[ad_1]
وسط تصاعد التوترات في السودان، اتخذ اللواء ياسر العطا، الذي يمثل المؤسسة العسكرية في البلاد، موقفاً حازماً: لن يكون هناك وقف لإطلاق النار خلال شهر رمضان المبارك المقبل ما لم يتم استيفاء شروط معينة.
يسلط هذا الإعلان الضوء على الصراع الراسخ بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، مما يكشف عن مدى تعقيد المشهد السياسي في البلاد.
وفي قلب الأمر يكمن مطلب حاسم من الجيش: يجب أن تنسحب قوات الدعم السريع من الأماكن المدنية والعامة، وهو شرط يستند إلى التزام تم التوصل إليه خلال محادثات الوساطة في جدة في مايو الماضي. وهذا الشرط، الذي اعتبره العطا ضروريا، يجسد تصميم الجيش على الحفاظ على الاتفاقيات المبرمة سابقا واستعادة النظام في الدولة التي مزقتها الصراعات.
واندلع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل/نيسان 2023، بسبب خلافات حول مسار انتقال السودان إلى الحكم المدني. ومنذ ذلك الحين، تسبب القتال في خسائر فادحة في البلاد، مما أدى إلى تدمير مساحات واسعة من الأراضي، ونزوح المجتمعات، وتدمير البنية التحتية. وبينما حققت قوات الدعم السريع مكاسب في البداية، تشير التقارير الأخيرة إلى تحول محتمل في الزخم، مع تحقيق الجيش تقدمات استراتيجية، لا سيما في مناطق مثل أم درمان.
ومع ذلك، فإن الطريق إلى السلام لا يزال محفوفا بالتحديات. ولا تزال استجابة قوات الدعم السريع لمطالب الجيش غير مؤكدة، وقد تعثرت المحاولات السابقة للتوسط في وقف إطلاق النار في مواجهة العداوات العميقة الجذور والصراع على السلطة. علاوة على ذلك، فإن الأزمة الإنسانية التي تتكشف في السودان تتطلب اهتماما عاجلا، حيث يعاني الملايين من المدنيين من النزوح والجوع والحرمان.
وقد أدانت الجهات الفاعلة الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة والولايات المتحدة، أعمال العنف وحثت جميع الأطراف على إعطاء الأولوية للسلام والمساعدات الإنسانية. ومع ذلك، فإن تحقيق المصالحة الدائمة في السودان يتطلب التعامل مع تفاعل معقد بين الديناميكيات السياسية، والتوترات العرقية، والضرورات الإنسانية.
[ad_2]
المصدر