الرئيس الإيراني بزشكيان يزور كردستان العراق

الرئيس الإيراني بزشكيان يزور كردستان العراق

[ad_1]

وأعرب الجانبان عن التزامهما بحل القضايا العالقة والاستفادة من المصالح المشتركة. (رويترز)

في لحظة تاريخية في العلاقات الإيرانية الكردية، وصل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أربيل اليوم، ليصبح أول زعيم إيراني يزور المنطقة الكردية في العراق. وتُعَد هذه الزيارة التاريخية جزءًا من التوسع الاستراتيجي الأوسع لطهران وسط ديناميكيات جيوسياسية متغيرة في العراق والشرق الأوسط على نطاق أوسع.

عقد أول لقاء لبيزيشكيان في أربيل في مقر رئاسة إقليم كردستان، حيث استقبله رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في مطار أربيل الدولي. وناقش الزعيمان، اللذان انضم إليهما رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني ومسؤولون كبار آخرون، تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية.

وأعرب الجانبان عن التزامهما بحل القضايا العالقة والاستفادة من المصالح المشتركة. ووصف نيجيرفان بارزاني الزيارة بأنها “تاريخية” ومحورية للعلاقات الثنائية المستقبلية.

كما التقى الرئيس الإيراني مع مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم والرئيس السابق لإقليم كردستان، حيث قدم دعوة رسمية لبارزاني لزيارة إيران.

وركز الاجتماع على التطورات الإقليمية، حيث أكد الزعيمان على ضرورة استمرار التعاون. ويشير تواصل بيزيشكيان مع قيادة كردستان إلى نية طهران تعزيز العلاقات مع السكان الأكراد في العراق، الذين حافظوا تاريخياً على علاقة غير مستقرة مع إيران.

وبعد اجتماعاته في أربيل، سافر بزشكيان إلى السليمانية، حيث رحب به زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني ومسؤولون محليون. وتضمنت زيارته لفتة مهمة ـ وضع إكليل من الزهور على قبر الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، وهو شخصية تحظى بالاحترام في السياسة الكردية والعراقية.

ووقع بزشكيان في سجل الزوار احتراما لإرث طالباني، ثم التقى في وقت لاحق بقيادة الاتحاد الوطني الكردستاني لمناقشة تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي.

توسيع نطاق التواصل الدبلوماسي

جاءت زيارة بيزيشكيان إلى كردستان عقب وصوله إلى بغداد يوم الأربعاء 11 سبتمبر/أيلول، في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه في يوليو/تموز. ولدى وصوله إلى العاصمة العراقية، استقبل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بيزيشكيان في القصر الحكومي، حيث ركزت المناقشات على تعزيز العلاقات الثنائية في مجالات الطاقة والتجارة والأمن.

ووقع البلدان 14 مذكرة تفاهم تغطي مجالات رئيسية مثل الزراعة والطاقة والبنية التحتية.
وأكد بزشكيان خلال زيارته لبغداد التزام طهران بتعميق التعاون السياسي والاقتصادي مع العراق، لا سيما في ظل العقوبات الأميركية المستمرة على إيران.

وتأتي زيارة بيزيشكيان للعراق في وقت تتصاعد فيه التوترات الإقليمية، خاصة مع استمرار إسرائيل في حربها على غزة وجنوب لبنان واليمن. وقد أدت هذه الصراعات إلى تكثيف الأجواء الجيوسياسية في الشرق الأوسط، حيث تلعب إيران دورًا مهمًا في دعم الجماعات المتحالفة ضد إسرائيل، بما في ذلك حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن. ويرى المراقبون أن زيارة بيزيشكيان بمثابة خطوة استراتيجية من جانب طهران لتأكيد نفوذها في العراق وسط هذه الصراعات المستمرة.

علاوة على ذلك، تأتي زيارة بيزيشكيان على خلفية تاريخ إيران العسكري في إقليم كردستان. ففي السنوات الأخيرة، شنت إيران عدة هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار الانتحارية مستهدفة جماعات المعارضة الكردية الإيرانية المتمركزة في المنطقة.

وفي حادثة ذات أهمية خاصة وقعت في 15 يناير/كانون الثاني، أطلق الحرس الثوري الإسلامي وابلًا من الصواريخ الباليستية على أربيل، مدعيًا أنه ضرب “مقر تجسس للنظام الصهيوني” مرتبط بالموساد الإسرائيلي.

ولكن لم يتم تقديم أي دليل لإثبات هذا الادعاء، ونفى المسؤولون العراقيون والأكراد تأكيدات إيران. وأسفرت الضربة الصاروخية عن مقتل أربعة أشخاص، بينهم رجلا أعمال، وإصابة ستة آخرين، مما أثار غضبًا في إقليم كردستان وزاد من تعقيد علاقات إيران مع القيادة الكردية.

وعلق المحلل السياسي العراقي عبد الغني غضبان على التداعيات الأوسع لزيارة بيزيشكيان، قائلاً لـ«العربي الجديد»: «زيارة بيزيشكيان بروتوكولية وسياسية، إذ تشير إلى الدول المجاورة والغرب بأن علاقات إيران بالعراق، بما في ذلك المنطقة الكردية، لا تزال قوية على الرغم من التوترات السابقة. ومع ذلك، فإن الأمور الأمنية في العراق تشرف عليها إلى حد كبير قوات الحرس الثوري الإسلامي الإيراني تحت السلطة المباشرة لآية الله علي خامنئي».

وأكد غضبان أنه في حين تركز المناقشات الحالية على الدبلوماسية والتعاون، فإن الأهداف الاستراتيجية الأوسع لإيران واضحة. وقال: “تريد إيران أن توصل إلى المنطقة، وخاصة إلى الولايات المتحدة، أنها تظل لاعباً رئيسياً في العراق والشرق الأوسط”.

العلاقات الإيرانية الكردية في تصاعد

وفيما يتعلق بزيارة بزشكيان لإقليم كردستان، أشار غضبان إلى أن “الزيارة تهدف إلى تعزيز علاقات إيران مع الإقليم الكردي بعد سنوات من التوتر، حيث تتعافى العلاقات الآن بشكل إيجابي”. ويسعى بزشكيان أيضًا إلى معالجة القضايا الاقتصادية الحيوية، وخاصة التجارة وتدفق المياه من إيران إلى العراق.

وأضاف غضبان أن “طهران تعتبر العراق شريان حياتها في ظل العقوبات الأميركية الخانقة على إيران”، مؤكدا أن إيران تسعى إلى تحرير أموالها في العراق بينما تتعامل أيضا مع قضايا السيادة مثل استعادة تدفق المياه من نهر الكارون الذي كان مصدر خلاف.

وتختتم جولة بزشكيان بزيارة جنوب العراق، حيث من المتوقع أن يتوقف في محافظة البصرة، فضلاً عن مدينتي النجف وكربلاء المقدستين. وتتمتع هذه المواقع بأهمية دينية وثقافية عميقة بالنسبة لإيران، ومن المرجح أن تؤكد زيارة بزشكيان للمدينتين المقدستين على العلاقات العميقة بين السكان الشيعة في البلدين.

ومع تطور زيارة بيزيشكيان، بات من الواضح أن إيران لا تسعى فقط إلى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع العراق، بل أيضاً إلى تعزيز نفوذها الاستراتيجي في الشرق الأوسط الأوسع، وخاصة في مواجهة الصراعات الإقليمية المستمرة.

وتمثل لقاءاته مع الزعماء الأكراد مرحلة جديدة في العلاقات الإيرانية الكردية.

[ad_2]

المصدر