[ad_1]
منتدى إعلام السودان*: غرفة التحرير المشتركة – إعداد وتحرير: مركز العلاق للخدمات الصحفية
واستيقظ بعض سكان أحد أحياء جنوب الحزام بالخرطوم فجرا على أصوات إطلاق نار أعقبه صراخ إحدى الفتيات. خرجوا إلى الشارع. ووجدوا الفتاة ملقاة على الأرض غارقة في الدماء. وأخبرت بعض الحضور عن مكان وجود عائلتها. وذكرت أن جنوداً من قوات الدعم السريع أخذوها في سيارة. وقالت إن الجنود اعتدوا عليها.
وبحسب شهود عيان فإنهم سمعوا صراخ الفتاة وطلقات نارية مبكراً، إلا أنهم لم يستطيعوا الخروج من منازلهم خوفاً من أن يقتلوا، وبعد أن ابتعدت السيارة خرجوا ورأوا أن هناك عدداً من الرصاصات في المنزل. جسد الفتاة.
مخالفات متنوعة
ومع اقتراب هذه الحرب من عامها الثاني دون أفق لوقفها، هناك العديد من الانتهاكات الجسيمة ضد المرأة، خاصة الاغتصاب الذي استخدم كسلاح في حرب دارفور 2003، وتحول الآن إلى أداة حرب إجرامية لإذلال المجتمعات المحافظة في دارفور. القرى والأرياف، بالإضافة إلى العبودية والزواج القسري والعبودية، بحسب المنظمات الوطنية والدولية العاملة في مجالات حقوق الإنسان والدفاع عن المرأة والنوع الاجتماعي.
679 حالة اغتصاب
وتؤكد التقارير الموثقة أن عدد هذه الانتهاكات الممنهجة ضد المرأة في ارتفاع مستمر، حيث وصلت إلى 679 حالة اغتصاب تم تحويلها إلى كافة المرافق الطبية بسبب مضاعفات صحية وأضرار جسيمة.
وتشير التقارير الصادرة عن منظمات محلية ودولية إلى وجود العديد من الحالات الأخرى التي لم يتم رصدها أو توثيقها أو وصولها إلى المستشفيات بسبب عزوف الأهل والخوف من الوصمة الاجتماعية.
وبحسب هذه المصادر فإن هناك حالات كثيرة في دارفور ومناطق أخرى بالسودان، معظمها لم يتم توثيقها أو تسجيلها في المستشفيات نتيجة الدمار الشامل للقطاع الصحي، حيث تشير التقارير إلى خروج 90% من المستشفيات عن الخدمة الخدمة، مما أدى إلى تفاقم معاناة النساء، وخاصة الناجيات.
مشاهد مؤلمة
ومع تزايد حالات الاغتصاب عقب مداهمات قوات الدعم السريع على القرى والأرياف في المناطق التي اجتاحتها مؤخرًا، تزايدت حالات الاغتصاب، والتي لم يتم توثيق الكثير منها بسبب الحصار الذي تضربه تلك القرى الريفية النائية.
وقال خبير متخصص في العلاج النفسي للنساء المعنفات، فضل عدم ذكر اسمه، إن عدم قدرة السكان على المغادرة حال دون الوصول إلى الراغبين في تلقي العلاج، إضافة إلى تحفظ البعض خوفاً من الوصمة والعار الذي قد يلحق بهم على العائلة.
وأوضحت أن غياب الداعمين الاجتماعيين، خاصة الناشطين في المجتمع المدني، وعدم قدرتهم على التواصل خوفاً على سلامتهم الشخصية، قلص دورهم في تقديم الدعم النفسي للضحايا والناجين. وقالت إن هذا الغياب قد يؤدي إلى الانتحار بين المغتصبين الذين يحتاجون إلى فحوصات وأدوية ومتابعة دورية ونفسية.
وأكدت أن تطورات الحرب الدائرة وما نتج عنها من نقص في الأدوية وخاصة الأدوية المنقذة للحياة وغيرها من الأدوية المستخدمة في البروتوكول، وعدم وجود ممرات آمنة والعدد الكافي من الكوادر الطبية أدى إلى مضاعفات في الوضع الصحي للناجين، وخاصة الشابات.
التحضير لما بعد الحرب
ودعا خبير آخر متخصص في العلاج النفسي للنساء المعنفات إلى الاستعداد من الآن فصاعدا لمرحلة ما بعد الحرب. وقالت إن “التركيز على نمط الجرائم وكيفية الوصول إلى مرحلة التعافي يتطلب هذا الإعداد لأن هناك الكثير من الحقائق التي ستظهر للناس”. وأضافت: “الحالات التي تعرضت للهجوم العام الماضي وظهرت عليها أمراض يجب متابعتها والفحص المبكر لها وتقديم العلاج اللازم لها”. كما دعت إلى ضرورة تحقيق مكاسب من هذه الحرب وفي مقدمتها أمن المرأة وسلامتها وحمايتها.
ودعت إلى ضرورة الرعاية الصحية الأولية لتلبية احتياجات المرأة وخدمتها باعتبارها النظام الصحي الأكثر انتشارا. وأضافت (هذا النظام يمكن أن يصل إلى القرى والأرياف التي تعرض أهلها وخاصة النساء لأشكال وأنماط مختلفة من العنف الجنسي ولم يتمكن أهلها من الوصول إلى الخدمات الصحية عن بعد)، وأكدت أن هذا النظام قادر على تحقيق التعافي النفسي المطلوب. وتوقع الخبير المتخصص في العلاج النفسي للنساء المعنفات في فترة ما بعد الحرب أن تكون الأسوأ في تاريخ السودان، مضيفا (سيكون هناك في المناطق الريفية النائية ستظهر مشاكل كثيرة بين النساء اللاتي تعرضن للعنف الجنسي). العنف والأمراض المنقولة جنسياً، وأبرزها الزهري والسيلان وأخطرها الإيدز وأمراض الكبد والناسور البولي الناتج عن الاغتصاب الجماعي). وأكدت أن كل هذه الأمراض لها مخاطر صحية ونفسية على ضحايا العنف الجنسي. ودعت إلى ضرورة الاهتمام بهم وإيجاد التمويل الكافي للاستجابة لهم في الوقت المناسب.
قم بالتسجيل للحصول على النشرات الإخبارية المجانية AllAfrica
احصل على آخر الأخبار الإفريقية التي يتم تسليمها مباشرة إلى صندوق الوارد الخاص بك
نجاح!
أوشكت على الانتهاء…
نحن بحاجة إلى تأكيد عنوان البريد الإلكتروني الخاص بك.
لإكمال العملية، يرجى اتباع التعليمات الواردة في البريد الإلكتروني الذي أرسلناه إليك للتو.
خطأ!
حدثت مشكلة أثناء معالجة إرسالك. يرجى المحاولة مرة أخرى لاحقا.
* يُنشر هذا التقرير في وقت واحد على منصات المؤسسات والمنظمات الإعلامية والصحفية الأعضاء في منتدى الإعلام السوداني، وهو تحالف من وسائل الإعلام والمنظمات المستقلة.
[ad_2]
المصدر