[ad_1]
وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المملكة العربية السعودية يوم الاثنين في جولة أزمة أخرى في الشرق الأوسط، على أمل تأمين هدنة جديدة في الحرب الإسرائيلية على غزة والتي استمرت وسط اقتراح وقف إطلاق النار.
وفي رحلته الخامسة إلى المنطقة منذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وصل بلينكن إلى الرياض ومن المتوقع في وقت لاحق أن يزور إسرائيل والوسطاء مصر وقطر.
وقبل الزيارة شدد على ضرورة “التعامل بشكل عاجل مع الاحتياجات الإنسانية في غزة”، بعد أن دقت منظمات الإغاثة مرارا وتكرارا ناقوس الخطر بشأن التأثير المدمر للحرب المستمرة منذ أربعة أشهر تقريبا على قطاع غزة المحاصر.
وقال سعيد حمودة، وهو فلسطيني فر من منزله إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، إن “الوضع لا يوصف”.
وتستضيف رفح، التي يطلق عليها الأمم المتحدة اسم “طنجرة ضغط اليأس”، أكثر من نصف سكان غزة الذين نزحوا بسبب الهجوم الإسرائيلي.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، توغلت إسرائيل جنوباً باتجاه المدينة الحدودية المكتظة بالسكان، محذرة من أن قواتها البرية قد تتقدم نحو رفح كجزء من الحملة للقضاء على حماس.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن “النصر الكامل سيوجه ضربة قاتلة” لحماس وكذلك للجماعات المسلحة الأخرى المدعومة من إيران في جميع أنحاء المنطقة.
وقتل ما لا يقل عن 128 شخصا في الغارات الإسرائيلية ليلة الاثنين حتى يوم الاثنين، وفقا للسلطات الصحية في غزة.
وقال شهود عيان لوكالة فرانس برس إنهم سمعوا قصفا مدفعيا في مناطق شرق رفح وخانيونس، حيث تعتقد إسرائيل أن مسؤولين كبارا في حماس يختبئون.
وأعلنت حماس عن قصف إسرائيلي في وسط وجنوب القطاع الساحلي، وقال الجناح المسلح للحركة إن مقاتليه هاجموا قوات بالقرب من مدينة غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته في شمال ووسط غزة قتلت “مئات الإرهابيين” خلال الأسبوع الماضي، وإنها تشتبك مع نشطاء حماس في خان يونس.
دفعة دبلوماسية
ومن المتوقع أن يناقش بلينكن إطار هدنة لم توقع عليه بعد حماس أو إسرائيل.
وأصبحت الجهود الدبلوماسية المطولة أكثر إلحاحا مع تصاعد الهجمات في جميع أنحاء المنطقة من قبل حلفاء حماس المدعومين من إيران، مما أدى إلى هجمات مضادة من قبل الولايات المتحدة وشركائها.
واندلعت الحرب بسبب الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل نحو 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
كما احتجز المسلحون نحو 250 رهينة. وتقول إسرائيل إن 132 فلسطينيا ما زالوا في غزة، من بينهم 28 يعتقد أنهم قتلوا، وفقا للأرقام المحدثة الصادرة عن مكتب رئيس الوزراء.
وشنت إسرائيل هجوما عسكريا واسع النطاق أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 27478 شخصا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
وقال مصدر في حماس إن الهدنة المقترحة ستوقف القتال لمدة ستة أسابيع أولية مع قيام حماس بإطلاق سراح رهائن مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل ودخول المزيد من المساعدات إلى غزة.
وقال نتنياهو، الذي يواجه انقسامات داخل حكومته وغضب شعبي بشأن مصير الرهائن المتبقين، إن إسرائيل “لن تقبل” مطالب حماس بتبادل الرهائن.
ونقل حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء قوله إن الشروط “يجب أن تكون مماثلة للاتفاق السابق” الذي شهد تبادل الأسرى مقابل سجناء فلسطينيين خلال هدنة نوفمبر.
وبينما يعاني سكان غزة من ظروف إنسانية مزرية، تواجه وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، الأونروا، جدلاً كبيراً بعد اتهامات بأن ستة موظفين، بعد أن كان عددهم 12، متورطون في هجوم حماس.
ظروف “مأساوية”.
وعلقت أكثر من اثنتي عشرة دولة، بقيادة كبار المانحين الولايات المتحدة وألمانيا، تمويلها لوكالة الإغاثة بعد ظهور هذه المزاعم.
لكن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس قال إن إسبانيا قالت إنها ستقدم مبلغا إضافيا قدره 3.5 مليون يورو (3.8 مليون دولار) “حتى تتمكن الأونروا من مواصلة أنشطتها على المدى القصير”.
وذكر بيان للأمم المتحدة أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أعلن عن تشكيل لجنة مستقلة لتقييم الأونروا و”ما إذا كانت الوكالة تفعل كل ما في وسعها لضمان الحياد”.
وجاء في بيان ملكي أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حث المانحين على مواصلة دعمهم للوكالة “للسماح لها بتقديم خدماتها الإنسانية الحيوية… خاصة في ظل الوضع الإنساني المأساوي في غزة”.
وذكر البيان أن الزعيمين حثا خلال اجتماعهما مع الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في عمان على حماية المدنيين في غزة ودعوا إلى تكثيف الجهود من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار و”حل سياسي” للصراع.
وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورن، في أول زيارة له للمنطقة منذ توليه منصبه، إن السلام لن يتحقق إلا من خلال الدبلوماسية، وحث على استئناف محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية “دون تأخير”.
منذ اندلاع الحرب في غزة، تصاعد العنف في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، حيث أعلن الجيش يوم الاثنين عن مزيد من التبادلات مع جماعة حزب الله المدعومة من إيران.
وقال وزير الخارجية إسرائيل كاتس لسيجورن إن “الوقت ينفد” للتوصل إلى حل، محذرا من عمل عسكري في منطقة الحدود اللبنانية “لإعادة المواطنين الذين تم إجلاؤهم” إذا فشلت الدبلوماسية.
وفي معرض طرحه لدعوته لتحقيق “النصر الكامل” في غزة، قال نتنياهو إنه بدون ذلك لن يعود النازحون الإسرائيليون، وستكون المذبحة القادمة مجرد مسألة وقت، وستحتفل إيران وحزب الله وآخرون ببساطة.
[ad_2]
المصدر