[ad_1]
أكثر من 130 ألف فلسطيني قتلوا أو أصيبوا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة (GETTY)
قرر حساب بارز على مواقع التواصل الاجتماعي يوثق القتلى المدنيين الفلسطينيين في غزة، التوقف عن نشر آخر المستجدات بشأن الحرب، لأن “الجميع اعتادوا على رؤيتنا نُقتل”.
ويشير القرار المفاجئ الذي أعلنته حسابات شهداء غزة على إنستغرام وتويتر إلى التعب العالمي المتزايد بسبب الحرب، حيث يشعر الفلسطينيون في غزة بأن أصواتهم لم تعد مسموعة رغم استمرار القتل.
وفي منشور على موقع “إكس” يوم الثلاثاء، كتب شهداء غزة: “نعتقد أنه لم يعد هناك جدوى من سرد قصصنا الإنسانية بعد الآن؛ فقد اعتاد الجميع على رؤيتنا مقتولين”.
وجاء في الحساب أنه لم يعد من المجدي “المخاطرة بإرسال صوتنا إلى عالم يكتفي بالتضامن المجرد”.
وعلى الرغم من وحشية الهجوم الإسرائيلي على غزة والذي أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص وإصابة 90 ألف آخرين، فقد فشل المجتمع الدولي في وقف القتال.
فشلت المحادثات غير المباشرة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس التي تحكم قطاع غزة في الاتفاق على شروط الهدنة. ومن المقرر أن تبدأ جولة جديدة من المحادثات في قطر يوم الخميس.
يستخدم الحساب اسم @GazaMartyrs، ومنذ أكتوبر/تشرين الأول يكتب بشكل متكرر منشورات على غرار النعي مصحوبة بصور للأشخاص الذين قتلوا في الهجوم الإسرائيلي على غزة، في محاولة لإضفاء طابع إنساني على السيل اللامتناهي من الضحايا وأعداد القتلى اليومية.
ومن بين الشخصيات التي ظهرت في الحساب جدة تبلغ من العمر 80 عامًا، وطفلين صغيرين قُتلا في يوليو/تموز وتم تصويرهما وهما يرتديان الزي المدرسي، وأب قُتل إلى جانب ابنته في شمال غزة في يناير/كانون الثاني.
وكتب الحساب يوم الثلاثاء: “حتى أن العديد من قصصنا الإنسانية لم تعد تثير اهتمام الناس (حتى صوتنا يتم تجاهله)”، مطالبًا متابعيه البالغ عددهم 150 ألفًا بالصلاة من أجل غزة. ويبلغ عدد متابعي حسابهم على إنستغرام 63 ألفًا.
وحظي المنشور الذي أعلنوا فيه قرارهم بـ3.2 مليون مشاهدة مع أكثر من 32 ألف إعادة نشر و63 ألف إعجاب.
أعرب العشرات من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي “إكس” عن حزنهم إزاء “فشل” العالم في وقف عمليات القتل في غزة، وحثوا الحساب على الاستمرار في النشر وعدم الاستسلام.
وكتبت الصحافية الأميركية آبي مارتن: “آسفة لأن العالم خذلكم”، بينما قالت المخرجة آلاء حمدان: “لا تمنحوا العدو أبداً متعة صمتكم”.
وتشير التقارير إلى أن الحساب تديره امرأة تدعى روزان، والتي أجرى موقع المدونات الأمريكي Lit Hub مقابلة معها في شهر مارس/آذار.
وقالت روزان إنها أنشأت الحساب لإظهار أن “شهدائنا ليسوا أرقامًا” وتفنيد الرواية الإسرائيلية عن سكان غزة بأنهم “إرهابيون”.
وفي منشور لها على موقع إنستغرام في فبراير/شباط، كتبت أن الصفحة تم إنشاؤها “كوسيلة بالنسبة لي للقيام بدوري ولضمان أن الشهداء، تلك النفوس الجميلة التي فقدت بسبب وحشية إسرائيل، لا يتم اختزالهم في إحصائيات باردة”.
وأضافت أن روزان حصلت على معلومات عن القتلى من أصدقائها ومعارفها.
ومن بين الشخصيات المذكورة في الصفحة، نادر خليل من شمال غزة، الذي كان عريساً ووصف بأنه “عمود أسرته”.
وتصور إحدى المنشورات امرأة شابة تدعى أماني، كانت “تحب التصوير الفوتوغرافي والرسم بشدة”، وقد قُتلت خلال غارة إسرائيلية على خان يونس في يوليو/تموز.
ويعد هذا الحساب على وسائل التواصل الاجتماعي واحدًا من بين العديد من المشاريع المشابهة التي ظهرت منذ بدء الحرب على غزة، في محاولة لمشاركة وتوثيق محنة الضحايا الفلسطينيين.
وكان هناك مشروع حسابي آخر حظي بمتابعة وثيقة وهو مشروع “نحن لسنا أرقامًا” والذي سعى أيضًا إلى إضفاء الطابع الإنساني على أولئك الذين قتلوا في الحرب.
وقد تم تأسيسها على يد الأستاذ الجامعي الراحل رفعت العرير، الذي أثار مقتله في هجوم إسرائيلي في ديسمبر/كانون الأول موجة عالمية من الحزن.
وكانت حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي تحظى بمتابعة دولية كبيرة، كما تم تداول قصيدته المأساوية “إذا كان لا بد لي من الموت” على نطاق واسع بعد مقتله.
ولعبت هذه الروايات دوراً هاماً في توثيق العدد الكبير من المدنيين الذين قتلوا، خاصة وسط الجهود الإسرائيلية والأمريكية للتشكيك في الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة في غزة.
[ad_2]
المصدر