العراق يحمل التحالف الدولي مسؤولية قصف الحشد الشعبي

العراق يحمل التحالف الدولي مسؤولية قصف الحشد الشعبي

[ad_1]

كانت الغارة الجوية الأميركية التي شنت يوم الثلاثاء في العراق هي الأولى منذ فبراير/شباط. (جيتي)

أدانت الحكومة العراقية بشدة الغارة الجوية الأميركية التي أسفرت عن مقتل أربعة على الأقل من عناصر قوات الحشد الشعبي في محافظة بابل بوسط البلاد. ووصف مسؤولون عراقيون الغارة التي وقعت في وقت متأخر من مساء الثلاثاء بأنها “انتهاك خطير لسيادة البلاد”.

وتأتي الغارة الجوية في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات الإقليمية بعد غارة جوية إسرائيلية في بيروت تزعم إسرائيل أنها قتلت أكبر قائد في حزب الله ثم اغتالت إسرائيل الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران بين عشية وضحاها.

وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول عبدالله في بيان “ارتكبت قوات التحالف الدولي جريمة نكراء واعتداء سافرا حيث استهدفت بطائرات مقاتلة قادمة من وراء الحدود مواقع عراقية تابعة للقوات الأمنية شمال محافظة بابل في الساعة 22:45 من مساء يوم الثلاثاء 30 تموز الجاري ما أدى إلى استشهاد عدد من منتسبي قواتنا الأمنية في الحشد الشعبي وإصابة آخرين دون أي مبرر لهذا العمل العدواني المتهور وغير المسؤول”.

وأضاف عبد الله أن “مثل هذه الخروقات الخطيرة وغير المدروسة تقوض بشكل كبير كل الجهود والآليات وسياقات العمل الأمني ​​المشترك لمحاربة داعش في العراق وسوريا، ومن شأنها أن تجر العراق والمنطقة برمتها إلى صراعات وحروب وتداعيات خطيرة، لذا فإننا نحمل قوات التحالف الدولي المسؤولية الكاملة عن هذه النتائج المترتبة على ارتكاب هذا العدوان الغاشم”.

وأضاف أن “مثل هذه الانتهاكات تقوض بشكل كبير جهود الاستقرار والأمن في المنطقة، ويجب احترام سيادة العراق، وسنتخذ كافة التدابير اللازمة لضمان ذلك”. وأكد أن “العمليات الجارية من قبل القوات الأميركية ضد المواقع الرسمية العراقية غير مقبولة ويجب أن تتوقف على الفور. ونطالب بالمساءلة الكاملة والعدالة للأرواح التي أزهقت والجرحى في هذا الهجوم غير المبرر”.

واختتم عبد الله حديثه قائلا “نتوقع من المجتمع الدولي أن يقف إلى جانب العراق في إدانة هذا العدوان. إن سلامة وأمن مواطنينا هي الأهم، ولن نتسامح مع أي أعمال تهدد سيادتنا. وستتبع الحكومة العراقية كل القنوات القانونية والدبلوماسية اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات”.

كما أدان رئيس مجلس النواب العراقي بالوكالة محسن المندلاوي، القصف الجوي ووصفه بالانتهاك الصارخ للسيادة. وقال المندلاوي: “نرفض بشدة استمرار العمليات العسكرية الأميركية التي تستهدف المواقع والمؤسسات الرسمية التابعة للدولة العراقية، وتكرار مثل هذه التصرفات استفزاز واضح ولا يساهم في بناء علاقات ثنائية مستقرة وإيجابية”.

وقدّم تعازيه لأسر الشهداء، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى.

وتواصلت “العربي الجديد” مع المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي، لكن لم يتسن الحصول على تعقيب فوري منه.

كانت الغارة الجوية الأمريكية التي شنتها الولايات المتحدة يوم الثلاثاء في العراق هي الأولى منذ فبراير/شباط، عندما استهدفت الولايات المتحدة مئات المواقع المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني والميليشيات. وتخضع قوات الحشد الشعبي، وهي جماعة شبه عسكرية معتمدة من قبل الدولة تضم 150 ألف عضو، لتأثير إيراني كبير.

تستضيف العراق نحو 2500 جندي أمريكي بالإضافة إلى ميليشيات مدعومة من إيران. وقد زادت الهجمات على القوات الأمريكية في العراق منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

علاوة على ذلك، تخطط العراق لبدء انسحاب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول واستكماله بحلول سبتمبر/أيلول 2025، مع احتمال بقاء بعض القوات الأميركية في دور “استشاري”. سبق للولايات المتحدة، مع المملكة المتحدة، أن غزت العراق بشكل غير قانوني في عام 2003، وسحبت بعض القوات في عام 2011، ثم عادت في عام 2014 لمحاربة داعش.

وقال رئيس لجنة الدفاع والامن في مجلس النواب العراقي كريم ابو سودة لوكالة الانباء الرسمية (ت.ن.ع) “ندين بشدة استهداف احدى وحدات القوات الامنية العراقية في محافظة بابل ونعتبره خرقا لسيادة العراق وندعو الجميع الى الهدوء وعدم الادلاء بتصريحات وعلى الحكومة العراقية توضيح موقفها لان هذا الخرق غير مقبول ونحن ننتظر انسحاب القوات الامريكية وبدء مرحلة جديدة من العلاقات المشتركة في كافة المجالات مع القوات الامريكية”.

وحول توقيت الضربة، قال أبو سودة: “أعتقد أنها رد فعل بعد استهداف قاعدة عين الأسد، أعتقد أنها رد فعل طبيعي، ويجب على الجانبين العراقي والأميركي ضبط النفس حتى انتهاء المفاوضات المشتركة حول خطة انتقالية جديدة للتعاون الاستراتيجي بين الحكومة العراقية والقوات الأميركية”.

وبخصوص التأثيرات المحتملة على العلاقات بين العراق والولايات المتحدة، قال “نحن ندعم سياسات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، سواء الخارجية أو الداخلية، ونعتقد أن الاعتداء لن يؤثر على العلاقات المشتركة بين الجانبين. ضبط النفس مطلوب حتى انتهاء المفاوضات”.

من جانبها، تعهدت الميليشيات الموالية لإيران بالانتقام وطالبت بطرد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من العراق. وفي بيان صدر عقب الهجوم، لم تتهم قوات الحشد الشعبي أي طرف بشكل مباشر بالمسؤولية، لكنها أكدت على توقيت وشدة الهجوم.

وأكدت المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله أنها “كانت دائما تدافع عن المظلومين، وستتخذ القرار المناسب بعد التشاور مع إخوانها في تنسيقية المقاومة العراقية”، مجددة التزامها “بالانتقام لدماء الشهداء”.

وذكر البيان أن “العدو الأميركي شن هجوما غادرا بطائراته المسيرة من قاعدة علي السالم في الكويت، مستهدفا مجموعة من خبراء الطائرات المسيرة كانوا يخططون لإجراء تجارب تقنية جديدة لرفع كفاءة الطائرات الاستطلاعية المسيرة لمراقبة حدود كربلاء المقدسة وطرقها الخارجية، للمشاركة مع القوات الأمنية العراقية في حماية زائري أربعين الإمام الحسين (عليه السلام)”.

وأكد مسؤولون أميركيون، تحدثوا لرويترز شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، الغارة الجوية في المسيب بمحافظة بابل، ووصفوها بأنها “عمل دفاعي” يستهدف مسلحين يستعدون لشن هجمات بطائرات بدون طيار تشكل تهديدا للقوات الأميركية وقوات التحالف. وقال أحد المسؤولين “هذا الإجراء يؤكد التزام الولايات المتحدة بالسلامة والأمن”.

بينما تنعى كتائب حزب الله قتلاها في بغداد، طائرة أمريكية من طراز MC-12W تحلق في الجو. #العراق pic.twitter.com/9Fiv99k88i

— تموز إنتل (@Tammuz_Intel) 31 يوليو 2024

وبحسب مصادر في الشرطة العراقية ومصادر طبية، استهدفت الغارة الجوية قاعدة جنوب بغداد تستخدمها قوات الحشد الشعبي، وهي جماعة معترف بها من قبل الدولة تهيمن عليها ميليشيات متحالفة مع إيران. ويمثل هذا الحادث أول تحرك أمريكي معروف في العراق منذ فبراير/شباط، عندما شن الجيش الأمريكي ضربات في العراق وسوريا ضد أكثر من 85 هدفًا مرتبطًا بالحرس الثوري الإيراني والميليشيات المتحالفة مع إيران.

وقال المحلل السياسي العراقي إبراهيم العامري لوكالة الأنباء الرسمية (تسنتا): “إن توقيت استهداف الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، والذي يتزامن مع اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران بين عشية وضحاها والقيادي في حزب الله فؤاد شكر، هو لخلط الأوراق ونقل الرسالة إلى محور المقاومة بأنهم قادرون على الوصول إلى أي مكان ومتى يريدون لحماية الأمن القومي الإسرائيلي”.

وأشار أيضاً إلى أنه على الرغم من التصريحات الرسمية، فإنه يعتقد أن إسرائيل قد تكون وراء الهجوم، وفي حين من المتوقع أن ترد الميليشيات، فلن تكون هناك “عواقب” على العراق، حيث من المرجح أن تدين الأطراف السياسية العراقية الهجوم دون متابعة كبيرة.

وبحسب قناة صابرين على التلغرام فإن موكب تشييع القتلى الأربعة سيجري عصر اليوم أمام مقر هيئة الحشد الشعبي في بغداد.

وبينما يحاول العراق التعامل مع الديناميكيات المعقدة المتمثلة في استضافة القوات الأميركية وإدارة علاقته بإيران، فإن الضربة الجوية الأخيرة أضافت طبقة أخرى من التعقيد إلى البيئة المتقلبة بالفعل. ويؤكد رد الفعل القوي من جانب الحكومة العراقية واحتمال وقوع المزيد من أعمال الانتقام من جانب الميليشيات على التوازن الهش في المنطقة والتحديات المستمرة في الحفاظ على الاستقرار.



[ad_2]

المصدر