تصاعد المخاوف بشأن رحيل فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة يهدد العدالة الإيزيدية

تصاعد المخاوف بشأن رحيل فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة يهدد العدالة الإيزيدية

[ad_1]

خسر تنظيم الدولة الإسلامية السيطرة على الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق في عام 2017 وفي سوريا في عام 2019. (جيتي)

بينما يستعد فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش (يونيتاد) لإنهاء مهمته في العراق بحلول سبتمبر/أيلول، يدق النشطاء والخبراء ناقوس الخطر بشأن العواقب المحتملة على الضحايا الإيزيديين وغيرهم من الأقليات.

وينظر إلى انسحاب فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة، الذي لعب دورا فعالا في توثيق جرائم داعش ودعم القضاء العراقي، على أنه انتكاسة كبيرة في السعي المستمر لتحقيق العدالة.

سلم فريق الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم داعش يوم الأحد أدلة حاسمة من تحقيقاته التي استمرت ستة أعوام إلى مجلس القضاء الأعلى في العراق. ووفقًا لبيان صادر عن المكتب الإعلامي للقضاء، قدمت آنا بييرو لوبيس، رئيسة فريق التحقيق في جرائم داعش، الملفات خلال اجتماع مع فائق زيدان، رئيس المجلس. يمثل هذا التسليم لحظة حاسمة حيث من المقرر أن تنتهي ولاية فريق التحقيق في جرائم داعش في 17 سبتمبر.

تم إنشاء فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة في العراق (يونيتاد) في عام 2017 بناء على طلب من الحكومة العراقية، وكانت مهمته ضمان محاسبة مسلحي داعش على فظائعهم. وشمل عمل الفريق جمع شهادات الشهود، وقيادة عملية استخراج الجثث من المقابر الجماعية، وتدريب القضاء العراقي.

ومع ذلك، واجه الفريق تحديات في علاقته بالحكومة العراقية، وخاصة فيما يتصل بتبادل المعلومات واستخدام بغداد لعقوبة الإعدام.

بعد مرور عشر سنوات على المذبحة المروعة التي ارتكبها تنظيم داعش ضد الإيزيديين، لا يزال العديد من الناجين ينتظرون العدالة. وعلى الرغم من تحرير المدن العراقية وهزيمة داعش، لم تعوض الحكومة العراقية الضحايا الإيزيديين بشكل عادل، أو تضمن عودتهم الآمنة إلى وطنهم في سنجار، أو تقدم الجناة إلى العدالة. ويرى الناشطون أن رحيل فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة قد يزيد من تعقيد هذه الجهود.

أعرب الخبير في شؤون الصراع والسلام، خضير دومبلي، عن قلقه العميق لـ«العربي الجديد»، قائلاً: «بعد 10 سنوات من الإبادة الجماعية للإيزيديين، فإن الحكومة العراقية لم تفعل ما كان متوقعاً. لقد فشلت الحكومة في تحقيق العدالة والمحاكمة العادلة لمرتكبي الإبادة الجماعية».

وسلط الضوء على غياب الشفافية في المحاكمات، مشيرا إلى أن الإطار القانوني في العراق غير مجهز للتعامل مع حجم الجرائم المرتكبة ضد الإيزيديين، حيث تفتقر البلاد إلى قوانين محددة بشأن الإبادة الجماعية وجرائم الحرب.

كما انتقد دومبلي التعويضات غير الكافية المقدمة للناجين الإيزيديين. ففي حين شهدت مناطق أخرى في العراق معدلات تعويض تجاوزت 70%، لم تتلق سنجار – موطن الطائفة الإيزيدية – سوى حوالي 10%، مما يعكس تقديرًا أقل من الواقع لمعاناة الطائفة. وأكد أن الدولة العراقية لم تعترف رسميًا بعد بالإبادة الجماعية الإيزيدية، ولا يزال الآلاف من الإيزيديين في عداد المفقودين، ويكافح الكثيرون للعودة إلى ديارهم بسبب التعويضات غير الكافية ونقص الخدمات العامة في أماكنهم الأصلية.

كما أعرب دومبلي عن مخاوفه إزاء مشروع قانون العفو العام الذي يجري مناقشته حالياً في البرلمان العراقي، محذراً من أنه قد يسمح لبعض الجناة بالإفلات من العدالة من خلال التدخل في القضاء. ودعا إلى محاكمة الضباط العسكريين المتهمين بالإهمال وارتكاب جرائم أخرى أثناء الإبادة الجماعية في إجراءات عادلة وشفافة ومتاحة لوسائل الإعلام والمجتمع الدولي.

وفيما يتعلق برحيل فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة، أكد دومبلي على الخطر الذي يشكله ليس فقط على الإيزيديين بل وعلى الأقليات الأخرى، بما في ذلك المسيحيين، الذين كانوا أيضًا ضحايا للحملة الوحشية التي شنها تنظيم داعش. وقال: “إن مغادرة فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة للعراق لا يشكل خطرًا على الإيزيديين فحسب، بل وعلى الأقليات الأخرى أيضًا”، مشيرًا إلى أن فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة هو الهيئة الدولية الوحيدة التي تشرف على محاكمة مقاتلي داعش السابقين.

إن انتهاء مهمة فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة يثير تساؤلات جدية حول كيفية استمرار الحكومة العراقية في إجراء هذه المحاكمات، والحفاظ على الأدلة الحاسمة، ومعالجة قضية استخراج الجثث من المقابر الجماعية.

وفي تطور ذي صلة، نجحت قوات الأمن العراقية في إنقاذ امرأتين إيزيديتين اختطفهما تنظيم داعش أثناء غزوه لسنجار عام 2014. وتشكل هذه العملية جزءًا من الجهود الأوسع التي يبذلها العراق لتحديد مكان ضحايا فظائع تنظيم داعش وتحريرهم.

وقال المتحدث باسم الجيش العراقي اللواء يحيى رسول عبد الله في بيان إن المرأتين تم إعادتهما من سوريا وإعادتهما إلى أسرتيهما، ومن بين الناجيات طفلة تبلغ من العمر عشر سنوات كانت رضيعة عندما اختطفت.

ورغم أن عملية الإنقاذ تمثل إنجازاً كبيراً، فإن التحديات المستمرة في تأمين العدالة للمجتمع اليزيدي تؤكد على الدور الحاسم الذي لعبته يونيتاد. ومع انتهاء مهمة يونيتاد ومغادرة بعثة المساعدة السياسية التابعة للأمم المتحدة بغداد بحلول عام 2025، يظل مستقبل العدالة والمساءلة عن الإبادة الجماعية اليزيدي غير مؤكد، مما يترك فراغاً قد تكافح الحكومة العراقية لملئه.

[ad_2]

المصدر