[ad_1]
أحيا ناشطون في محافظة السويداء جنوب سوريا، الجمعة، الذكرى الأولى للانتفاضة ضد نظام الأسد التي فاجأت البلاد واستمرت لعدة أشهر.
وتذكّر الاحتجاجات في السويداء، التي بدأت في أغسطس/آب 2023، بالاحتجاجات السلمية التي اندلعت في مختلف أنحاء البلاد في عام 2011، مطالبة بالديمقراطية وإنهاء دكتاتورية نظام الأسد.
بدأت الاحتجاجات كرد فعل على الوضع الاقتصادي المتردي في المحافظة وسوريا ككل، مع شكوى الناس من الظروف المعيشية ونقص الضروريات والخدمات الأساسية.
ولكنها سرعان ما تحولت إلى حركة كبرى ذات مطالب سياسية، بما في ذلك إزالة نظام الرئيس بشار الأسد والانتقال السلمي للسلطة.
الوضع الفريد للسويداء
السويداء هي محافظة سورية ذات أغلبية درزية في دولة ذات أغلبية سنية، وقد أثارت الاحتجاجات تساؤلات حول وضع النظام المزعوم كحامي للأقليات الدينية في سوريا، والذي حاول دائمًا استخدامه لكسب الشرعية.
كان التركيب الديني للمحافظة يعني أنها كانت تتمتع بوضع فريد خلال الانتفاضة السورية والصراع الذي بدأ في عام 2011. وفي حين شهدت السويداء احتجاجات متفرقة ضد النظام آنذاك، إلا أنها، على عكس أجزاء أخرى من سوريا، ظلت سلمية في الغالب ولم تنحدر إلى صراع مسلح.
واعتمد النظام على الزعماء الروحيين للطائفة الدرزية للحفاظ على النظام في المحافظة، ومنحهم قدراً من الحكم الذاتي في الشؤون المحلية للحفاظ على استقرار الوضع.
ومع ذلك، فإن الأزمة الاقتصادية في سوريا، والتي تفاقمت بسبب الحرب والفساد في النظام والعقوبات، تركت أكثر من 80٪ من سكان البلاد في حالة فقر، وكان السخط يتصاعد لفترة طويلة قبل بدء الاحتجاجات في أغسطس/آب 2023.
وعندما بدأت الاحتجاجات، أعلن الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، دعمه للاحتجاجات ومطالبها، وانضم إليه غالبية الزعماء الدينيين الدروز.
ولقد لعب دعم زعماء الطائفة الدرزية للاحتجاجات دوراً رئيسياً في عجز النظام عن قمعها بالقوة. فلم يكن بوسعه استخدام جيشه ضد المتظاهرين، كما فعل في عام 2011، خوفاً من تفاقم الصراع.
وقد أدى الجذب الواسع للاحتجاجات، وحقيقة أنها حدثت، على عكس ما حدث من قبل، في كل القرى والبلدات تقريبا في المحافظة، إلى إعاقة عمل النظام ضدها.
لا تنازلات من النظام
لكن الاحتجاجات لم تحقق أي تنازلات سياسية أو اقتصادية على الأرض بعد عدة أشهر.
لكن المتظاهرين ما زالوا يأملون في أن تكتسب حركتهم زخما.
وقال الناشط المحلي حمزة المعروفي لموقع العربي الجديد الشقيق لصحيفة العربي الجديد إنه يشعر بالتفاؤل بسبب تنامي المعارضة الهادئة للنظام.
وأضاف أن “بعض من كانوا يعتبرون في السابق من أنصار النظام بدأوا يعبرون عن استيائهم من سياساته، ويلعنونه سراً وأحياناً علانية”.
وقال ناشط آخر يدعى علي عبيد إن الاحتجاجات خلقت وعياً متزايداً بمفاهيم مثل المواطنة والحقوق وسيادة القانون في السويداء، لكنه أضاف أن النظام اعتمد طرقاً جديدة لقمع الاحتجاجات دون التدخل بشكل مباشر.
وأضاف في تصريح لـ«العربي الجديد» أن «استراتيجية النظام بالأساس تقوم على إثارة الفتنة الأهلية لتحقيق أهدافه».
وقال إن ضابطاً بارزاً في النظام قال: “نستطيع أن نقتلهم ولكننا لن نفعل ذلك، بل سنتركهم يقتلون بعضهم بعضاً”، وأضاف أن عمليات النهب والخطف والقتل زادت في السويداء، من دون أن يتم القبض على الجناة.
ورغم أن احتجاجات السويداء لا تزال نشطة وتشكل شوكة في خاصرة النظام، إلا أنها لم تترجم إلى حركة وطنية رغم تركيزها على الشعارات الوطنية أكثر من الشعارات المحلية.
وأشار ناشط آخر، هو كمال الحلبي، إلى أن الحركة الاحتجاجية لم تنجح في بناء تحالفات قوية مع قوى المعارضة في سوريا ولم تتلق الدعم الدولي. وعزا ذلك إلى “الافتقار إلى التنظيم السياسي القوي القادر على توجيه (الاحتجاجات) نحو أهداف استراتيجية واضحة”.
ساهم في هذا التقرير ليث أبي نادر، مراسل العربي الجديد في السويداء.
[ad_2]
المصدر