العراق يوافق على خط أنابيب البصرة-حديثة وسط توترات إقليمية

العراق يوافق على خط أنابيب البصرة-حديثة وسط توترات إقليمية

[ad_1]

ويعد المشروع جزءا من الاتفاقية الإطارية بين العراق والصين ومن المتوقع أن يعزز قدرة العراق على تصدير النفط مع توفير طريق بديل خلال الأزمات المحتملة في منطقة الخليج. (غيتي)

وافق مجلس الوزراء العراقي على مشروع خط أنابيب النفط البصرة-الحديثة الذي طال انتظاره، بهدف تنويع طرق تصدير النفط في البلاد وسط مخاوف جيوسياسية قد تعطل تدفق النفط عبر مضيق هرمز، قناة التصدير الرئيسية للعراق.

وسيمتد خط الأنابيب، الذي تقدر تكلفته بـ 5.97 تريليون دينار عراقي (4.56 مليار دولار)، على مسافة 2000 كيلومتر تقريبًا وينقل ما يصل إلى 2.25 مليون برميل يوميًا إلى ميناء العقبة الأردني.

ويعد المشروع جزءا من الاتفاقية الإطارية بين العراق والصين ومن المتوقع أن يعزز قدرة العراق على تصدير النفط مع توفير طريق بديل خلال الأزمات المحتملة في منطقة الخليج.

ولا يزال العراق يعتمد بشكل كبير على صادرات النفط، حيث يمر 90% من خامه عبر مضيق هرمز. وأي انقطاع في هذا الممر المائي الحيوي يمكن أن يكون له عواقب اقتصادية كارثية، مما يزيد من أهمية الطرق البديلة.

وفي الوقت نفسه، ظلت الجهود الرامية إلى استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان إلى ميناء جيهان التركي متوقفة بسبب النزاعات السياسية والتعاقدية التي لم يتم حلها، مما كلف المليارات من الإيرادات المفقودة لبغداد وأربيل وشركائهم الدوليين.

الأبعاد الإستراتيجية والسياسية

وفي حين أن الهدف الأساسي هو تعزيز قدرة العراق على تصدير النفط، فقد لاحظ المحللون الآثار الجيوسياسية لخط الأنابيب.
وقال كمران قادر، الأستاذ الجامعي الكردي، إن “المشروع له بعد سياسي أكثر منه اقتصادي”. “إن نقل النفط عبر الخليج أرخص من تصديره إلى العقبة. ولكن في حالة حدوث أزمة، يمكن أن يكون خط الأنابيب هذا بمثابة بديل حيوي”.

ونفى قادر التكهنات بأن النفط العراقي قد يتم تصديره إلى إسرائيل عبر خط الأنابيب. وأضاف أن “إسرائيل تحصل على النفط من دول مثل قبرص والنرويج وكندا ولا تحتاج إلى نفط العراق”.

بالإضافة إلى ذلك، فإن ربط خط الأنابيب بحقول نفط كركوك يمكن أن يوفر المزيد من الفوائد الاستراتيجية. وهذا من شأنه أن يوفر للعراق طريق تصدير شماليًا، متجاوزًا التعليق المستمر لشحنات النفط من إقليم كردستان إلى ميناء جيهان التركي بسبب النزاعات السياسية وحكم محكمة باريس ضد تركيا في مارس 2023.

نشأ مفهوم خط الأنابيب في الثمانينيات خلال الحرب الإيرانية العراقية، عندما دفعت المخاوف بشأن الإغلاق المحتمل لمضيق هرمز العراق إلى البحث عن طرق تصدير بديلة. ومع ذلك، أدى عدم الاستقرار السياسي والحروب والأزمات الاقتصادية إلى تأخير تنفيذه بشكل متكرر.

سيتم تطوير خط أنابيب البصرة-حديثة بموجب الاتفاقية الإطارية بين العراق والصين، وستقود أعمال البناء شركة نفط البصرة المملوكة للدولة (BOC) والشركة العامة للمشاريع النفطية (SCOP).

ويتضمن الجزء المهم من المشروع خط أنابيب بطول 685 كيلومترًا وقطر 56 بوصة قادرًا على نقل 2.25 مليون برميل يوميًا. وسيتم استخدام مواد عالية الجودة، ومن المتوقع أن يكتمل خط الأنابيب خلال 720 يومًا، بانتظار موافقة وزارة النفط.
وتم تخفيض تكلفة المشروع إلى 1.24 مليار دولار، أي بخصم 5.5% عن التقديرات الأولية، مما يضمن جدواه، وفقًا لبيان صادر عن الحكومة العراقية.

المعارضة والمخاوف الأمنية

وقد واجه خط الأنابيب انتقادات وتهديدات، خاصة من الميليشيات الشيعية الموالية لإيران. وفي العام الماضي، حذرت هذه الجماعات من استهداف خط الأنابيب، بدعوى أنه قد يخدم المصالح الإسرائيلية.

تم إحياء المشروع في عام 2013 من قبل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، لكنه توقف بعد ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2014. وقد قامت الحكومات اللاحقة، بما في ذلك تلك التي قادها حيدر العبادي، وعادل عبد المهدي، ومصطفى العبادي، بإحياء المشروع. كما فشل الكاظمي في تنفيذ المشروع بسبب الضغوط السياسية والمخاوف الأمنية.

ويشكل إطار التنسيق العراقي، وهو تحالف سياسي تهيمن عليه الفصائل الشيعية الموالية لإيران، تحديًا محتملاً آخر. وعلى الرغم من أن الحكومة الحالية برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني دفعت المشروع إلى الأمام، إلا أن الخلافات السياسية ما زالت قادرة على عرقلة التقدم.

وقد تم الترحيب بخط أنابيب البصرة-الحديثة باعتباره خطوة محورية نحو تأمين استقرار صادرات النفط العراقية. وبمجرد اكتمال المشروع، فإنه يمكن أن يحمي مصالح العراق الاقتصادية بينما يعيد تحديد دوره في سوق الطاقة العالمية. ومع ذلك، فإن نجاح المشروع يعتمد على التغلب على التحديات السياسية والأمنية واللوجستية الكبيرة التي أعاقت تطوير البنية التحتية في العراق لعقود من الزمن.

[ad_2]

المصدر