انتهاء محادثات العراق وحكومة إقليم كردستان في أربيل دون التوصل إلى اتفاق بشأن خلافات جوهرية

انتهاء محادثات العراق وحكومة إقليم كردستان في أربيل دون التوصل إلى اتفاق بشأن خلافات جوهرية

[ad_1]

وتعتبر المناقشات ذات أهمية حيوية بالنسبة للاقتصاد العراقي في ظل انخفاض أسعار النفط وتحديات السيولة. (جيتي)

أنهى مسؤولون كبار من الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كردستان، الاثنين، يومين من المحادثات رفيعة المستوى في أربيل دون التوصل إلى أي اتفاقات حاسمة بشأن النزاعات المستمرة منذ فترة طويلة بشأن عائدات النفط والمخصصات المالية وسيطرة الحدود.

وتعتبر هذه المناقشات بالغة الأهمية بالنسبة للاقتصاد العراقي في ظل انخفاض أسعار النفط وتحديات السيولة، وقد يكون لها آثار أوسع نطاقا على أسواق النفط العالمية. ومع ذلك، فإن الافتقار إلى تحقيق تقدم يترك قضايا رئيسية دون حل، وتواجه الحكومتان ضغوطا متزايدة.

وهدفت الاجتماعات إلى معالجة بعض التحديات الأكثر أهمية التي يواجهها العراق، وخاصة النزاعات المالية الطويلة الأمد بين بغداد وأربيل. وضم وفد الحكومة الاتحادية، برئاسة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، وزير المالية طيف سامي، ووزير التخطيط محمد علي تميم، ووزير التجارة أثير داود سلمان، ومحافظ البنك المركزي العراقي علي محسن العلاق. وترأس وفد حكومة إقليم كردستان رئيس الوزراء مسرور بارزاني.

ورغم أن الجانبين أقرا بالتقدم المحرز في بيان مشترك صدر بعد الاجتماعات، إلا أنهما لم يتوصلا إلى اتفاقات ملموسة بشأن القضايا الأكثر إثارة للجدال. وقد تم اتخاذ قرارات مؤقتة بشأن بعض المسائل، ولكن العديد من الموضوعات الرئيسية أحيلت إلى مجلس الوزراء العراقي لمزيد من المناقشة.

الموظفون الحكوميون في حالة من النسيان

كانت قضية تأخر صرف رواتب موظفي الخدمة المدنية في إقليم كردستان العراق من بين نقاط الخلاف الرئيسية، وهو ما كان مصدر إحباط متزايد. وقد أصدر المجلس الوزاري العراقي للاقتصاد تعليماته إلى وزارة المالية بحل قضية الرواتب غير المدفوعة، والتي تأخرت بسبب التعقيدات المرتبطة بنظام الرواتب البيومتري. وقد واجه هذا النظام، المصمم لتحسين شفافية الرواتب والحد من الاحتيال، تأخيرات كبيرة في طرحه.

وتحتاج حكومة إقليم كردستان إلى نحو 940 مليار دينار عراقي (600 مليون جنيه إسترليني) شهرياً لدفع رواتب موظفيها المدنيين البالغ عددهم 1.2 مليون موظف. ولكن العجز المالي والبطء في تنفيذ النظام البيومتري أدى إلى تأخيرات متكررة في دفع الرواتب. ولا يزال آلاف الموظفين في القطاع العام ينتظرون أجورهم عن شهر أغسطس/آب، دون التوصل إلى حل واضح من المحادثات.

وعلى الرغم من التفاؤل الأولي لوزارة المالية في حكومة إقليم كردستان بأن الاجتماعات من شأنها أن تساعد في استقرار الوضع المالي، إلا أن موظفي الخدمة المدنية ما زالوا في حالة من الغموض. ورفض هونر جمال، المتحدث باسم وزارة المالية والاقتصاد في حكومة إقليم كردستان، التعليق على نتائج المحادثات عندما اتصلت به صحيفة العربي الجديد.

تهريب النفط والالتزام باتفاقات أوبك

ومن بين القضايا الملحة الأخرى التي نوقشت خلال الاجتماعات تهريب النفط من إقليم كردستان، الأمر الذي زاد من تعقيد قدرة العراق على الالتزام بحدود إنتاج أوبك. ووفقاً لتقرير صادر عن وكالة رويترز في يوليو/تموز، يتم تهريب نحو 200 ألف برميل من النفط يومياً من الإقليم إلى إيران وتركيا، وهو ما يدر نحو 160 مليون جنيه إسترليني شهرياً من العائدات غير الرسمية.

ورغم عدم التوصل إلى نتيجة واضحة من المحادثات، فقد اتفق الجانبان على مواصلة مناقشاتهما. واقترح عقد اجتماع رفيع المستوى بين بغداد وأربيل لمعالجة قضايا النفط والطاقة والمعابر الحدودية، مع دعوة المجلس الاقتصادي لحكومة إقليم كردستان إلى بغداد لإجراء مزيد من المحادثات. كما التزمت الحكومتان بتشكيل لجان مشتركة لمعالجة القضايا المشتركة والعمل على تحقيق تعاون أكبر.

وقد تصاعدت هذه التجارة غير المشروعة منذ إغلاق خط الأنابيب الذي يربط إقليم كردستان بتركيا في عام 2023، بعد حكم أصدرته محكمة دولية مقرها باريس. ووجدت المحكمة أن تركيا انتهكت اتفاقية عام 1973 بالسماح لحكومة إقليم كردستان بتصدير النفط بشكل مستقل منذ عام 2014. وقد كلف توقف الصادرات العراق ما يقدر بنحو 19 مليار دولار من العائدات المفقودة، وفقًا لمجموعة صناعة النفط في كردستان (ABIKOR).

وأشار البيان إلى أن الجانبين ناقشا أيضا قضايا أخرى، بما في ذلك الزراعة، وتراخيص التصدير والاستيراد، وتراخيص المصانع، وتصنيف المقاولين، والمعابر الحدودية، والجمارك، والنفط، والطاقة، والقطاع المصرفي.

وكان من بين التوصيات الرئيسية استمرار اجتماعات اللجان المشتركة بين الوزارات من كلا الحكومتين للوصول إلى تفاهم متبادل يخدم المصلحة العليا لجميع المواطنين العراقيين.

وتسعى بغداد إلى تحقيق قدر أكبر من الشفافية في إدارة عائدات النفط، بما في ذلك نظام مركزي يتم بموجبه دفع جميع رواتب القطاع العام من خلال البنوك الوطنية مثل الرافدين والرشيد وبنك التجارة العراقي.

ولكن حكومة إقليم كردستان قاومت تبني هذا النظام بالكامل، بل روجت بدلاً من ذلك لمبادرة “حسابي”، التي تشجع موظفي القطاع العام على فتح حسابات في البنوك الخاصة. ويزعم المنتقدون أن هذا النهج يسمح لحكومة إقليم كردستان بالحفاظ على سيطرة أكبر على صرف الرواتب.

المبادرات المصرفية والاقتصادية

كما استعرض رئيس الوزراء بارزاني ومحافظ البنك المركزي العراقي العلاق خلال اللقاءات القطاع المصرفي في إقليم كردستان. وأشاد بارزاني بنجاح مشروع “حسابي” الذي سجل حتى الآن أكثر من 500 ألف موظف في القطاع العام لصرف رواتبهم عبر البنوك الخاصة. وتتوقع حكومة إقليم كردستان انضمام 200 ألف موظف حكومي إضافي إلى النظام الشهر المقبل.

وذكرت وكالة الانباء العراقية (واع)، ان “الجانبين اتفقا على اهمية استمرار مشروع حسابي بدعم ومتابعه مستمره من البنك المركزي”، مبينة ان بارزاني عبر عن شكره للعلاق على “دعمه الاستثنائي للمشروع والاصلاحات المصرفية في اقليم كردستان”. كما ناقش الاجتماع تسريع الشمول المالي في اقليم كردستان ضمن الاهداف الاستراتيجية للبنك المركزي العراقي وخطواته نحو رقمنة القطاع المصرفي.

وبينما كان المسؤولون يجتمعون داخل مقر المؤتمر، نظم مزارعون من مختلف أنحاء إقليم كردستان احتجاجات خارج مقر المؤتمر، مطالبين الحكومة بالحد من الواردات الزراعية الأجنبية. ويزعم المزارعون أن الواردات الرخيصة أضرت بالمزارعين المحليين وزادت من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها المنطقة.

وتسلط هذه الاحتجاجات الضوء على التحديات الاقتصادية الأوسع التي تواجه المنطقة. فبالإضافة إلى النزاعات غير المحسومة بشأن النفط والرواتب، تعاني منطقة كردستان من التضخم، وخفض الخدمات العامة، وتزايد السخط بين مواطنيها.

وتعتبر المناقشات المستقبلية حاسمة، ولكن يبقى أن نرى ما إذا كان من الممكن التوصل إلى حل دائم.

[ad_2]

المصدر