[ad_1]
وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن “من بين إجمالي عدد القتلى، قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 16 ألف طفل في غزة”. (غيتي)
بينما تستمر حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على السكان الفلسطينيين في قطاع غزة منذ أكثر من 11 شهراً، يستغل الأطفال الفلسطينيون الناجون من الهجوم أي فرصة لتحسين صحتهم العقلية من خلال اللعب، حتى لو أدى ذلك إلى قتلهم.
حذرت منظمات غير حكومية مثل الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين ومنظمات حقوق الإنسان في قطاع غزة من أن الجيش الإسرائيلي “يقتل عمدا” الأطفال الفلسطينيين أثناء لعبهم وممارسة حقوقهم الطبيعية مثل جميع الأطفال في جميع أنحاء العالم.
كانت تالا أبو عجوة، طفلة فلسطينية تبلغ من العمر عشر سنوات من مدينة غزة، من بين الأطفال الذين قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي.
في الثالث من سبتمبر/أيلول، حصلت تالا على موافقة والديها للعب مع أصدقائها وإخوتها خارج ساحة منزلها في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة. أرادت تجربة حذاء التزلج الخاص بها.
ولم تمر سوى دقائق معدودة حتى أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي صاروخاً على شقة في المبنى الذي تملكه عائلتها، واخترقت شظية من الصاروخ رقبتها ما أدى إلى استشهادها على الفور.
وقال حسام أبو عجوة، والد الطفلة، لـ«العربي الجديد»: «ما إن سمعت صوت الانفجار حتى هرعت لأتفقد ما يحدث، فصُدمت حين رأيت ابنتي ملقاة على الأرض والدماء تغطي جسدها وحذاء التزلج الخاص بها».
وقالت أبو عجوة “أكثر ما يؤلمني هو أن الجيش قتل طفلتي وتناثر دمها على حذائها الوردي الذي كانت تحبه كثيراً”.
وقال الأب الحزين وهو يحمل حذاء ابنته: “كانت ابنتي تريد أن تلعب وتستمتع مثل بقية أطفال العالم، فما ذنبها حتى تُقتل وهي تلعب؟”.
محو الأحلام
وأضاف “رغم الظروف المأساوية التي نعيشها في غزة في ظل القصف والقتل المستمر، إلا أن ابنتي ظلت تلعب مع أصدقائها على أمل إيجاد بعض السعادة ونسيان مآسي الحرب”.
وانتشر مقطع فيديو قصير لجثة تالا وهي ترتدي حذاء التزلج على نطاق واسع، وحظي بتغطية إعلامية وتعاطف من قبل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم.
“حلمت كثيرًا أنه في يوم من الأيام سأنشر فيديو لابنتي بعد أن تكبر وتتخرج من الجامعة لأعبر عن فخري بها، لكن جيش الاحتلال حرمنا من الأحلام ومن أن يكون لنا مستقبل أفضل”، يقول الأب بمرارة.
سهام حمادة، فلسطينية من مدينة غزة، كانت تأمل أن توثق لحظات تخرج ابنها محمد من الجامعة أيضًا.
لكن الجيش الإسرائيلي قتل ابنها البالغ من العمر 12 عامًا في أبريل في حي الزيتون جنوب مدينة غزة. كان مع مجموعة من أصدقائه يلعبون كرة القدم عندما أصابتهم غارة صاروخية إسرائيلية مستهدفة.
وقالت لـ«ت.ن.أ»: «هربنا من الموت مرات عديدة، وحميت أطفالي طوال فترة النزوح المتكررة، لكن يبدو أن الجيش يصر على قتل أطفالنا وتدمير حياتنا».
“لماذا كل هذا الصمت الذي يسود العالم؟ لماذا يقتل أطفالنا دون أن يقف أحد إلى جانبنا أو يحمينا؟ إلى متى سيستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في قتلنا بدم بارد؟”، تساءلت.
وشاركت الأم الحزينة أمنية طفلها التي كانت تتمنى أن تتحقق قبل وفاته، حيث تمنى محمد أن تنتهي الحرب يوماً ما وأن يعود إلى حياته اليومية، “لكن في كل مرة يقصف فيها الجيش الإسرائيلي بالقرب منا، يركض طفلي نحوي ويقول لي إنه خائف”.
وتتمنى الأم أيضا أن تنتهي الحرب وأن يتوقف “قتل الأبرياء في غزة، حيث أن معظم الضحايا هم من الأطفال والنساء وكبار السن”.
بعد هجوم قادته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شن الجيش الإسرائيلي حرب إبادة جماعية واسعة النطاق ضد الجيب الساحلي المحاصر، مما أسفر عن مقتل أكثر من 41 ألف فلسطيني وإصابة حوالي 100 ألف آخرين، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
وأشارت الوزارة إلى أن “من إجمالي عدد القتلى، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 16 ألف طفل في غزة”.
[ad_2]
المصدر