[ad_1]

يبرز تغير المناخ كتحدي صحي هائل في أوغندا، مما يؤدي إلى تفاقم انتشار الأمراض مثل الملاريا والأمراض المنقولة بالمياه.

مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، تشهد أوغندا، وهي دولة تعاني بالفعل من أعباء صحية عامة كبيرة، زيادة مثيرة للقلق في الأمراض الحساسة للمناخ.

كان مرض الملاريا مصدر قلق لفترة طويلة، ولكنه ينتشر الآن إلى مناطق المرتفعات التي كانت أكثر برودة في السابق، مما أدى إلى تغيير الملامح الجغرافية للمرض في البلاد.

ويؤكد مسح مؤشر الملاريا في أوغندا لعام 2022 هذا الاتجاه المقلق، حيث أظهر أن انتشار الملاريا في المناطق المرتفعة مثل كابالي وكيسورو ارتفع من 3% في عام 2010 إلى 12% في عام 2020.

ويرجع هذا الارتفاع إلى حد كبير إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة هطول الأمطار، مما يوفر الظروف المثالية لنمو البعوض.

إن المجتمعات في هذه المناطق، والتي كانت تعتبر في السابق آمنة من الملاريا، تكافح الآن لإدارة المرض، مما يفرض ضغوطاً على أنظمة الصحة المحلية غير المجهزة للتعامل مع مثل هذه التحولات.

وبالإضافة إلى الملاريا، تتزايد الأمراض المنقولة عن طريق المياه مثل الكوليرا والتيفوئيد والزحار، بسبب أنماط الطقس غير المستقرة على نحو متزايد. وقد أدى اعتماد أوغندا على مصادر المياه التي تغذيها الأمطار إلى جعل العديد من المجتمعات عُرضة لهذه الأمراض، وخاصة في أعقاب الأمطار الغزيرة والفيضانات.

وكان تفشي وباء الكوليرا في عام 2023، والذي أثر على أكثر من 2000 شخص وأودى بحياة 56 شخصا في مناطق مثل كاسيسي، وهويما، وبولامبولي، بمثابة تذكير صارخ بالمخاطر الصحية التي تشكلها الفيضانات الناجمة عن المناخ.

وأشار متحدث باسم اليونيسف في أوغندا إلى أن “الفيضانات لا تدمر البنية التحتية فحسب، بل تؤدي أيضاً إلى تلويث مصادر المياه، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض المميتة”.

ويصبح الوضع أكثر تعقيدا بسبب عدم تجهيز العديد من المراكز الصحية الريفية في أوغندا بشكل جيد للتعامل مع هذه الأوبئة.

وكشف تقرير لوزارة الصحة لعام 2022 أن نصف هذه المراكز تفتقر إلى مرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية المناسبة، مما يجعل من الصعب إدارة انتشار الأمراض المنقولة بالمياه.

ويعد الافتقار إلى مرافق المياه والصرف الصحي المناسبة أمرا مثيرا للقلق بشكل خاص في سياق تفشي الأمراض المتكررة، حيث يعد الوقاية والاحتواء أمرا أساسيا.

ويعتبر التأثير الاقتصادي لهذه التحديات الصحية كبيرا، حيث تشير تقديرات البنك الدولي إلى أن أوغندا تخسر ما يقرب من 4.5% من ناتجها المحلي الإجمالي سنويا بسبب التأثيرات الصحية الناجمة عن تغير المناخ.

وتشمل هذه التكاليف نفقات الرعاية الصحية، وفقدان الإنتاجية بسبب المرض، والأضرار التي تلحق بالبنية الأساسية الصحية نتيجة للأحداث المناخية المتطرفة. والواقع أن الضغوط المالية على الاقتصاد كبيرة، وخاصة في بلد مثل أوغندا، حيث الموارد محدودة بالفعل.

واستجابة لهذه التحديات المتصاعدة، أطلقت الحكومة الأوغندية، بدعم من المنظمات الدولية، العديد من المبادرات الرامية إلى التخفيف من الآثار الصحية الناجمة عن تغير المناخ.

اشترك مجانًا في النشرة الإخبارية AllAfrica

احصل على آخر الأخبار الأفريقية مباشرة إلى صندوق بريدك الإلكتروني

نجاح!

انتهى تقريبا…

نحن بحاجة إلى تأكيد عنوان بريدك الإلكتروني.

لإكمال العملية، يرجى اتباع التعليمات الموجودة في البريد الإلكتروني الذي أرسلناه إليك للتو.

خطأ!

حدثت مشكلة أثناء معالجة طلبك. يرجى المحاولة مرة أخرى لاحقًا.

أطلقت وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية الخطة الوطنية للتغير المناخي والتكيف الصحي (2021-2025).

وتركز هذه الخطة على تعزيز النظم الصحية، وتحسين مراقبة الأمراض، وتعزيز قدرة المجتمع على الصمود. وتم توزيع أكثر من 27 مليون ناموسية على مستوى البلاد في عام 2023، وتم تنفيذ برامج الرش المتبقي داخل المباني للحد من انتقال الملاريا.

وأكدت وزيرة الصحة الدكتورة جين روث أسينج: “نحن ملتزمون بحماية شعبنا من المخاطر الصحية الناجمة عن تغير المناخ”.

ورغم هذه الجهود، يحذر الخبراء من أن هناك حاجة إلى استراتيجيات أكثر شمولاً لمعالجة التأثيرات الصحية الناجمة عن تغير المناخ في أوغندا بشكل كامل.

ورغم أهمية التدخلات الحالية، هناك حاجة إلى دمج التكيف مع تغير المناخ في جميع القطاعات، وخاصة قطاع الصحة والمياه والزراعة.

إن تعقيد الوضع يتطلب اتباع نهج متعدد القطاعات لا يعالج الاحتياجات الصحية الفورية فحسب، بل ويعمل أيضاً على بناء القدرة على الصمود على المدى الطويل ضد التأثيرات المستمرة والمستقبلية لتغير المناخ.

[ad_2]

المصدر