تعقيد الجهود الرامية إلى تطبيع الوضع على النحو المبين في اتفاق عام 2020.

وقال عضو مجلس محافظة نينوى السابق أحمد المتويتي لمراسل العربي الجديد في بغداد محمد علي إن الحكومة العراقية عازمة على القضاء على الميليشيات التي تسللت إلى العراق من خارج حدوده، وأضاف أن نفوذ حزب العمال الكردستاني قوي بشكل خاص في غرب نينوى بما في ذلك سنجار والمناطق المحيطة بها، ورجح أن نقل مديرية الأحوال المدنية بعيدا عن نفوذ حزب العمال الكردستاني قد يضعف الجماعة أكثر.

وأكد الناشط السياسي محمد الحمداني في حديثه لموقع العربي الجديد، التزام الحكومة العراقية بضمان استقلال الموظفين العاملين في سنجار عن حزب العمال الكردستاني، مشيرا إلى أن حزب العمال الكردستاني أصبح مشكلة أمنية وسياسية واجتماعية في غرب نينوى، وهناك دعم واسع لإجراءات الحكومة ضد الجماعة. وتوقع الحمداني اتخاذ إجراءات أخرى في سنجار، بما في ذلك عمليات التفتيش الأمنية للتأكد من عدم ارتباط الموظفين والمسؤولين المحليين بالحزب المحظور.

ومع استمرار سنجار في مواجهة هذه التحديات المعقدة، تظل المدينة متخلفة عن الركب، حيث لا يزال ما يقرب من نصف سكانها نازحين. وستكون قدرة العمدة الجديد على التغلب على هذه الصعوبات واستعادة الاستقرار أمراً بالغ الأهمية في تحديد مستقبل سنجار وسكانها الذين عانوا طويلاً.

[ad_2]

المصدر