"الألم نفسه": فلسطينيو غزة يتضامنون مع لبنان

“الألم نفسه”: فلسطينيو غزة يتضامنون مع لبنان

[ad_1]

لقد أثارت مشاهد نزوح الآلاف، وإغلاق المدارس، وإخلاء المنازل، والدمار والقصف الإسرائيلي المكثف، مخاوف العديد من الفلسطينيين من أن يتحول لبنان إلى “غزة ثانية”. (جيتي)

لقد انتقل الآن تركيز وحشية إسرائيل من قطاع غزة المحاصر إلى لبنان حيث نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات جوية عشوائية على المدن والبلدات والقرى، مما أسفر عن مقتل أكثر من 500 شخص وإصابة ما يقرب من 2000 شخص.

ارتكب الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، سلسلة مجازر في العديد من المناطق الجنوبية والشرقية في لبنان، هي الأعنف منذ اندلاع المواجهات في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأكبر كمية من القتلى لم يشهدها لبنان منذ عقود.

في هذه الأثناء، رد مقاتلو حزب الله بإطلاق وابل مكثف من الصواريخ، وصل بعضها إلى حيفا والعفولة ومدن أخرى في وسط البلاد.

وحتى الآن، قُتل أكثر من 550 لبنانياً، بينهم نساء وأطفال وصحافيون وموظفون طبيون، جراء الهجمات الإسرائيلية، وأُصيب أكثر من 1645 آخرين، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية.

إلى جانب القصف الجوي الواسع النطاق، يقوم الجيش الإسرائيلي بنقل قواته البرية، بما في ذلك الدبابات والمركبات العسكرية، تدريجياً من قطاع غزة إلى الحدود الشمالية.

وفي مقابلات منفصلة مع فلسطينيين في قطاع غزة، أشار سكان لـ«العربي الجديد» إلى أوجه التشابه بين هذا الهجوم على لبنان وحرب إسرائيل وما يجري في غزة.

“نفس الدمار، ونفس التهجير، ونفس العدد الكبير من الضحايا المدنيين. يبدو أن إسرائيل لا تعرف لغة أخرى غير القتل والدماء”، هكذا قال أحد الفلسطينيين في غزة.

وقد أثارت مشاهد نزوح الآلاف، وإغلاق المدارس، وإخلاء المنازل، والدمار والقصف الإسرائيلي المكثف، مخاوف العديد من الفلسطينيين من أن يتحول لبنان إلى “غزة ثانية”.

مشاركة نفس الألم

قالت سميرة أبو الريش، نازحة فلسطينية من خانيونس، لـTNA إنها تشعر وكأن الحرب الإسرائيلية على غزة تشتعل من جديد، خاصة بعد رؤيتها صوراً وفيديوهات للاجئين لبنانيين يخرجون من منازلهم في الضاحية الجنوبية.

“نرى لبنان يشرب الكأس ذاتها، الجنوب الذي كان ملجأ لسنوات أصبح الآن حقلاً لدماء الأبرياء (…) الصواريخ التي تسقط هناك تعيدنا إلى الأيام الأولى لغزة، تلك الليالي المليئة بالرعشة عندما كانت الطائرات تحوم فوقنا محذرة من الموت الوشيك”، قال أبو الريش.

وأضافت “في كل مرة تسقط فيها الصواريخ على لبنان، تعود إلينا الصدمة الأولى؛ الشعور بأن العالم يتفكك من حولك، وأن أصوات الانفجارات تقتلع جذور الطمأنينة. هذا الألم الذي يعيشه أهل لبنان هو نفس الألم الذي عرفناه هنا في غزة منذ اللحظة الأولى لسقوط الصاروخ الأول! وكأن الحرب تتكرر بأشكال أخرى، لكنها تبقى نفس المأساة”.

وتشاطر هبة دواس، من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، مخاوفها، حيث تخشى أن تستمر الحرب على تلك الجبهة لأشهر طويلة وربما عام كما حدث في قطاع غزة.

“أشعر بالصدمة والرعب من أن تجرأت إسرائيل على شن حرب على لبنان (…) كنت أعتقد أن تدمير غزة لن يتكرر في أي بلد آخر، لكن يبدو أن إسرائيل لديها الضوء الأخضر لشن الحروب ضد الشعوب العربية بسبب الصمت الرسمي العربي المريب”، تقول دواس (33 عاماً)، وهي أم لثلاثة أطفال فقدت زوجها في قصف إسرائيلي قبل ثلاثة أشهر، لـ”ت.ن.أ”.

وقالت “لا نعلم ماذا ينتظر العرب وزعماؤهم للتحرك ضد إسرائيل. نحن ننزف منذ أكثر من عام، ولكن لم يتحرك أحد لوقف إسرائيل ووقف الدمار. وأخشى ألا يتحركوا لدعم وإنقاذ لبنان ونسائه وأطفاله وشيوخه”.

من جانبه، وجد الفنان الفلسطيني الجريح محمد طوطح طريقته الخاصة للتعبير عن التضامن مع لبنان في مواجهته مع إسرائيل، من خلال نحت عبارة “السلام عليك يا بيروت” على رمال شاطئ غزة، مصحوبة بأعلام فلسطين ولبنان.

يعتمد الأب لأربعة أبناء والبالغ من العمر 33 عاماً على عصا للمشي للتنقل في الرمال واستخدامها للنحت للتعبير عن تضامنه مع أشقائه اللبنانيين. وقد فقد ساقه اليمنى خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة أواخر عام 2008 وأوائل عام 2009.

“لم أجد طريقة للتضامن مع أشقائنا اللبنانيين سوى النحت على الرمال، لإيصال رسالتي وتضامني معهم”، هذا ما قاله طوطح لوكالة الأنباء التونسية أثناء حمله الرمال للعمل على النحت.

وقال إن “لبنان يواجه عدواناً إسرائيلياً همجياً ونحن (الغزيون) أكثر الناس شعوراً بما يشعر به إخوتنا اللبنانيون”.

وأضاف “بسبب الحرب أعيش في قطاع غزة المحاصر الذي يعاني من الفقر والجوع والألم اليومي بسبب الظروف الصعبة، لكن ذلك لم يمنعني أبداً من التعبير عن تضامني مع لبنان”.

اليمين المتطرف في إسرائيل يقود الجميع إلى الهاوية

“اليمين الإسرائيلي المتطرف يحكم ويقود الفترة الحالية، ويقود المنطقة إلى الهاوية ويريد إشعال الحرائق”، بحسب المحلل السياسي المقيم في غزة حسام الدجاني.

وأضاف الدجاني في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية “إن اليمين الإسرائيلي يريد فتح جبهة لبنانية لأسباب عديدة، أبرزها صرف الأنظار عن جرائم الحرب التي تجري داخل قطاع غزة، خاصة في ظل الانتقادات الدولية وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير الذي دعا إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي المحتلة”.

وأشار إلى أن توقيت الهجوم الإسرائيلي على لبنان يعكس مدى رغبة نتنياهو وحكومته في توسيع الصراع الإقليمي، وربما جر الولايات المتحدة إلى حرب شاملة.

[ad_2]

المصدر