القيود الإسرائيلية على المساعدات كان لها "تأثير مباشر" على الجوع في غزة

القيود الإسرائيلية على المساعدات كان لها “تأثير مباشر” على الجوع في غزة

[ad_1]

تقدر الأمم المتحدة أن 96 في المائة من سكان غزة يواجهون انعدام الأمن الغذائي (GETTY)

أظهر تقرير جديد أن القيود التي فرضتها إسرائيل على تدفقات المساعدات إلى غزة وتدميرها للمرافق الغذائية كان لها تأثير مباشر على ظروف المجاعة التي عانى منها سكان القطاع طوال الأشهر الحادي عشر الماضية من الحرب.

يعيش الفلسطينيون في ظروف تشبه المجاعة، ويضطرون إلى اللجوء إلى آليات سلبية للتكيف “تشير إلى حالات المجاعة”، بحسب تقرير جديد حول أزمة الجوع في غزة.

ويلقي التقرير الذي أعدته منظمة اللاجئين الدولية الضوء على “الرواية المضادة” التي تتبناها إسرائيل، والتي تتلخص في التقليل من أهمية أزمة الجوع في القطاع المدمر وإنكار وجودها، والتي روج لها كبار الشخصيات الحكومية والعسكرية الإسرائيلية.

ودعت وكالات الإغاثة، بما في ذلك الأمم المتحدة، إسرائيل مرارا وتكرارا إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية الكاملة إلى جميع أنحاء القطاع المكتظ بالسكان، وإسقاط القيود المفروضة على دخول بعض المواد.

وتقول العديد من العائلات الفلسطينية إنها لا تتناول سوى وجبة واحدة في اليوم، حيث يضطر الآباء في كثير من الأحيان إلى تخطي بعض الوجبات للسماح لأطفالهم بتناول الطعام بدلاً منها. كما أفاد آخرون أنهم يأكلون طعام الحيوانات وأوراق الأشجار بسبب اليأس.

وذكر تقرير منظمة اللاجئين الدولية المكون من 25 صفحة والذي نشر يوم الخميس أن “المد والجزر في ظروف الجوع يرتبط ارتباطا وثيقا بالقيود والتنازلات التي تفرضها الحكومة الإسرائيلية على وصول المساعدات وسلوك الجيش الإسرائيلي”.

وقد تفاقم حجم أزمة الجوع نتيجة الدمار المتعدد الأوجه الذي لحق بالنظام الغذائي في القطاع، بما في ذلك انهيار القطاع الخاص في غزة الذي كان المصدر الرئيسي للسلع للسكان قبل الحرب.

والآن يعتمد أغلب السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على المساعدات لتلبية احتياجاتهم اليومية.

وتشير التقديرات إلى أن 96% من سكان غزة من المتوقع أن يواجهوا “أزمة أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي” هذا العام، بحسب التصنيف المرحلي الدولي الذي تدعمه الأمم المتحدة والذي يقيس أزمات الجوع على مستوى العالم.

ويقدر مسؤولو الصحة أن نحو 50 ألف طفل يحتاجون إلى العلاج من سوء التغذية الحاد، في حين أن 96% من النساء والأطفال دون سن الثانية لا يحصلون على احتياجاتهم الغذائية.

وحذرت منظمة اللاجئين الدولية من أنه في غياب إمكانية الوصول للمساعدات على المدى الطويل وضمان سلامة المدنيين والإنسانية، فإن خطر تفاقم الأوضاع الشبيهة بالمجاعة يظل قائما.

ويستشهد التقرير بمقابلات مع العديد من أصحاب المصلحة في نظام المساعدات في غزة، بما في ذلك مسؤولون حكوميون إسرائيليون وأردنيون، وفلسطينيون داخل غزة وأولئك الذين تم إجلاؤهم، فضلاً عن عمال الإغاثة.

وسلط التقرير الضوء على أن تدمير إنتاج غزة من الغذاء يشكل السبب الرئيسي لانتشار نقص الغذاء على نطاق واسع. فقد أدى الضرر الذي لحق بمطاحن القمح والحقول الزراعية إلى إعاقة السيادة الغذائية التقليدية في غزة، في حين جعل من الصعب تحويل أكياس الدقيق المتبرع بها إلى خبز.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 70% من الماشية المنتجة للحوم والألبان قد تعرضت للقتل أو الذبح قبل الأوان، فضلاً عن تدمير 68% من الأراضي الزراعية.

ويتناول التقرير أيضاً دراسة أجرتها الحكومة الإسرائيلية حول ظروف الجوع في غزة، والتي ساهمت في تهدئة المخاوف الدولية بشأن الأزمة الإنسانية.

ويستشهد التقرير بمسودة ورقة تغذية أعدها أكاديميون إسرائيليون، والتي زعمت أن كميات كافية من الغذاء دخلت غزة، على عكس مخاوف وشهادات العديد من المنظمات غير الحكومية المحترمة وتقارير مركز التخطيط الحضري.

ووجدت منظمة اللاجئين الدولية أن التقرير، الذي لم يخضع لمراجعة الأقران ولم ينشر في مجلة أكاديمية، به فجوات واضحة لأنه يحلل فترة زمنية مدتها أربعة أشهر فقط.

وأضافت الجمعية الخيرية أن مؤلفي الدراسة “رفضوا مشاركتها مع أكاديميين خارجيين عندما طلب منهم ذلك”.

على مدار الحرب التي استمرت أحد عشر شهراً، نزح نحو 90% من سكان غزة عدة مرات، وفي كثير من الأحيان بأمر من الجيش الإسرائيلي.

وهناك عامل رئيسي آخر ساهم في تفاقم أزمة الجوع في شمال غزة، والذي تفاقم بعد أن فرضت إسرائيل حصاراً على طول وادي غزة، مما أدى إلى تقسيم القطاع عن طريق الوسط ومنع وصول شاحنات المساعدات.

وأفادت الأمم المتحدة عن العديد من الحالات التي مُنعت فيها قوافلها من الوصول إلى المدن الشمالية على الرغم من التقارير المتزايدة عن سوء التغذية، حيث أُجبر السكان الجوعى بشدة على أكل الأعلاف الحيوانية وأوراق الشجر.

ورغم أن الضغوط الدولية أجبرت إسرائيل على فتح معبر حدودي ثان والسماح بدخول المواد التجارية إلى القطاع في أبريل/نيسان، فإن ذلك لم ينجح بشكل كاف في تخفيف تهديدات الجوع.

وأشار التقرير إلى أن من بين السلع التي تدخل القطاع السجائر والمشروبات الغازية والحلويات، وهي كلها غير صالحة لعلاج أزمة إنسانية.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، حذر مركز التخطيط المتكامل من أن أجزاء من شمال غزة معرضة لخطر المجاعة، لكن لم يتم فعل أي شيء لمواجهة التدهور حتى ساءت الظروف خلال أشهر الشتاء، بحسب التقرير.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 34 شخصا، معظمهم من الأطفال، لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية الحاد.

[ad_2]

المصدر