[ad_1]
لاغوس – قد يبدو الذكاء الاصطناعي والطب التقليدي رفيقين غريبين، لكن الباحثين الأفارقة يستغلون كليهما لتعزيز اكتشاف الأدوية في القارة.
يقود فيديل نتي كانج، الأستاذ المشارك في الكيمياء الصيدلانية بجامعة بويا في الكاميرون، محاولات تطوير أدوية جديدة من التنوع البيولوجي الطبيعي الوفير في أفريقيا، باستخدام الذكاء الاصطناعي لفحص مئات المركبات الطبيعية.
في هذه المقابلة مع SciDev.Net، يناقش القيود التي تواجه إجراء الأبحاث في أفريقيا وكيف يتغلب فريقه البحثي على هذه القيود في إطار الجهود الرامية إلى إيجاد حلول محلية للأمراض المهملة عالميًا.
“من خلال الاستفادة من مواردنا الطبيعية والبشرية وتطبيق تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، يمكننا تطوير حلول محلية لتحديات الرعاية الصحية لدينا”. دكتور فيديل نتي كانج، أستاذ مشارك في الكيمياء الصيدلانية في جامعة بويا، الكاميرون.
هل يمكنك أن تخبرنا كيف أصبحت منخرطًا في اكتشاف الأدوية؟
لقد كنت أعاني من الملاريا بشكل متكرر أثناء نشأتي في الكاميرون، وأتذكر بوضوح كيف كان والدي يسارع إلى الحصول على أدوية مضادة للملاريا مثل فانسيدار. ومع متابعتي لدراستي للكيمياء، تحول اهتمامي بالأدوية الطبيعية ـ التي أشعلتها تجربة في المدرسة الثانوية مع طبيب علمنا عن النباتات الطبية المحيطة بجامعتنا ـ إلى شغف بالتعرف على علاجات أقل سمية مشتقة من الموارد الطبيعية في أفريقيا.
ما مدى أهمية النباتات الطبية الطبيعية في أفريقيا؟
تلعب الأدوية التقليدية دوراً حاسماً في أفريقيا، حيث يعتمد عليها أكثر من 80% من السكان. وتعد أفريقيا موطناً لأكثر من 40 ألف نوع فريد من النباتات، وهو ما يمثل نحو 25% من الموارد الوراثية النباتية في العالم. ومن بين هذه الأنواع، يستخدم أكثر من 5000 نبات في الطب التقليدي الأفريقي. وهذه العلاجات الطبيعية ليست مجرد فولكلور؛ بل إن العديد منها يحتوي على جزيئات فريدة تم استخدامها بفعالية في الطب الحديث، مثل الكينين لعلاج الملاريا وحمض الساليسيليك لعلاج الأسبرين.
ما هو الوضع الحالي للأبحاث المتعلقة بالنباتات الطبية الأفريقية؟
وعلى الرغم من الفعالية المعروفة لبعض هذه النباتات، فإن الاستكشاف المنهجي الذي أجراه الباحثون في مجال الأدوية كان محدوداً. ولم يتم عزل أو دراسة معظم الخصائص الطبية لهذه النباتات، كما أن هناك عدداً قليلاً جداً من الجزيئات من المنتجات الطبيعية الأفريقية التي يجري تطويرها إلى عقاقير. ويشكل اليوهيمبين، المشتق من لحاء شجرة Pausinystalia johimbe الأفريقية، أحد الأمثلة التي تم تسويقها كمكمل غذائي، على الرغم من المخاوف المتعلقة بالسلامة.
ما هي التحديات التي تواجه اكتشاف الأدوية من المنتجات الطبيعية الأفريقية؟
لقد كان اكتشاف الأدوية عملية معقدة ومكلفة وتستغرق وقتا طويلا، مما أدى إلى الحد من الاستثمار في استكشاف المنتجات الطبيعية من أفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، هناك تحديات البنية الأساسية، مثل نقص الطاقة المتكرر، والتي كان علينا التغلب عليها من خلال تركيب الألواح الشمسية لضمان استمرارية البحث.
ولأن الدراسة العلمية للمركبات الطبيعية الأفريقية لا تزال غير مستغلة إلى حد كبير، فإن تبادل المعرفة وتنمية القدرات أمران حاسمان للتقدم السريع في هذا المجال. ومع ذلك، فإن قواعد ومتطلبات التأشيرة في الغرب تجعل من الصعب على العلماء والطلاب الأفارقة الحصول على التدريب في الخارج وبناء التعاون مع الشركاء الدوليين. وقد أبرزت هذه التحديات ضرورة بناء قاعدة بيانات المركبات الطبيعية عبر الإنترنت وضمان بقائها في متناول الباحثين في جميع أنحاء القارة.
وحتى الموارد البسيطة اللازمة لإجراء البحوث قد يكون من الصعب الحصول عليها. فقد يستغرق الأمر أسابيع أو أشهراً للحصول على الكواشف من أوروبا، حيث يمكن طلبها عبر الإنترنت واستلامها في غضون يومين بتكلفة أقل كثيراً. وهناك أيضاً التحيز ضد ربط المركبات الأفريقية الطبيعية بتطوير الأدوية الصيدلانية. إنها معركة شاقة لإقناع الشركاء والممولين المحتملين بأن أفريقيا يمكن أن تمتلك مراكزها الخاصة لاكتشاف الأدوية وتقديم أبحاث متطورة. لكننا نتغلب على هذا – من خلال إظهار إمكاناتنا والنشر في المجلات ذات التأثير العالي.
كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على اكتشاف الأدوية في أفريقيا؟
إن الذكاء الاصطناعي يغير هذه الحسابات. إن اكتشاف الأدوية التقليدي يتضمن فهم بنية البروتينات في جسم الإنسان أو في مسببات الأمراض وتحديد الجزيئات التي يمكن أن ترتبط بها أو تتفاعل معها بطرق مرغوبة. إن التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي يسمحان لنا بتقصير هذه العملية بشكل كبير. إن النهج القديم المتمثل في استخدام الأساليب القائمة على الفيزياء – الفحص الافتراضي لملايين المركبات للبحث عن جزيء يتفاعل بشكل صحيح مع هدف الدواء – قد يستغرق أسابيع أو أشهر. مع الذكاء الاصطناعي، نتمكن من فحص ملايين الجزيئات في أقل من يوم.
ويعمل فريقي البحثي في جامعة بويا في الكاميرون على إنشاء مركز إقليمي متطور لاكتشاف الأدوية، والذي سيعمل على فحص واستخدام 400 مركب طبيعي من القارة من أجل تحديد عقاقير مضادة للفيروسات جديدة. وباستخدام تقنيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي والعمل مع فريق دولي متعدد التخصصات من علماء الأحياء والكيميائيين وعلماء الوراثة وعلماء الكمبيوتر، فإننا نتبنى تقنيات فحص مبتكرة لتحديد المركبات الطبيعية التي قد تحتوي على علاجات للأمراض الفيروسية مثل كوفيد-19 وفيروس نقص المناعة البشرية.
اشترك مجانًا في النشرة الإخبارية AllAfrica
احصل على آخر الأخبار الأفريقية مباشرة إلى صندوق بريدك الإلكتروني
نجاح!
انتهى تقريبا…
نحن بحاجة إلى تأكيد عنوان بريدك الإلكتروني.
لإكمال العملية، يرجى اتباع التعليمات الموجودة في البريد الإلكتروني الذي أرسلناه إليك للتو.
خطأ!
حدثت مشكلة أثناء معالجة طلبك. يرجى المحاولة مرة أخرى لاحقًا.
ماذا تفعلون لدعم جهود اكتشاف الأدوية في جميع أنحاء أفريقيا؟
نحن نعمل على بناء قاعدة بيانات على الإنترنت للمركبات الموجودة في المنتجات الطبيعية الأفريقية: الفطريات والنباتات والشعاب المرجانية والبكتيريا. ويمكن للباحثين في جميع أنحاء القارة الوصول إلى هذه المركبات الذين يبحثون عن جزيئات يمكن استخدامها لعلاج العديد من الأمراض، مثل السل والملاريا، بما في ذلك تلك التي أهملتها صناعة الأدوية العالمية تاريخيًا. وتشمل هذه الأمراض حمى شيكونغونيا وداء المثقبيات وداء الكلب وداء البلهارسيا. لا تتطلب هذه المنصة الإلكترونية أي تسجيل دخول، لذلك يمكن لموظفينا والمتعاونين والمتدربين لدينا الوصول إلى جميع البيانات بما في ذلك البرامج التعليمية المجانية عبر الإنترنت. ويهدف إلى المساعدة في اكتشاف علاجات للأمراض التي أهملتها صناعة الأدوية العالمية.
ما هي التأثيرات الأوسع لعملك على أفريقيا؟
ومن خلال الاستفادة من مواردنا الطبيعية والبشرية وتطبيق تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي، يمكننا تطوير حلول محلية لتحديات الرعاية الصحية. ونحن نضع الأساس لضمان الاستفادة الكاملة من ثروة أفريقيا من الأدوية العشبية الطبيعية لتلبية احتياجاتنا الصحية العامة، ونثبت أن أفريقيا يمكن أن تكون رائدة في اكتشاف الأدوية المتطورة.
تم إنتاج هذه المادة بواسطة مكتب موقع SciDev.Net لشؤون أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى باللغة الإنجليزية.
[ad_2]
المصدر