الصومال تتهم إثيوبيا بتأجيج الصراع الإقليمي لصرف الانتباه عن القضايا الداخلية

الصومال تتهم إثيوبيا بتأجيج الصراع الإقليمي لصرف الانتباه عن القضايا الداخلية

[ad_1]

وجه وزير الخارجية الصومالي السفير أحمد معلم فقي انتقادات حادة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، متهما إياه بمحاولة إشعال الصراع في منطقة القرن الأفريقي بهدف صرف الانتباه عن التحديات الداخلية التي تواجه إثيوبيا. جاء هذا الاتهام خلال إفادة صحفية عقدها يوم الأربعاء في مقر الوزارة في مقديشو، حيث التقى الوزير فقي بمديري الإدارات وكبار المستشارين.

وأكد الوزير فقي التزام الصومال الثابت بحماية وحدتها وسيادتها ضد أي تهديدات خارجية، وخاصة تلك التي تحمل طموحات توسعية. كما أصدر تحذيرا صارخا بأن أي إجراءات تقوض سلامة أراضي الصومال قد تؤدي إلى انتشار العنف وزعزعة استقرار المنطقة بأكملها.

وأكد الوزير فقي أن “الصومال لن يتسامح مع أي محاولات للمساس بسيادته أو وحدته، وأن الأجندات التوسعية التي تهدد حدودنا لن تجلب سوى عدم الاستقرار والفوضى إلى منطقة القرن الأفريقي”، مسلطا الضوء على التداعيات المحتملة لمثل هذه الإجراءات على السلام الإقليمي.

كما تطرق الوزير إلى المحادثات الجارية بوساطة تركية بين الصومال وإثيوبيا، مؤكداً على النوايا الصادقة للصومال في المناقشات. وأعرب عن امتنانه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية حقان فيدان لدورهما الحيوي في تسهيل الحوار الهادف إلى تعزيز السلام والأمن الإقليميين.

وقال الوزير فقي “أود أن أوضح أن الصومال منفتح تجاريا فقط على الاتفاقيات ذات المنفعة المتبادلة مع إثيوبيا. ولن نسمح بالوصول إلى البحر بشروط عسكرية أو سيادية، ولن نسمح بأي وجود عسكري طويل الأمد أو قصير الأمد”، مؤكدا على موقف الصومال الثابت. وشدد على أن أي اتفاقيات يتم إبرامها مع إثيوبيا ستكون متسقة مع القوانين والأعراف والمعاهدات الدولية، وخاصة اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

ويتماشى هذا الموقف الحازم مع سياسة الصومال الأوسع نطاقًا المتمثلة في دعم سيادتها وسلامة أراضيها، وهو الموقف الذي أصبح حيويًا بشكل متزايد وسط التوترات الجيوسياسية الأخيرة في المنطقة. وقد اعتُبرت المحادثات، التي تيسرها تركيا، فرصة حاسمة لتهدئة التوترات وتعزيز التعاون بين البلدين. ومع ذلك، تشير تصريحات الوزير فقي إلى أن الصومال لا تزال حذرة للغاية بشأن نوايا إثيوبيا.

كما أكد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود موقف بلاده الرافض للدخول في مفاوضات مع إثيوبيا قبل أن تعترف أديس أبابا رسميا بالصومال كدولة مستقلة ذات سيادة. وعزا انهيار المفاوضات الأخيرة في أنقرة إلى رفض إثيوبيا الاعتراف بسيادة الصومال، وهي نقطة خلاف حاسمة في المناقشات.

وقد تفاقمت الاحتكاكات الدبلوماسية بين الصومال وإثيوبيا في وقت سابق من هذا العام عندما وقعت إثيوبيا مذكرة تفاهم مثيرة للجدل مع منطقة أرض الصومال المنفصلة. وكان الاتفاق يهدف إلى منح إثيوبيا حق الوصول إلى البحر الأحمر في مقابل الاعتراف باستقلال أرض الصومال وإنشاء قاعدة بحرية. وسرعان ما ألغت الصومال الاتفاق واستدعت سفيرها من أديس أبابا وأكدت التزامها بالحفاظ على سلامة أراضيها.

لقد اعتبرت مقديشو الخطوة التي اتخذتها إثيوبيا للتعامل مع أرض الصومال، التي تعتبرها الصومال جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، بمثابة تحد مباشر لسيادتها. وكان إلغاء مذكرة التفاهم واستدعاء السفير في وقت لاحق بمثابة إشارات واضحة إلى تصميم الصومال على مقاومة أي جهود لتقويض مطالباتها الإقليمية.

إن العلاقات المتوترة بين الصومال وإثيوبيا لها جذور تاريخية عميقة، تميزت بعقود من الصراع والمنافسة والتنافس الجيوسياسي. تشترك الدولتان في حدود طويلة ومسامية، وتنافستا على النفوذ في منطقة القرن الأفريقي، وهي المنطقة التي تتميز بأهميتها الاستراتيجية وعدم الاستقرار المزمن. كان النزاع الحدودي حول منطقة أوجادين، موطن الصوماليين العرقيين، نقطة خلاف طويلة الأمد، مما أدى إلى تأجيج العداوات التي استمرت لأجيال.

لقد كان القادة الصوماليون ينظرون إلى إثيوبيا، في ظل أنظمة حكم مختلفة، باعتبارها قوة توسعية تسعى إلى تأكيد هيمنتها في المنطقة. وقد تعزز هذا التصور بعد التدخل العسكري الإثيوبي في الصومال في عام 2006، عندما دخلت القوات الإثيوبية، بدعم من الولايات المتحدة، الصومال لطرد اتحاد المحاكم الإسلامية من مقديشو. وقد أشعل هذا التدخل شرارة سنوات من التمرد والمقاومة، مما أدى إلى ظهور حركة الشباب، الجماعة المسلحة التي لا تزال تسبب الفوضى في الصومال.

في السنوات الأخيرة، بدا أن العلاقات بين البلدين تتحسن، وخاصة بعد تولي آبي أحمد السلطة في عام 2018. وتميزت سنواته الأولى في منصبه بإصلاحات شاملة وجهود لإصلاح العلاقات مع الدول المجاورة، بما في ذلك الصومال. ومع ذلك، مع تصاعد الصراعات الداخلية في إثيوبيا، وخاصة مع اندلاع حرب تيغراي في عام 2020، بدأت التوترات الإقليمية تطفو على السطح من جديد.

إن التوتر الحالي بين الصومال وإثيوبيا يأتي على خلفية الاضطرابات الداخلية في إثيوبيا، بما في ذلك الصراعات المستمرة في مناطق تيغراي وأوروميا وأمهرا. ويواجه رئيس الوزراء آبي أحمد، الذي كان يُشاد به ذات يوم باعتباره مصلحًا وحائزًا على جائزة نوبل للسلام، انتقادات متزايدة الآن بسبب تعامله مع هذه الصراعات. واتُّهِمَت حكومته بانتهاكات حقوق الإنسان، وتوقفت عملية السلام الواعدة مع إريتريا.

وتأتي اتهامات الوزير فقي في وقت أصبحت فيه طموحات إثيوبيا الإقليمية تحت التدقيق بشكل متزايد.

وسلط الوزير الضوء على تعاملات إثيوبيا المثيرة للجدل مع منطقة أرض الصومال الانفصالية، والتي تعتبرها الصومال جزءًا من أراضيها.

اشترك مجانًا في النشرة الإخبارية AllAfrica

احصل على آخر الأخبار الأفريقية مباشرة إلى صندوق بريدك الإلكتروني

نجاح!

انتهى تقريبا…

نحن بحاجة إلى تأكيد عنوان بريدك الإلكتروني.

لإكمال العملية، يرجى اتباع التعليمات الموجودة في البريد الإلكتروني الذي أرسلناه إليك للتو.

خطأ!

حدثت مشكلة أثناء معالجة طلبك. يرجى المحاولة مرة أخرى لاحقًا.

وفي وقت سابق من هذا العام، وقعت إثيوبيا مذكرة تفاهم مع أرض الصومال، سعياً للحصول على حق الوصول إلى البحر الأحمر في مقابل الاعتراف باستقلال أرض الصومال وإنشاء قاعدة بحرية. وسرعان ما ألغت الصومال الاتفاق، واستدعت سفيرها من أديس أبابا وأكدت التزامها بالحفاظ على سلامة أراضيها.

اعتبرت المحادثات التي توسطت فيها تركيا بين الصومال وإثيوبيا فرصة حاسمة لتهدئة التوترات وتعزيز التعاون بين البلدين. وأكد الوزير فقي أن الصومال دخلت هذه المناقشات بنوايا صادقة، مدفوعة بعلاقتها القوية مع تركيا.

وشكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية هاكان فيدان على دورهما الحيوي في تسهيل الحوار لتعزيز السلام والأمن الإقليميين.

ولكن المحادثات خرجت عن مسارها بسبب رفض إثيوبيا الاعتراف بسيادة الصومال، وهي نقطة خلاف حاسمة في المناقشات. وقد أوضح الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أن الصومال لن تشارك في المزيد من المفاوضات مع إثيوبيا حتى تعترف أديس أبابا رسمياً بالصومال كدولة مستقلة ذات سيادة. ولم يؤد انهيار المفاوضات في أنقرة إلا إلى تعميق الخلاف بين البلدين.

[ad_2]

المصدر