[ad_1]
تسببت الهجمات في حالة من الفوضى في جميع أنحاء لبنان حيث تم نقل الآلاف إلى المستشفى (تصوير: حسام شبارو / الأناضول عبر صور جيتي)
يُعتقد أن مئات الأشخاص في لبنان أصيبوا بإصابات خطيرة في العين في هجوم مزدوج كبير على أجهزة الاتصالات في البلاد، في عملية تجسس مروعة ألقي باللوم فيها على نطاق واسع على إسرائيل.
أصيب نحو 3 آلاف شخص، معظمهم من أعضاء حزب الله ولكن بينهم العديد من المدنيين، عندما انفجرت أجهزة استدعاء يوم الثلاثاء، مع وقوع هجوم مفاجئ ثان يوم الأربعاء تسبب في تفجير أجهزة محمولة، مما أدى إلى إصابة مئات آخرين وتسبب في حدوث مذبحة في جميع أنحاء لبنان.
ويقول العاملون في المجال الطبي في مختلف أنحاء البلاد إن المستشفيات غُمرت بالمصابين جراء الانفجارات الضخمة التي دفعت وزارة الصحة إلى تفعيل بروتوكول الطوارئ. وقالت وزارة الصحة إن المستشفيات غُمرت بالأشخاص الذين يعانون من جروح خطيرة في أيديهم وأصابعهم ووجوههم.
وقال وزير الصحة اللبناني الدكتور فراس الأبيض إن عددا من الضحايا تم نقلهم لتلقي العلاج في مستشفيات في إيران وسوريا، بما في ذلك السفير الإيراني في بيروت الذي أصيب في الهجوم الذي وقع الثلاثاء.
وقال أبيض في مؤتمر صحفي في بيروت، الخميس، إن المستشفيات والفرق الصحية في جميع أنحاء البلاد كانت على مستوى الطوارئ، وقارن الاستجابة بانفجار الميناء في أغسطس/آب 2020.
وأضاف أبيض “إن هناك بصيص أمل لأننا رأينا وحدة شعبنا اللبناني واحترافية أطبائنا وممرضينا الذين التزموا بمسؤولياتهم”.
وكشف أبيض عن تفاصيل حول الجرحى، وقال إن هناك العديد من ضحايا الحروق الذين أصيبوا بجروح أثرت على “قدرة الجرحى على التنفس”.
وأضاف أن طبيعة الجروح تشير إلى أن العديد من الضحايا كانوا يحملون الجهاز بعد أن ظل يرن لعدة ثوان ثم انفجر في أيدي الناس ووجوههم.
وقالت وزارة الصحة إن نحو 460 شخصا احتاجوا إلى عمليات جراحية عاجلة بسبب إصابات في العينين أو الوجه أو الأطراف. وأضافت أن العديد من عمليات البتر كانت مطلوبة في الأيدي أو الأصابع المصابة.
وقال محللون إن الإصابات الكبيرة في صفوف حزب الله ستعيق بشدة قدرات المجموعة القتالية وتشكل ضربة نفسية ثقيلة.
وعرضت عدة دول عربية ودول أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الدعم على لبنان الذي يعاني من أزمة اقتصادية حادة منذ سنوات، مع وصول شحنات مساعدات من العراق يوم الأربعاء، ومن المتوقع وصول المزيد من إيران والأردن.
تم نقل نحو 100 شخص إلى إيران لإجراء جراحات العيون، بما في ذلك السفير الإيراني مجتبى أمان الذي ورد أنه فقد البصر في إحدى عينيه ويعاني من إصابات خطيرة في الأخرى.
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية يوم الخميس أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي زار أمان في المستشفى بطهران، حيث أعرب الأطباء عن “ثقتهم” في أن الدبلوماسي يمكنه “العودة إلى العمل قريبًا”.
كما استقبلت المستشفيات في سوريا جرحى لبنانيين من بلدات البقاع المجاورة، وأضاف الأبيض أن “92% من الحالات سيتم علاجها في لبنان”.
وكانت الطفلة فاطمة عبد الله البالغة من العمر تسع سنوات من جنوب لبنان من بين طفلين لقيا حتفهما عندما التقطت جهاز النداء الخاص بوالدها بعد أن أصدر صوتا، بحسب مقابلات أجرتها عائلتها مع وسائل الإعلام.
كان النائب اللبناني الياس جرادة من بين الجراحين الذين حاولوا على وجه السرعة إنقاذ البصر لدى الأشخاص الذين يعانون من إصابات في العين. وقال الدكتور جرادة، وهو نائب مستقل ويعمل في مستشفى بيروت التخصصي للعين والأنف والأذن والحنجرة، إن الساعات الأربع والعشرين الماضية كانت تحديًا طبيًا هائلاً.
وقال لموقع ميغافون الإخباري اللبناني: “لم يفكر أحد منا في أخذ قسط من الراحة لأن هذه لحظة تاريخية تضعنا أمام مسؤولية كبيرة”.
“وآمل، كما أثبت الطاقم الطبي بأكمله التزامه بواجبه الإنساني الوطني، أن يقوم كل اللبنانيين في هذه اللحظة بالشيء نفسه”.
وقال طبيب العيون الدكتور نبيه شماس إن الوضع كان صعبا، حيث حاول الأطباء خياطة العيون وإنقاذ بصر أكبر عدد ممكن من الناس. وقال لميجا فون إن الإصابات “كانت تتركز حول العينين”.
وتتزايد المخاوف من أن يكون الهجوم على الاتصالات السلكية واللاسلكية قد مهد الطريق أمام إسرائيل لشن غزو كبير لجنوب البلاد، الذي كان في خضم إطلاق النار بين حزب الله والقوات الإسرائيلية منذ أكتوبر/تشرين الأول.
ودعا المجتمع الدولي إلى ضبط النفس في المنطقة فيما عقد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي الأربعاء اجتماعات مع لجنة إدارة مخاطر الكوارث التابعة للحكومة تحسبا لتصعيد أكبر مع إسرائيل.
[ad_2]
المصدر